رغم أن التحالف الحاكم في المانيا أخذ على عاتقه مسؤولية عدم تصدير أسلحة إلى دول متورطة بحرب اليمن، استمر تدفق السلاح هذا العام لدول متورطة في تلك الحرب، في وقت تقترب فيه صادرات السلاح في ألمانيا من مستويات قياسية.
إعلان
تقترب صادرات الأسلحة الألمانية هذا العام من مستويات قياسية بلغتها خلال سنوات سابقة. فقد ذكرت وزارة الاقتصاد الألمانية ردا على طلب إحاطة من النائب البرلماني عن حزب الخضر، أوميد نوريبور، أنه حتى نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي ارتفعت قيمة صفقات تصدير الأسلحة الألمانية، التي حصلت على تصريح من السلطات المختصة، بنسبة 75% مقارنة بنفس الفترة الزمنية عام 2018 لتصل إلى 6.35 مليار يورو.
ويقترب حجم صادرات الأسلحة بذلك إلى مستويات قياسية وصلت إليها خلال عام 2015 (7.86مليار يورو) وعام 2016 (6.85 مليار يورو). وحتى النصف الأول من هذا العام بلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية التي حصلت على موافقة من السلطات المختصة 5.3 مليار يورو، لتفوق بذلك صادرات الأسلحة على مدار العام الماضي بأكمله (4.8 مليار يورو).
وبرر وزير الاقتصاد، بيتر ألتماير، في ذلك الحين هذا الارتفاع بالفترة الطويلة التي استغرقها تشكيل الحكومة عقب الانتخابات التشريعية عام 2017، موضحا أن هذه الفترة تسببت في تكدس القرارات المتعلقة بتصدير الأسلحة، ما تسبب في ارتفاع كبير "بدا مفاجئا".
وبحسب الرد، الذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الإثنين (السابع من تشرين أول/أكتوبر 2019)، حلت المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في المرتبة الأولى بفارق كبير في قائمة الدول التي تم توريد أسلحة ألمانية إليها خلال هذا العام، بقيمة صادرات بلغت 1.77 مليار يورو. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المجرية اليمينية بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان تتسلح على نحو كبير حاليا.
وجاء في المرتبة الثانية مصر، المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، بقيمة صادرات أسلحة بلغت 802 مليون يورو. وحلت الإمارات، التي تشارك أيضا في هذا التحالف ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، في المرتبة التاسعة في القائمة بقيمة صادرات بلغت 206 ملايين يورو.
هل حياة طفل يمني أقل قيمة من فرصة عمل لمواطن أوروبي يصنع السلاح للسعودية؟
01:23
يذكر أنه أدى غياب التقدم في مكافحة الحوثيين إلى انهيار التحالف السعودي-الإماراتي، حيث أُعلن في تموز/يوليو الماضي أن الإمارات تعتزم سحب جنودها البالغ عددهم آنذاك 5 آلاف جندي من اليمن تدريجيا.
وكان التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا في معاهدة الائتلاف الحاكم عام 2017 على وقف تصدير أسلحة للدول المشاركة "على نحو مباشر" في حرب اليمن، إلا أنه تم السماح باستثناءات، خصت السعودية والإمارات بشكل خاص.
ح.ع.ح/ ص.ش (د.ب.أ)
أرقام وحقائق .. هل تعاقب السعودية الشركات الألمانية؟
تراجعت صادرات ألمانيا إلى السعودية بنسبة 5 بالمئة خلال النصف الأول من 2018، وذلك بعد أنباء تحدثت عن رغبة سعودية بمعاقبة ألمانيا بسبب انتقادها لسياسات السعودية. وهذه قائمة بأهم الصادرات والواردات الألمانية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
السعودية تسحب سفيرها في برلين
تصاعدت الخلافات بين ألمانيا والسعودية قبل نحو ثمانية أشهر، بعدما انتقد وزير الخارجية الألمانية آنذاك زيغمار غابرييل السعودية وتحدث حينها عن "مغامرة" تتعلق بالسياسة الخارجية. واستدعت المملكة حينها سفيرها من برلين إلى الرياض احتجاجا على ذلك. وحتى الآن لم يتم إعادته. وذكرت أنباء في أيار/ مايو الماضي بأن السعودية تريد أن تعاقب الشركات الألمانية بسبب التوترات السياسية بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Vogler
تراجع الصادرات الألمانية إلى السعودية
أعربت أوساط اقتصادية ألمانية عن استيائها من استمرار تراجع الصادرات الألمانية إلى السعودية. وقال رئيس قسم التجارة الخارجية بغرفة التجارة والصناعة الألمانية فولكر تراير إن الصادرات الألمانية تراجعت بنسبة 5 بالمئة وانخفضت بذلك إلى نحو ثلاثة مليارات يورو خلال النصف الأول من العام الجاري. وأشار تراير إلى أن حجم الصادرات إلى السعودية بلغ 6.6 مليار يورو في 2017، وكان يبلغ 9.9 مليار يورو في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
صناعات الدواء والعقاقير الطبية
