دول تدعو رعاياها في فرنسا إلى توخي الحذر عشية احتجاجات السبت
٧ ديسمبر ٢٠١٨
دعت دول أجنبية رعاياها في فرنسا إلى توخي الحذر نظرا لاحتمال اندلاع أعمال عنف خلال احتجاجات مقررة يوم السبت خصوصا في باريس، وطلبت منهم البقاء بعيدا.
إعلان
ضمن مخاوف من تفاقم الوضع يوم السبت في فرنسا، أصدرت السفارة الأميركية في باريس اليوم الجمعة (السابع من كانون الأول/ يناير 2018) تحذيرا يوضح بالتفصيل المكان المتوقع للاحتجاجات في باريس السبت. وأفاد بيان السفارة "قد تتحول التظاهرات إلى أعمال عنف تؤدي إلى أضرار في الممتلكات"، مشيرا إلى أن "رد الشرطة قد يكون عبر استخدام خراطيم المياه أو الغاز المسيل للدموع". وينصح هذا التحذير الأميركيين بتجنب الحشود ونقل السيارات بعيدا من الأماكن التي من المتوقع أن تشهد مسيرات.
بدورها، حذرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان من تحول احتجاجات السبت إلى أعمال عنف، وأضاف البيان "قد يواجه سائقو السيارات الذين يعبرون فرنسا أيضا تأخيراً أو عوائق سببها المتظاهرون في أكشاك رسوم الطرق السريعة".
من جهتها، نصحت بلجيكا رعاياها بتأجيل أي رحلات إلى باريس إذا كان ذلك ممكنا. أما إذا كانوا في باريس، فعليهم تجنب المواقع السياحية وترك أي سيارات في مواقف تحت الأرض. ونصحتهم بـ "عدم التدخل في أي نقاشات (...) لا تقاوموا الشرطة".
كما نصحت وزارة الخارجية الإسبانية رعاياها في باريس بمتابعة التغطية الإخبارية والفرار من المواجهات، في حال وجودهم وسط العنف، يجب عليهم الابتعاد في أسرع وقت دون التوقف لالتقاط صور. وطلبت البرتغال من مواطنيها في باريس عدم الخروج إذا تمكنوا من ذلك.
وحذرت السلطات الهولندية والألمانية والإيطالية والتركية من احتمال وقوع أعمال عنف، خصوصا في باريس، ونصحت رعاياها بالابتعاد من التظاهرات.
ونهاية هذا الأسبوع، سينتشر نحو ثمانية آلاف من عناصر الشرطة في باريس، أي أكثر بخمسة آلاف من نهاية الأسبوع الماضي.
وبين الدول العربية، دعت وزارة الخارجية الأردنية الرعايا "المقيمين والزائرين لباريس، في ضوء استمرار التظاهرات التي تشهدها بعض مناطق المدينة، إلى "ضرورة الابتعاد من مناطق التظاهرات وتوخي الحيطة والحذر أثناء تنقلهم". كما دعت السعودية والإمارات والبحرين من خلال سفاراتها في باريس رعاياها إلى ضرورة توخي الحذر.
م.م/ ع.ج ( ا ف ب)
ماكرون أصغر رئيس فرنسي منتخب...يهزم اليمين المتطرف
فاز الوسطي إيمانويل ماكرون مساء الأحد السابع من مايو/ أيار 2017 بالانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام منافسته مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف، ليصبح في سن الـ 39 عاما أصغر رئيس منتخب لفرنسا.
صورة من: Reuters/B. Tessier
ماكرون قال بمناسبة فوزه إن "صفحة جديدة من تاريخنا الطويل تفتح. أريدها أن تكون صفحة الأمل واستعادة الثقة".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تم انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا -الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات والذي يقول إنه ليس من اليمين أو اليسار- بعد حصوله على أكثر من 65,5 في المئة من الأصوات أمام لوبن التي حصلت على نحو 34 في المئة من الأصوات.
وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عن التصويت قُدِّرَت بأكثر من 25 في المئة، إلى احتمال "إعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين "الوطنيين" وأنصار العولمة".
صورة من: Reuters/E. Feferberg
لحظات ترقب قضاها أنصار ماكرون خلال اليوم الانتخابي.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/L. Cipriani
ابتهج أنصار ماكرون. وأشاد بفوز ماكرون الكثير من القادة الأوروبيين القلقين من تنامي النزعة الوطنية والحمائية الاقتصادية في أوروبا.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/E. Blondet
وسريعا ما تدفقت التهاني لرئيس فرنسا الجديد وخصوصا من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. واعتبرت ميركل أن فوز ماكرون هو "فوز لأوروبا قوية وموحدة" في حين اعتبر يونكر أن الفرنسيين اختاروا "مستقبلا أوروبيا" لهم.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن أن يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق، بين فرنسا الحضَر: المزدهرة أكثر والإصلاحية، وبين فرنسا الريف: الفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10 في المئة) ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا الموحدة إلى الأمام.
صورة من: Reuters/B. Tessier
وكانت الدعوات تكثفت من كل حدب وصوب - بعد نتيجة "تاريخية" لماكرون في جولة الانتخابات الأولى- لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يصل للمرة الثانية إلى الجولة الثانية الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
لكن لوبن (48 عاما) المناهضة للهجرة ولأوروبا -والتي منيت بهزيمة قاسية- أشادت بتحقيقها "نتيجة تاريخية وكبيرة" لليمين المتطرف الذي أصبح كما قالت "قوة المعارضة الأولى" في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Corsan
من جانبه هنأ السياسي الهولندي اليميني الشعبوي خيرت فيلدرز، مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي رغم هزيمتها. قائلا: "أحسنت على أي حال...لقد صوت الملايين من الوطنيين لك! ستفوزين المرة القادمة وأنا أيضا". كما هنأت فراوكه بيتري -زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للهجرة والإسلام- مارين لوبان على أدائها الانتخابي القوي رغم الخسارة وقالت إنها " تمكنت رغم العداء الشديد من تحقيق نتيجة مبهرة...".
صورة من: Reuters/W.Rattay
وقام ماكرون بحملة مع حركته "إلى الإمام" التي أسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الأوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على "فرنسا منفتحة في أوروبا تحمي".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
ماكرون المصرفي السابق هو في الواقع يتبنى مبادئ "الأخلاقية السياسية" وقد أطلق تصريحا بقي ماثلا في الأذهان: "اللاجئون هم بشر مبدعون وقادرون على المقاومة". وامتدح سياسة اللجوء التي تبنتها أنغيلا ميركل، فقد أنقذت بتصرفها كرامة أوروبا، على حد تعبيره.
صورة من: DW/B. Riegert
السياسي الشاب ماكرون يدخل الآن قصر الإليزيه برفقة معلمته السابقة وزوجته الحالية التي تكبره بنحو ربع قرن، في فترة رئاسية تستمر لمدة خمسة أعوام. فهل يحقق كل ما وعد به ويتغلب على التحديات؟ إعداد: علي المخلافي