دي ميزير يصف منفذي أعمال العنف في هامبورغ بالنازيين الجدد
١٠ يوليو ٢٠١٧
شبه وزير الداخلية الألماني المسؤولين عن أعمال العنف في هامبورغ بـ "النازيين الجدد والإرهابيين الإسلامويين"، قائلا إنهم "مجرد فوضويين ومجرمين". في المقابل اتهم حزب اليسار المعارض شرطة هامبورغ بـ "اتباع إستراتيجية تصعيد".
إعلان
قمة العشرين- سكان هامبورغ غاضبون من الأعمال التخريبية
01:14
شن وزير الداخلية الألماني توماس ددي ميزير هجوما شديد اللهجة على المتسببين في أعمال العنف في مدينة هامبورغ أثناء قمة العشرين. وقال دي ميزير اليوم الاثنين (العاشر من تموز/ يوليو 2017) بالعاصمة برلين هؤلاء "لم يكونوا متظاهرين. كانوا فوضويين مجرمين"، لافتا إلى أنهم هاجموا أشخاصا وممتلكات وسلبوها أيضا وأشعلوا حرائق متعمدة.
وتابع وزير الداخلية الألماني قائلا: "لا يمكن لفوضويين من ألمانيا وأوروبا على الإطلاق استغلال شعارات سياسية لصالحهم". وتابع دي ميزير أن هؤلاء "متطرفون يقومون بأعمال عنف ويستحقون الازدراء، تماما مثل النازيين الجدد والإرهابيين الإسلامويين".
وأشار دي ميزير إلى أن هناك بُعدا آخرا للعنف خلال الاحتجاجات، وقال: "الأحداث المحيطة بقمة العشرين يجب أن تكون نقطة فاصلة للنظر على الاستعداد للعنف في المشهد اليساري المتطرف"، حسب وصفه. وأكد أنه ليس مسموحا التساهل مع من يقومون بأعمال عنف في أية مدن بألمانيا، مشددا أن "ذلك يسري في هامبورغ ويسري في برلين ويسري في كل مكان آخر".
سكان هامبورغ ينظفون مدينتهم من "مخلفات" قمة العشرين
01:19
This browser does not support the video element.
وأشار إلى أنه يتوقع حاليا أن يصدر القضاء أحكاما صارمة بالنسبة لمن تم اعتقالهم بتهمة ارتكاب أعمال عنف شديدة خلال القمة، وقال" هناك عقوبات بالسجن لعدة أعوام بالنسبة لمن يقوم بخرق السلام". وأكد الوزير الاتحادي إنه سيتم الاستمرار في إقامة مثل هذه القمم في مدن كبرى، وقال: "أي شيء آخر سيكون بمثابة استسلام من جانب سيادة القانون".
حزب اليسار المعارض يتهم الشرطة
بيد أن برند ريكسينغر زعيم حزب اليسار الألماني المعارض قال إن شرطة هامبورغ لم تنجز مهامها الجوهرية خلال قمة مجموعة العشرين. واتهم ريكسينغر قيادتها باتباع إستراتيجية تصعيد، وأشار إلى أنها تجاهلت بذلك الدروس المستفادة من كثير من الولايات الأخرى.
لكن هذا لم يمنع ريكسينغر من إدانة أعمال العنف التي شهدتها القمة أيضا، وقال: "ليس هناك أي علاقة بين ذلك وبين سياسة اليسار، ولا حتى بين ذلك وبين المعارضة اليسارية التي يمكن أن تضم أيضا اعتصامات". وشدد على ضرورة تحميل الجناة مسؤولية تعويض الضحايا بشكل غير بيروقراطي. وقال: "حزب اليسار ليس له أي علاقة مطلقا بالتشدد اليساري. إننا لا نقتنع بمثل هذه الأساليب على الإطلاق".