حذرت اتحادات صناعة دواء دولية وألمانية السعودية بشأن شروط التوريد الصارمة التي طبقتها الرياض ردا على انتقادات لسياساتها. ويقول مسؤولون ألمان إن شركات مثل سيمنس هيلثينيرز وباير وبوهرنغر إنغلهايم أصبحت مستبعدة من مناقصات الرعاية الصحية العامة بالسعودية. وقال أوليفر أومز من غرفة التجارة والصناعة الألمانية بالرياض "على مدى الأشهر الستة الأخيرة تجد شركات ألمانية صعوبة في العمل في السعودية".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Nolte
السعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط
حسب إحصائيات نشرتها غرفة التجارة والصناعة الألمانية في ولاية بافاريا، وصلت قيم صادرات الدواء والعقاقير الطبية إلى السعودية إلى 600 مليون يورو في عام 2017. وكانت في ارتفاع مستمر في السنوات الأخيرة. والسعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط وإفريقيا بمبيعات بلغت 7.6 مليار دولار العام الماضي وفقا لشركة معلومات الرعاية الصحية إكفيا. وتخلو قائمة أكبر عشرة موردي أدوية إلى المملكة من باير وبوهرنغر.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Sahib
صادرات السلاح
شهد قطاع بيع السلاح والمعدات العسكرية تراجعا كبيرا أيضا في 2018. ووافقت الحكومة الألمانية على 4 صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 161.8 مليون يورو هذا العام. ويعود انتقاد تصدير أسلحة للسعودية بسبب حرب اليمن. وكان التحالف المسيحي بقيادة المستشارة ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم على إيقاف صادرات الأسلحة لكافة الدول المشاركة "على نحو مباشر" في حرب اليمن.
صورة من: Imago/teutopress
صادرات كيماوية
انخفضت قيمة المنتجات الكيماوية في عام 2017 بصورة طفيفة عن عام 2016 ووصلت إلى 604 مليون يورو، بعد أن كانت 624 مليون يورو. فيما شهدت الصادرات الكيماوية أكثر ارتفاع لها في عام 2012 ووصلت حينذاك إلى نحو 800 مليون يورو.
صورة من: Fotolia/Franz Pfluegl
معدات معالجة البيانات وأخرى إلكترونية وبصرية
ارتفعت قيم هذه الصادرات إلى السعودية عام 2017 ووصلت إلى 593 ميلون يورو بينما كانت 455 مليون يورو في 2016، حسب إحصائيات نشرتها غرفة التجارة والصناعة في ولاية بافاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
معدات كهربائية
انخفضت قيم صادرات الأجهزة والمنتجات الكهربائية إلى 401 مليون يورو في 2017، في حين كانت 686 مليون يورو في العام الذي سبقه. وهو أقل مبلغ لهذه الصادرات منذ عام 2011.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
صادرات زراعية
حافظت الصادرات الزراعية الألمانية على قيمها في العام الماضي مقارنة بالأعوام الماضية وبلغت 445 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Mirgeler
السيارات وقطع غيار السيارات
استمرت هذه الصادرات في انخفاضها الحاد ووصلت عام 2017 إلى 705 مليون يورو بينما كانت قد وصلت إلى رقم قياسي في عام 2015 وبلغت آنذاك مليار و 600 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
صناعة المكائن
قطاع صادرات المكائن الألمانية إلى السعودية هو الأكبر في مجال التجارة بين البلدين على الإطلاق. وبلغ مليار و 64 مليون يورو في عام 2017، لكنه أيضا في انخفاض في الأعوام الأخيرة، إذ كان قد وصل إلى أكثر من مليار و800 ميلون يورو في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
الواردات السعودية إلى ألمانيا
بلغت قيمة الواردات السعودية إلى ألمانيا 802 مليون يورو عام 2017 وبارتفاع قدره 28 بالمائة عن عام 2016، إذ بلغت فيه قيم الواردات 623 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
النفط
أهم الواردات السعودية كانت النفط والغاز التي وصلت إلى 313 مليون يورو عام 2017. وهي في ارتفاع مقارنة بعام 2016 حيث بلغت آنذاك 200 مليون يورو، لكنها بعيدة جدا عن أرقام عامي 2012 و 2013 حيث تجاوزت مليار و 200 مليون يورو سنويا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Haider
المنتجات الكيماوية
المنتجات الكيماوية كانت في المركز الثاني في قائمة الواردات السعودية في ألمانيا وبلغت قيمها 266 مليون يورو وبارتفاع وصل إلى 30 بالمائة عن عام 2016.
صورة من: picture-alliance/epa
منتجات سعودية أخرى
تستورد ألمانيا أيضا منتجات بلاستيكية ومطاطية بقيمة 22 مليون يورو، ومنتجات فحمية ومنتجات نفطية بقيمة 23 مليون يورو، ومنسوجات بـ 17 مليون يورو، ومعادن بقيمة نحو 10 ملايين يورو وقطع غيار سيارات بقيمة 8 ملايين يورو.