"دون شروط" - واشنطن تفرج عن 1.3 مليار دولار مساعدات لمصر
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
رغم الاتهامات بقمع المعارضة، تعتقد واشنطن أن مصر أحرزت "تقدما" بمجالات معينة تتعلق بحقوق الإنسان. وبما أنها تساعد للتوصل لهدنة في غزة ووقف الحرب في السودان، فقد تم الإفراج عن المعونة السنوية لمصر "دون شروط".
إعلان
ستفرج الولايات المتحدة "دون شروط" عن 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس (12 سبتمبر/ أيلول 2024). وكانت واشنطن في العام الماضي، قد اشترطت للإفراج عن جزء من هذه المساعدات السنوية إحراز تقدم في مجال احترام حقوق الإنسان في مصر، ولكن هذا العام، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مصر أحرزت "تقدما" في مجالات معينة تتعلق بحقوق الإنسان. كما أشارت صراحة إلى المساعدة التي قدمتها القاهرة في التوسط بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الحرب في غزة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن "هذا القرار مهم لتعزيز السلام الإقليمي ولمساهمات مصر المحددة والمستمرة في أولويات الأمن القومي الأمريكي ، وخاصة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وأشار المتحدث أيضا إلى دور مصر في "تعزيز وقف إطلاق النار في السودان"، حيث تدور حرب أهلية منذ أكثر من 16 شهرا. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن عن تخصيص الميزانية في مذكرة إلى الكونغرس، كما يقتضي القانون الأميركي.
المعونة الأمريكية وحقوق الإنسان في مصر
وتنتقد واشنطن بانتظام سجل مصر في مجال حقوق الإنسان ووضعت شروطا على منح جزء من مساعداتها العسكرية السنوية. والعام الماضي، علقت واشنطن نحو 95 مليون دولار من المساعدات على أساس مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
ومنذ عام 2022، أعاد الرئيس المصري السيسيإطلاق "حوار وطني" وأفرج عن مئات السجناء السياسيين، لكن نشطاء حقوق الإنسان يقولون إن ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف هذا العدد من الأشخاص اعتقلوا في نفس الفترة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "بمصادقتها على استيفاء مصر الشروط، تقرَ الولايات المتحدة بالخطوات التي اتخذتها مصر" في مجال حقوق الإنسان. وأشار بمشروع قانون بشأن الإصلاحات القضائية والإفراج عن أكثر من 950 سجيناً سياسياً منذ أيلول/ سبتمبر 2023، من بين خطوات أخرى.
بيان الرئاسة المصرية بشأن الحبس الاحتياطي .. خطوة للأمام أم استجابة متأخرة؟
03:03
جاءت في وقتها؟
ويأتي قرار صرف المعونة العسكرية بالكامل لمصر للعام المالي الجديد في الوقت الذي تكافح فيه حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية التي أجبرتها على الحصول على حزمة مساعدات إنقاذ بقيمة 57 مليار دولار بقيادة صندوق النقد الدولي والإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن الولايات المتحدة بدأت تقديم المعونة لمصر في أعقاب مبادرة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1979 بقيمة 2.1 مليار دولار منها حوالي 815 مليون دولار معونة اقتصادية و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
ولكن الولايات المتحدة بدأت منذ سنوات تقليص المعونة الاقتصادية على أساس أن الاقتصاد المصري تحسن، في حين ظلت المعونة العسكرية كما هي. ومع ذلك يمكن أن يتدخل الكونغرس لحجب جزء من المعونة الاقتصادية لأسباب مختلفة أغلبها متعلق بملف حقوق الإنسان في مصر.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.