بعدما حذرت كييف من تأثير نقص الأسلحة على وضعها الدفاعي إثر قرار وقف شحنات من أمريكا، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتُطمئِن أوكرانيا. فكيف سيستمر دعم أمريكا؟ وما المقابل الذي فكر فيه زيلينسكي لمراضاة ترامب؟
أرشيف: لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيهر الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة الناتو (لاهاي، الثاني من يوليو 2025)صورة من: Ukrainian Presidential Press Service/Handout/AFP
إعلان
حذرت كييف من أن قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسلحة يقوض قدرتها على صد الهجمات الجوية الروسية وتقدمها في ساحة المعركة، كما أثار القرار انتقادات من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
"أسلحة دفاعية"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، على أن تكون هذه الأسلحة دفاعية في المقام الأول، لمساعدة الدولة التي مزقتها الحرب على الدفاع عن نفسها في وجه التقدم الروسي.
وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض في بداية عشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين "سنرسل المزيد من الأسلحة. علينا ذلك، يجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم". وأضاف "إنهم يتعرضون لضربات شديدة الآن. سيتعين علينا إرسال المزيد من الأسلحة.. أسلحة دفاعية في المقام الأول".
وفي بيان لاحق، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها سترسل المزيد من الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا بتوجيه من ترامب، لضمان قدرة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم بينما تستمر الجهود الرامية إلى التوصل لسلام دائم. وأكدت الوزارة أن مبادرتها لتقييم الشحنات العسكرية عالميا لا تزال قائمة.
هجوم بطائرة روسية بدون طيار على خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا (السابع من يوليو/ تموز 2025)صورة من: Patrick Muzart/ZUMA/picture alliance
ما مصير صواريخ باتريوت؟
كان ترامب قد قال لصحفيين يوم الجمعة إن أوكرانيا ستحتاج إلى صواريخ باتريوت للدفاع عن نفسها، لكنه لم يشر لها مجددا أمس. ولم يكشف بيان وزارة الدفاع أي تفاصيل عن الأسلحة التي سترسل لأوكرانيا.
وبعد مكالمة هاتفية مع ترامب يوم الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وافق على العمل على تعزيز قدرة كييف على "الدفاع عن المجال الجوي" مع تصاعد الهجمات الروسية. وأضاف أن الزعيمين ناقشا الإنتاج المشترك والمشتريات والاستثمارات في مجال الدفاع.
وطالبت أوكرانيا واشنطن بتزويدها بمزيد من صواريخ وأنظمة باتريوت التي تعتبرها أساسية لحماية مدنها من الغارات الجوية الروسية المكثفة. وأعلنت ألمانيا أنها تجري محادثات لشراء أنظمة دفاع جوي باتريوت لأوكرانيا لسد الفجوة.
إعلان
تكتيك ديبلوماسي لإرضاء ترامب
وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استبدال سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا، خلال مكالمة هاتفية أجراها مؤخرا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" اليوم الثلاثاء. وأشارت الصحيفة البريطانية، نقلا عن مصدرين مطلعين على الأمر، إلى أن الجانبين يجريان حاليا محادثات بشأن المرشحين المحتملين لخلافة ماركاروفا، علما بأن التعيين يتطلب موافقة من البلدين.
وتشغل ماركاروفا منصب سفيرة أوكرانيا في واشنطن منذ عام 2021، لكنها تعرضت لانتقادات من بعض الجمهوريين لكونها "مرتبطة بشكل وثيق بالحزب الديمقراطي".
وقد ينظر إلى قرار استبدالها كمحاولة من زيلينسكي لتهدئة ترامب في توقيت حساس بالنسبة لأوكرانيا، في وقت تواصل فيه روسيا شن ضربات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء غزوها الشامل لأوكرانيا. ويخطط زيلينسكي للإعلان عن استبدال ماركاروفا الأسبوع المقبل، في إطار تعديل وزاري أوسع. ويشار إلى أن الرئيس الأوكراني أجرى عدة تغييرات على تشكيلته الوزارية منذ بداية الحرب.
وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى للصحيفة إن زيلينسكي يعتزم تعيين شخصية تعرف بأنها "بارعة في التفاوض" و"مفهومة جيدا من قبل البيت الأبيض، وفي الوقت ذاته من قبل الكونجرس".
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.