أكد المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش في حوار أجراه مع DW على هامش مؤتمر ميونيخ، أن روسيا لن تتوقف عن تقديم الدعم لبشار الأسد إلا في حال تعرضها لعقوبات، وإلى أن يحدث ذلك فإن الجرائم ضد المدنيين ستتواصل في سوريا.
إعلان
DW: ما رأيكم في تصريح رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف الذي أدلى به ضمن فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن،والذي قال فيه أن روسيا لم تقصف أي من المدنيين في سوريا؟
كينيث روث: لقد أصبت بنوع من الصدمة جراء هذا التصريح، حيث بدا وكأن ميدفيديف يعيش في واقع بديل. إذا قرأت تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش، فإننا وثقنا على سبيل المثال قيام روسيا برمي بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا على مناطق مأهولة من قبل المدنيين مما يؤدي إلى قتلهم.
ولماذا ينكر ميدفيديف هذا الأمر هنا في مؤتمر ميونيخ؟
تلجأ روسيا إلى نهج الإنكار، وهذا ما يكشف بشكل خاص عن الوجه القبيح للحرب في سوريا. فعلى عكس الحروب التقليدية، حيث تٌحترم بنود اتفاقية جنيف ويحارب المقاتلون مقاتلين مثلهم، اختار الرئيس السوري بشار الأسد في هذه الحرب قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين في مناطق المعارضة بهدف إخلاء هذه المناطق وإرهاب ساكنتها بعيداً عن أي دعم سياسي للمعارضة المسلحة. الآن، دخلت روسيا هذه الحرب، لكنها ترفض مواجهة هذه الحقائق الفظيعة.
ما رأيكم في خطة السلام التي تم الاتفاق عليها خلال اليومين الماضيين في ميونيخ؟
أخشى أن لا يتم التحكم في وقف القتال، ونعود إلى المربع الأول. في هذه النقطة أتمنى من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وباقي الزعماء الغربيين الذين يشاركون في محادثات جنيف أن يدركوا أن جوابهم على هذه الفظائع لا يمكن أن يقتصر ببساطة على ما معناه: "نحن نفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق سلام، وعندها ستُعالج الفظائع". روسيا تهتم لسمعتها في أوروبا، وتطمح لرفع العقوبات المفروضة عليها بسبب أوكرانيا، وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى سمعة سيئة في أوروبا.
ماذا يجب على المجتمع الدولي فعله إذن؟
لن تتوقف روسيا حتى تشعر بأنها تدفع ثمن دعمها لفظائع الأسد. هذا الثمن يجب أن يكون من سمعتها من خلال إدانة دولية لتحريضها ومساعدتها في ارتكاب جرائم الحرب (في سوريا). يجب أيضا أن ننظر إلى عقوبات مناسبة، عقوبات موجهة مثل التي أظهرت جدواها في أزمة أوكرانيا، أعتقد أنه يجب أن ندرك أن العديد من هؤلاء القادة يرغبون في الحفاظ على حسابات مصرفية لهم في الغرب. وقبل أن يشعر هؤلاء بأنهم مهددون من خلال فرض عقوبات، لن نرى تحولا حقيقيا في السياسة الخارجية الروسية تجاه سوريا.
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.