دول العالم تتوصل لاتفاق على تمويل جهود حفظ التنوع البيولوجي
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
توصل ممثلون لنحو 200 دولة، في ختام مفاوضات شاقة في روما، إلى اتفاق بشأن تمويل جهود حفظ البيئة، لتتجنب بذلك تكرار الفشل الذريع الذي منيت به مفاوضات مماثلة جرت في كولومبيا قبل أربعة أشهر.
رافقت المؤتمر مظاهرات في روما تطالب بحماية الطبيعةصورة من: Marco Di Gianvito/ZUMAPRESS.com/picture alliance
إعلان
اتفق ممثلو دول العالم على خطة تمويل لعدة سنوات لحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي(كوب 16) في روما. وبعد أربعة أشهر من انتهاء مؤتمر كوب 16 في مدينة كالي الكولومبية دون التوصل إلى اتفاق بسبب الخلافات حول التمويل وتنفيذ القرارات السابقة، تمكن المندوبون من التوصل إلى اتفاق في روما في اللحظة الأخيرة مساء الخميس (27 فبراير/شباط 2025). حيث نجحت الدول الغنية وتلك الفقيرة في تقديم تنازلات متبادلة أثمرت اتفاقا على خطة عمل لتمويل حماية الطبيعة حتى عام 2030. وما إن اعتمِد القرار حتى وقف المندوبون وصفّقوا طويلا، فرحا بتوصلهم إلى اتفاق في الدقائق الأخيرة من اليوم الأخير من المفاوضات التي جرت في روما في مقرّ منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
وقالت رئيسة مؤتمر الأطراف السادس عشر الكولومبية سوزانا محمد "التصفيق لكم جميعا. لقد قمتم بعمل مذهل". ويضع القرار خريطة طريق بشأن سبل تمويل جهود حفظ الطبيعة في العالم. ويتعين جمع مليارات الدولارات لتحقيق الهدف المتمثل في وقف إزالة الغابات والاستغلال المفرط للموارد والتلوث بحلول العام 2030، وهي عوامل تعرّض للخطر الإمدادات الغذائية والمناخ وبقاء مليون نوع من الكائنات المهددة بالانقراض. وتُرافق هذا الهدف الذي حُدد عام 2022 في اتفاق كونمينغ-مونتريال، خريطة طريق تتضمن 23 هدفا يتعين تحقيقها بحلول العام 2030.
مخاوف بشأن سياسة المناخ الأمريكية في عهد ترامب
02:43
This browser does not support the video element.
وكان مقررا أن تتفق الدول ال196 الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي في مؤتمر الأطراف السادس عشر في كالي، على طريقة حل مشكلة نقص التمويل لخريطة الطريق الطموحة هذه. وتنص الاتفاقية على أن يزيد العالم إنفاقه على حماية الطبيعة ليصل إلى 200 مليار دولار سنويا بحلول العام 2030، منها 30 مليارا على شكل مساعدات تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة (مقابل نحو 15 مليارا في 2022). لكنّ طريقة جمع الأموال وتقاسمها أصبحت موضع خلاف بين القوى العظمى وبقية العالم، لدرجة أنها غادرت محادثات كالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من دون اتفاق، ما أجبرها على استئناف المفاوضات في روما في مقر الفاو.
وبعد يومين من المفاوضات، على خلفية تدهور العلاقات الدولية وحروب تجارية، تلقى المفاوضون الأربعاء نصا جديدا طرحته الرئاسة الكولومبية، يسعى لتقليص الهوة بين دول الشمال والجنوب. والخميس، طرحت البرازيل باسم دول مجموعة بريكس نصا جديدا، هو أقرب الى مقترح بصيغة نهائية، وذلك خلال الجلسة الختامية ليل الخميس. وتتمثل النقطة الشائكة الرئيسية في مطالبة الدول الفقيرة بإنشاء صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي يوضع تحت سلطة مؤتمر الأطراف، كما هو منصوص عليه في اتفاقية عام 1992. لكنّ البلدان المتقدمة، بقيادة دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا في غياب الولايات المتحدة التي لم توقّع الاتفاقية ولكنها من كبار المانحين، عارضت بشدة هذا المقترح. كما تندد هذه القوى بتجزئة المساعدات التنموية التي تراجعت أصلا بسبب الأزمات المالية وانكفاء الأمريكيين عن دعم هذه الجهود منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة.
ونشرت رئاسة مؤتمر "كوب 16" الكولومبية اقتراح تسوية يتضمن خريطة طريق لإصلاح الأنظمة المختلفة التي تولّد التدفقات المالية الرامية إلى حماية الطبيعة بحلول العام 2030. وتهدف الوثيقة إلى "تحسين أداء" مرفق البيئة العالمية GEF، وتحت سلطته، صندوق الإطار العالمي للتنوع البيولوجي GBFF، وهو حل موقت اعتمد عام 2022 وتلقى تمويلا متواضعا (400 مليون دولار). كما تنص على أن المؤسسة المالية، القائمة أو التي سيتم إنشاؤها، ستوضع في نهاية المطاف تحت سلطة مؤتمر الأطراف. ويشير النص بعد ذلك إلى مؤتمر الأطراف الثامن عشر المقرر تنظيمه في العام 2028، ومهمة تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى صندوق جديد أو ما إذا كان ممكنا تحويل الآليات الموجودة لتلبية توقعات البلدان النامية، والتي يعتبرها عدد كبير منها غير منصفة ويصعب الوصول إليها.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب)
بالصور: "رئات" الأرض تصرخ لحمايتها من عبث الإنسان!
