دول الخليج تُؤجل فكرة الاتحاد وتحذر إيران من التدخل في شؤونها
١٥ مايو ٢٠١٢ أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أجّلوا إعلان الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لوضع دراسة شاملة ودقيقة. وقال مساء الاثنين خلال مؤتمر صحفي، عقب اللقاء التشاوري الرابع عشر الذي عقد في الرياض برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن "قادة دول المجلس وافقوا على اقتراح خادم الحرمين الشريفين بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد". وتابع الوزير السعودي "انطلاقا من الأهمية الكبيرة للموضوع والحرص على استكمال كافة جوانبه بشكل متأن (...) يقوم المجلس الوزاري باستكمال دراسة تقرير الهيئة المتخصصة ورفع التوصيات" إلى قمة تعقد في الرياض.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني قد أعلن أن القادة سيطلعون على "تقرير موجز حول مسيرة التعاون المشترك (...) بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن الرؤى النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء لهذا الغرض".
وتواجه دول مجلس التعاون الخليجي مسائل شائكة، فالمجلس الذي تأسس قبل 31 عاما، لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى تحقيق مشاريع لا تزال تواجه التعثر مثل الاتحاد الجمركي والوحدة النقدية. وعلى الصعيد السياسي، تترسخ الفوارق بين دول المجلس بحيث هناك تقليد برلماني وانتخابات في الكويت والبحرين فقط بينما تبقى الأحزاب ممنوعة في الدول الأربع الأخرى.
تحديات خارجية وتهديدات إيرانية
كذلك هناك تحديات خارجية تفرض نفسها على التكتل الخليجي كالعلاقات المتوترة مع إيران التي تتهمها دائما بالتدخل في شؤونها الداخلية وتشابكها مع ما يجري في سوريا والبحرين والعراق بالإضافة إلى مخاطر الأحداث في اليمن الذي يبقى مصيره عرضة لاحتمالات شتى.
في هذا السياق، دعا الفيصل إيران إلى عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين اللتين تناقشان مشروعاً للاتحاد بينهما، وقال "إيران تهديدها واضح" و "إن كررته غير مقبول ومرفوض". وتابع "ليس لإيران من قريب أو بعيد أي دخل مما يقوم به البلدان من إجراءات حتى لو وصلت إلى طريق الوحدة فهذا شيء يخصهما ولا يخص إيران". وطالب الأمير السعودي بحل سياسي للنزاع بين إيران والإمارات حول الجزر الثلاث المتنازع عليها.
وأثارت فكرة إقامة اتحاد بين البحرين والسعودية خصوصا غضب إيران، حيث وجه حوالي مئتي نائب إيراني رسالة تتضمن تهديدات في هذا الشأن. وقال النواب "يجب على الحكام البحرينيين والسعوديين أن يفهموا أن هذا القرار غير الحكيم لن يؤدي سوى إلى تقوية عزم الشعب البحريني ضد قوات الاحتلال" في إشارة إلى قوة درع الجزيرة المنتشرة في البحرين، والتي شاركت في "قمع" الانتفاضة الشعبية هناك العام الماضي. من أن "الأزمة في البحرين ستنتقل إلى السعودية وستدفع المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار".
(ع.ج.م/ رويترز/ أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: شمس العياري