1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دول العالم الثالث مثال للديناميكية الاقتصادية

تعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا ومحركه السابق، من مشاكل يصعب تفسيرها من منظور اقتصادي بحت، فهي تمثل تعبيراً عن عقلية سائدة في المجتمع الألماني تفتقد للديناميكية. دول العالم الثالث تعطي مثالاً حياً لمناخ إيجابي آخر.

قطار ترانسربيد الماني الصنع في شنغهاي: هل يجد له مرسى في المانياا؟صورة من: Transrapid international

قام صندوق النقد الدولي بتصحيح توقعاته لنسبة نمو الإقتصاد الألماني خلال عام 2005 من 1.8% إلى 0.8%. فالاقتصاد الألماني يعاني من ارتفاع في مستوى البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية، حيث وصل عدد العاطلين عن العمل إلى 5.2 مليون، وذلك رغم تحسن وضع الشركات الكبرى والبدء في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة المستشار شرودر لدفع الشركات إلى الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة. النقاشات الحادة التي تدور حول التوصل إلى سبل وطرق ناجعة لتنشيط الاقتصاد الألماني اكتسبت بعداً اجتماعياً جديداً نظراً لنجاح دول أوروبية أخرى مثل السويد وبريطانيا في تجاوز هذه الصعوبات.

العقلية الألمانية حجر عثرة أمام عملية الإصلاح

تلاميذ صينيون يتعلمون كيفية استخدام الحاسوب الشخصيصورة من: AP

تحول الاقتصاد الألماني، بعد أن كان قبل عشر سنوات المحرك الاقتصادي الأوروبي الأول، إلى عائق أمام النمو الاقتصادي لدول الإتحاد الأوروبي المتعاملة باليورو. وعلى الرغم من أن هذا التدهور يعود إلى ارتفاع حدة المنافسة بين الدول الصناعية الكبرى ودول العالم الثالث كاحدى النتائج الطبيعية لظاهرة العولمة، إلا أن عدم قدرة النخبة الألمانية السياسية على تحقيق الإصلاحات السياسية الضرورية للخروج من هذا المأزق يعود بالدرجة الأولى إلى العقلية السائدة في مجتمع ألماني فقد روح المغامرة والديناميكية المرنة التي تهبه القدرة على التعاطي الفعال والبناء مع هذه المشاكل من أجل تجاوزها. وبناءاً على ذلك يري الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن الإصلاحات الاقتصادية مثل تسهيل اللوائح القانونية والحد من البيروقراطية وخفض نسبة الضرائب التي تدفعها الشركات، رغم ضرورتها المطلقة، لن تكفي لتجاوز حالة الركود التي تعاني منها كل حقول العمل في ألمانيا. فالمطلوب هنا هو خلق مناخ سيكولوجي إيجابي عام يدفع إلى التفاؤل وجذب المستثمرين.

تفاؤل وديناميكية دول العالم الثالث

سيارة المانية مصنعة في الصين ومخصصه للتصدير الى استرالياصورة من: AP

يتفق المراقبون الاقتصاديون على الدور المركزي الذي يلعبه علم النفس في تنشيط الاقتصاد. كما أن محاولة الاحزاب السياسية، وخصوصاً في دول أوروبا الغربية، فرض إصلاحات اقتصادية، دون خلق وعي بضرورتها واستعداد اجتماعي لتطبيقها، تجلب أخطاراً كبيرة لحظوظها الانتخابية. وفي هذا السياق تقدم بريطانيا مثالاً راديكالياً لكيفية علاج اقتصاد مريض فقد قدرته التنافسية وعانى من حالة ركود حادة في الثمانينات. رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر نجحت في فرض سلسلة إصلاحات جذرية في آلية الاقتصاد البريطاني قضت من خلالها على نفوذ النقابات العمالية وحررت المنظومة الاقتصادية من البيروقراطية، وبذلك وضعت حجر الأساس لمعجزة الاقتصاد البريطانية الحالية. وعلاوة على ذلك فإن كل من يقوم بزيارة "دول النمور الاقتصادية" في جنوب شرق آسيا وكثير من دول"العالم الثالث" النشطة والطموحة اقتصاديا، يلاحظ التمايز الكبير بين "أوروبا العجوز" بالمفهوم الاقتصادي و بين هذه الدول التي يتسم سكانها بالمرونة والتفاؤل والديناميكية. ربما حان الأوان لدول "العالم الأول" أن تتعلم من دول "العالم الثالث"!

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW