دي ميزيير يرى تشابها بين إرهاب "داعش" و"جماعة الجيش الأحمر"
٣٠ أغسطس ٢٠١٧
ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن هناك تشابها بين إرهاب "جماعة الجيش الأحمر" الألمانية اليسارية قبل أربعين عاما وإرهاب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
إعلان
قال توماس دي ميزيير وزير الداخلية الألماني اليوم (الأربعاء 30 أغسطس / آب 2017) إن كلا من داعش وجماعة الجيش الأحمر "يمثل الإصرار الأعمى والتمكين الذاتي لممارسة السلطة، وكيانا لمجموعة من الداعمين".
وذكر دي ميزيير أن من أوجه التشابه المدهشة بينهما استخدام الوسائط الحديثة في الترويج، وأوضح مستطردا "جماعة الجيش الأحمر كانت تستخدم بجانب المنشورات شرائط الفيديو، التي كانت وسيطا جديدا في ذلك الحين، لتحقيق تأثير أكبر على الجماهير وممارسة ضغوط على الدولة... إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان عصريا للغاية من الناحية الإعلامية. تنظيم داعش يفعل ذلك اليوم على نحو مختلف إلى حد ما بالوسائط الجديدة، لكن هناك تشابه بينهما من الناحية الهيكلية".
يذكر أن جماعة الجيش الأحمر قامت بسلسلة من الجرائم الإرهابية في ألمانيا قبل أربعين عاما. ويعتبر عام 1977 من أسوأ الأعوام التي شهدت عمليات إرهابية في تاريخ ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا نوعا آخر من الإرهاب، يتمثل في التهديد الأمني من قبل إرهابيين إسلاميين وأنصار تنظيم داعش.
وبجانب أوجه التشابه، يرى دي ميزيير الكثير من الاختلافات الأصولية بين الإرهاب في ذلك الحين واليوم، وقال: "إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان إرهابا ألمانيا ذا صلات دولية محدودة"، موضحا أن الإرهاب الإسلامي في المقابل ظاهرة دولية، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود اختلافات في الدوافع والأهداف والأنصار.
وقال دي ميزيير "جماعة الجيش الأحمر كانت تهدف إلى تفكيك النظام الرأسمالي، بينما تهدف داعش إلى تأسيس دولة دينية"، مضيفا أن إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان موجها ضد ممثلي الحياة العامة، بينما يستهدف إرهاب داعش الناس بصورة عشوائية.
كما أشار دي ميزير إلى أن عدد الأنصار النشطين والمحتملين للإرهاب الإسلامي أكبر بكثير من أنصار جماعة الجيش الأحمر، وقال: "وهذا يزيد من صعوبة المقاومة".
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ)
بعد 40 عاماً من اختطافها.. "لاندسهوت" ستعود إلى ألمانيا
من المقرر أن تعود "لاندسهوت"، وهى إحدى طائرات شركة لوفتهانزا، لعرضها في متحف بألمانيا. وكانت لاندسهوت قد اختطفها فلسطينيون مرتبطون بمنظمة الجيش الأحمر عام 1977. وقائع مأساة اختطاف الطائرة قبل أربعين عاماً في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
لم يكن الزمن رحيماً بطائرة "لاندسهوت" الألمانية، وهي ربما أشهر طائرة بوينغ 737-200 في تاريخ ألمانيا. إذ باتت ضحية الصدأ في "مقبرة" الطائرات بمطار فورتاليزا الدولي في البرازيل. لكن المسؤولين الألمان يريدون الآن انتشال الطائرة وإعادتها إلى ألمانيا لعرضها في متحف "دورنيه" بالقرب من بحيرة كونستانس.
صورة من: Imago/Agencia EFE
أصبحت لاندسهوت مشهورة في "الخريف الألماني" عام 1977: الأسابيع التي هزت فيها البلاد عدة أعمال إرهابية ارتكبتها منظمة الجيش الأحمر (بادر-ماينهوف) والجماعات المتحالفة معها. إذ اختطف أربعة مسلحين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة لاندسهوت لابتزاز الحكومة الألمانية من أجل إطلاق سراح أعضاء بارزين من منظمة الجيش الأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1977، كشف رجلان وامرأتان البنادق والمتفجرات، التي هربوها إلى الطائرة المتجهة في رحلة سياحية من مايوركا الإسبانية إلى فرانكفورت. وطالبوا بأن تتوجه الطائرة إلى الصومال بدلاً من ذلك، ودعوا إلى الإفراج عن 11 سجينا من منظمة الجيش الأحمر، وإلا سيُقتل الركاب البالغ عددهم 86 شخصاً وخمسة من أفراد الطاقم. كانت المحطة الأولى في روما، حيث كان عليها أن تتزود بالوقود.
صورة من: picture-alliance/AP
قام بعملية اختطاف الطائرة التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية أربعة فلسطينيين تابعين لما يُسمى بـ"وحدة الشهيدة حليمة" في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكانت المجموعة مكونة من زهير عكاشة وزملائه نبيل حربي ونادية دعيبس وسهيلة أندراوس، فيما كان العقل المدبر للعملية وديع حداد يشرف على تفاصيل العملية بنفسه من بغداد.
صورة من: picture alliance/dpa/nordisk
استمرت الطائرة في طريقها وهبطت للتزود بالوقود مرة أخرى في قبرص واتجهت إلى البحرين، بعد أن رفضت مطارات دمشق وبغداد والكويت منحها الإذن بالهبوط. ومن هناك، قام الطيار يورغن شومان ومساعده يورغن فيتور بتوجيه لاندسهوت إلى دبي، حيث وصلت الساعة السادسة صباح يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه اللقطة، يظهر أحد المفاوضين على الأرض لأحد الخاطفين الفلسطينيين أنه غير مسلح.
صورة من: picture-alliance/AP
وطلب الخاطفون الفلسطينيون من برج المراقبة في دبي توفير المياه والغذاء والدواء. وكان الكابتن شومان قادراً على إبلاغ السلطات بالعدد الدقيق للخاطفين على متن الطائرة. ولكن عندما كشف وزير الدفاع في دبي عن هذه المعلومة في مقابلة صحفية، علم الخاطفون بذلك أيضاً وهددوا بقتل شومان.
صورة من: picture-alliance/AP Images/H. Koundakjian
سافر عناصر وحدة مكافحة الإرهاب الألمانية "جي أس جي 9" إلى دبي، وتدربوا على اقتحام طائرة مشابهة، لكن لاندسهوت أقعلت قبل أن يتمكنوا من التدخل. وكانت محطتها التالية في عدن، عاصمة اليمن الجنوبي آنذاك. وبسبب هبوط الطائرة على أرض رملية، خرج شومان لتفقد أجهزة الهبوط، لكنه استغرق وقتاً طويلاً في ذلك، ولدى عودته، أطلق أحد الخاطفين الفلسطينيين النار عليه فأرداه قتيلاً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Koundakjian
وكانت المحطة الأخيرة في مقديشو الصومالية. حدد الخاطفون الفلسطينيون مهلة لإطلاق سراح سجناء منظمة الجيش الأحمر وسكبوا الكحول على الرهائن، واستعدوا لتفجير الطائرة. تظاهر المسؤولون في ألمانيا الغربية آنذاك بالموافقة، لكن بدلاً من ذلك، اقتحمت عناصر جي أس جي 9 الطائرة، وقتلوا ثلاثة من الخاطفين الأربعة وأنقذوا جميع الرهائن المتبقين الذين عادوا إلى المانيا في 18 أكتوبر/ تشرين الأول. كلارا بلايكر/ ع.غ/ص.ش