قدم وزير الداخلية الألماني دي ميزير عشر نقاط لمرجعية الثقافة السائدة في ألمانيا. ومن لا يعرف هذه النقاط أو يرفض هذه الثقافة فإنه لن ينجح في الاندماج، حسب الوزير. ردود الفعل على مقاله جاءت سريعة وأغلبها سلبية.
إعلان
تناول وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في مقال نشره في صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية اليوم الأحد (30 أبريل/ نيسان) موضع اندماج المهاجرين والثقافة السائدة في ألمانيا. أعرب دي ميزير في مقاله عن رأيه ووجهة نظره حول الثقافة السائدة في ألمانيا والتي يمكن أن تكون عادات اجتماعية، وحدد ملامحها في عشر نقاط. ومنها أن المرء يسلم على الآخر في ألمانيا بالمصافحة باليد ويكشف عن وجهه ويذكر اسمه. وأكد الوزير الألماني الذي ينتمي لحزب المستشارة أنغيلا ميركل "نحن لسنا برقعا". ومن الأمور الأخرى التي أشار إليها هي الثقافة العامة وشكر المرء على إنجازه والإرث التاريخي الألماني والعلاقة الخاصة مع إسرائيل بالإضافة إلى الإرث الثقافي.
جاء في مقال دي ميزير "إن بلادنا ذات طابع مسيحي. نعيش في سلام ديني وأساس ذلك هو أولوية القانون على كل القواعد الدينية في التعايش الاجتماعي والحكومي". وأضاف أن الدين يربط المجتمع ولا يفرقه فهو "ملاط وليس إسفينا".
كذلك اعتبر وزير الداخلية أن "الوطنية المتنورة" جزء من الثقافة السائدة في ألمانيا، والوطني هو من يحب وطنه دون أن يكره الآخرين. وعلاوة على ذلك يعتبر ارتباط ألمانيا بالغرب والالتزام تجاه أوروبا والذاكرة والعادات الجماعية جزء من هذه الثقافة.
وأكد دي ميزير بأن كل من يأتي إلى ألمانيا ويسمح له بالبقاء فيها "نمد له يدنا"، لكن من لا يعرف الثقافة السائدة أو ربما لا يريد التعرف عليها أو يرفضها فإنه يكون قد فشل في الاندماج الذي لن يتحقق "دون معرفة واحترام ثقافتنا السائدة".
الساسة الأسرع بانتقاد المقال
وكالعادة جاءت ردود الفعل سريعة على صفحات التواصل الاجتماعية تعليقاً على مقال وزير الداخلية الألمانية، وبالخصوص من قبل سياسيين، وكانت أغلبها سلبية.
فقد كتب رئيس الحزب الليبرالي كريستيان لندنر على تويتر قائلاً:
"حزب CDU (حزب المستشارة ميركل) لا يمكنه تحقيق سياسة اندماج حديثة. بدلاً من ذلك، يعاد النقاش حول مفهوم الثقافة السائدة. ذر الرماد في العيون".
أما نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم. تورست شيفر كومبل فقد علق على تويتر أيضا بالقول:
"أي نتيجة محرجة. ميركل مشغولة بالليبرالية والأوروبية، ودي ميزيير يتحدث عن الثقافة السائدة. تقسيم عمل (سخيف)".
ع.ج/ ع.خ (DW)
المهاجرون يساهمون في تأمين مستقبل ألمانيا
تتمتع ألمانيا بسمعة جيدة وشعبية كبيرة في العالم، ويساهم في ذلك تقدمها العلمي ومواقفها السياسية وعلاقاتها الدولية. ما يجعلها وجهة كثير من الطلاب والمهاجرين الذين يزداد دورهم في المجتمع والاقتصاد بل وحتى النمو السكاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
ألمانيا واحدة من أكثر الدول جاذبية للمهاجرين من مختلف دول العالم وخاصة الشباب من دول الاتحاد الأوروبي وحوض المتوسط بما فيها الدول العربية.
صورة من: DW/H. Jeppesen
في العقود الأخيرة مع تزايد أعدادهم بات دور المهاجرين في ألمانيا أكبر في الحياة الاقتصادية والسياسية وأثبت كثيرون جدارتهم مثل جام اأوزدمير رئيس حزب الخضر.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتبر ألمانيا من الدول الأقل نموا في عدد السكان ويعاني المجتمع الألماني من الشيخوخة مع مرور الزمن، لكن المهاجرين يساهمون في حل هذه المشكلة إلى حد كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa
أشار مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا إلى أن عدد المواليد في ألمانيا من ذوي الأصول المهاجرة ارتفع العام الماضي بنسبة 4,2%، وهي زيادة غير مسبوقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
كثير من الطلاب يفضلون الدراسة في ألمانيا نظرا لتقدمها العلمي والسمعة الجيدة لجامعاتها ومجانية التعليم بمختلف مراحله حتى الجامعي للطلاب الأجانب أيضا.
صورة من: Fotolia/Monkey Business
لكن رغم جاذبيتها والامتيازات التي توفرها للمهاجرين من أصحاب الكفاءات، نادرا ما تهاجر القوى العاملة المتخصصة من خارج الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدركت ألمانيا أهمية المهاجرين ودورهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، لذا تساعدهم وتدعمهم لتعلم الألمانية والاندماج ولعب دور أكبر في المجتمع.
صورة من: picture alliance/ZB
ولإتاحة الفرصة لذوي الأصول المهاجرة للعمل في القطاع الحكومي، تبذل السلطات جهدها لجذب أبناء المهاجرين والتقدم للوظائف الحكومية مثل الإدارات والشرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
أظهرت الدراسات أن نجاح الاندماج وتجنب بناء مجتمعات موازية، يحتاج إلى تفاعل وتعاون ومساهمة المهاجرين أيضا، إذ أن برامج الاندماج الحكومية لوحدها لا تكفي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ألمانيا لا تستقبل الطلاب والأيدي العاملة المهاجرة فقط، وإنما اللاجئين أيضا. إذ استقبلت أكبر عدد من اللاجئين في أوروبا وخاصة السوريين. الكاتب: عارف جابو