تعهدت أكثر من مئة دولة خلال قمة المناخ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية بوقف تدمير الغابات بحلول عام 2030. في التقرير المصور، نستعرض أهم غابات العالم التي باتت تعرف بـ"رئات الأرض" وهي في أمس الحاجة إلى الحماية.
صورة من: Sergi Reboredo/picture alliance
غابات الأمازون المطيرة
تعد غابات الأمازون حوضا أو "بالوعة" لامتصاص الكربون إذ توصف بـ"رئة الأرض" وواحدة من أكثر الأماكن تنوعا بيولوجيا في العالم. بيد أن عقودا من القطع الجائر للأشجار على نطاق واسع وتربية الماشية قضى على قرابة مليوني كيلومتر مربع من مساحة غابات الأمازون فيما بقي أقل من نصف المساحة المتبقية تحت الحماية. كشفت دراسة أن بعض أجزاء الغابات أصبحت تصدر في الوقت الحالي كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه.
صورة من: Florence Goisnard/AFP/Getty Images
غابات التايغا
تُعرف غابات التايغا بالغابات الشمالية أو الصنوبرية وتتمتع بمناخ شبه قطبي. وتمتد هذه الغابات عبر الدول الاسكندنافية وأجزاء كبيرة من روسيا. تتباين أوجه حماية غابات التايغا من دولة إلى أخرى. فمثلا في شرق سيبيريا وخلال الحقبة السوفيتية وفرت إجراءات صارمة لحماية غابات التايغا فلم يلحقها الضرر، بيد أن الانكماش الاقتصادي في روسيا لاحقا أدى إلى ارتفاع معدل قطع الأشجار إلى مستويات مدمرة.
صورة من: Sergi Reboredo/picture alliance
الغابات الشمالية في كندا
تعد إحدى أهم الغابات القبطية التي تقع في نصف الكرة الشمالي وتمتد من ألاسكا إلى كيبيك لتغطي ثلث مساحة كندا. تقع قرابة 94 بالمائة من مساحة هذه الغابات داخل كندا التي تعتبرها أراضٍ عامة وخاضعة لإدارة وسيطرة الدولة، بيد أن المنطقة الخاضعة للحماية لا تتجاوز سوى 8 بالمائة منها. وتعد كندا أحد أكبر المصدرين للمنتجات الورقية في العالم لذا يتم قطع 4 آلاف كيلومتر مربع من مساحة هذه الغابات سنويا.
صورة من: Jon Reaves/robertharding/picture alliance
الغابة المطيرة الاستوائية في الكونغو
تعتبر من أقدم الغابات المطيرة وأكثرها كثافة في العالم ويغذيها نهر الكونغو. الغابة المطيرة الاستوائية في الكونغو موطن للحيوانات الإفريقية الأكثر شهرة لا سيما الغوريلا والأفيال وقرود الشمبانزي وهي أيضا غنية بالمعادن النفيسة مثل الذهب والماس. تحولت هذه الثروات من نعمة إلى نقمة فقد أدى التعدين والصيد إلى زيادة عمليات القطع الجائر للأشجار. هناك تحذيرات من أنها ستختفي بحلول عام 2100.
صورة من: Rebecca Blackwell/AP Photo/picture alliance
غابات بورنيو الاستوائية المطيرة
تتميز غابات بورنيو بالتنوع الأحيائي إذ يبلغ عمرها أكثر من 140 مليون سنة وتقع في جزيرة بورنيو وتتقاسمها ماليزيا وإندونيسيا وبروناي. وتوفر المأوى للمئات من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل إنسان الغاب السومطري الذي يُعرف بالقرد الأحمر ووحيد القرن السومطري. وعلى مر العصور، تم تدمير مساحات شاسعة من غابات بورنيو للاستفادة من أخشاب الأشجار أو استبدال مساحات منها بمزارع زيت النخيل أو استخراج المعادن.
صورة من: J. Eaton/AGAMI/blickwinkel/picture alliance
غابة بريموري في روسيا
تقع غابة بريموري وهي غابة صنوبرية في أقصى شرق روسيا إذ تعد موطنا للنمور السيبيرية النادرة وغيرها من الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض. وبسبب قربها من المحيط الهادئ، تشهد الغابة اختلافا في المناخ فخلال الصيف يصبح الطقس استوائيا وقطبيا خلال فصل الشتاء. بقيت الغابة على حالها دون ضرر بشكل كبير وذلك بسبب موقعها البعيد عن البشر وأيضا تدابير الحماية. تسارعت وتيرة قطع الأشجار ما بات مصدر تهديد لها.
صورة من: Zaruba Ondrej/dpa/CTK/picture alliance
غابات فالديفيان المطيرة المعتدلة
تقع غابات فالديفيان في تشيلي والأرجنتين وتغطي شريطا ضيقا من الأرض يمتد من المنحدرات الغربية لجبال الأنديز والمحيط الهادئ. تشتهر غابات فالديفيان بالعديد من النباتات والأشجار كأشجار الزان بطيئة النمو. بيد أن القطع الجائر للأشجار يمثل تهديدا لهذه الأشجار حيث تم استبدالها بأشجار الصنوبر والكافور سريعة النمو لكن هذه الأشجار لا تحافظ على التنوع البيولوجي. إعداد: منير غايدي/م.ع
صورة من: Kevin Schafer/NHPA/photoshot/picture alliance