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ)
قمة العشرين: وللمناوئين كلمتهم
كل مرة يجتمع فيها قادة العالم في قمة ما، تبدأ الاحتجاجات المناوئة للقمة على اختلاف تسمياتها، وتصبح المناسبة فرصة لمناوئي العولمة للتنفيس عن غضبهم. في صور استعراض لأهم التظاهرات المناوئة للقمم.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
هامبورغ 2017، يبدو المشهد كأن المدينة في حالة حرب، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أزقة هامبورغ التاريخية، اثر حرق متظاهرين معارضين لقمة مجموعة العشرين لسيارات في المدينة. وأعلنت السلطات الألمانية أن 76 شرطيا على الأقل أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع متظاهرين.
صورة من: Reuters/Social Media
وتصاعدت الاحتجاجات في هامبورغ بعد منع تظاهرة تحمل شعار "مرحبا بكم في الجحيم".وطلبت الشرطة الألمانية في هامبورغ تعزيزات من مناطق أخرى في البلاد في المواجهات مع متظاهرين. وهذه الاحتجاجات ضد قمة العشرين ليست الأولى، بل سبقتها عدة تظاهرات.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
البداية كانت في "معركة سياتل" في سنة 1999، والتي تعد الانطلاقة غير الرسمية لموجة احتجاجات الحركات المناوئة للعولمة. وكانت التظاهرة موجهة آنذاك ضد مؤتمر وزراء التجارة والاقتصاد لمنظمة التجارة الدولية، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب المواجهات التي حدثت بين آلاف المعارضين للعولمة والشرطة.
صورة من: Getty Images/K.Stallknecht
وفي الاحتجاجات في سياتل اجتمعت لأول مرة الحركات المطالبة بحقوق العمال ودعاة حماية البيئة. وهذا شيء جديد. وتظاهرت المجموعتان سوية ضد منظمة التجارة الدولية وضد الآثار السلبية للعولمة. وكانت هنالك الكثير من الاعتقالات – رغم ذلك بقي أعضاء نقابات العمال الأمريكيين وممثلو حماية البيئة "الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية السلاحف"، سوية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. G. Mabanglo
في شهر حزيران/يونيو 1999، كانت في لندن إحدى أولى التظاهرات المنظمة من قبل المعارضين للعولمة. وحملت المظاهرة اسم "كرنفال ضد العولمة". وعقدت في الوقت نفسه قمة مجموعة الثماني في مدينة كولونيا الألمانية. وانتشرت أخبار التظاهرة في مختلف أنحاء العالم ونظمت حفلات مساندة لها في لندن وفي مدينة أوريغون الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في جنوا الإيطالية عام 2001 تظاهر آلاف الناس تحت شعار "عالم آخر ممكن" أثناء انعقاد مؤتمر مجموعة الثماني، ضد هدر الموارد وسوء التغذية والفجوة بين الأغنياء والفقراء. ولم تكن التظاهرات للأسف كلها سلمية. وأسست الاحتجاجات بداية لعصر احتجاج جديد – يتخلله الغاز المسيل للدموع وسيارات محترقة وقذائف المولوتوف.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
وحاول 20 ألف شرطي إيطالي في جنوا ضبط المتظاهرين، دون جدوى. والنتيجة المحزنة: عدد لا يحصى من الجرحى ومقتل شخص واحد وهو الإيطالي كارلو جولياني. ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق مبدأ جديد، وهو الحرص على اختيار مكان معزول ويمكن تأمينه بصورة جيدة لعقد قمة الثماني وقمة العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2015 عقدت قمة الدول السبع في قصر إلماو في ولاية بافاريا الألمانية. وقبل وأثناء عقد القمة كانت هنالك إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت الشرطة حتى فتحات مجاري المياه وصناديق البريد. وتم عزل منطقة انعقاد القمة تماما. أما الاحتجاجات العنيفة التي يخشى منها، فلم تحدث أصلا. وكان هنالك بعض الاعتراضات على مكان عقد الاجتماع، الذي حدث في منطقة فاخرة ومكلفة.
صورة من: imago
وفي قمة إلماو تناول قادة الدول السبع بصورة مفاجأة عدة مواضيع تخص البيئة وحماية المناخ، مثل موضوع حماية البحار. وتوصل الزعماء إلى "مكافحة رمي النفايات في البحار، بصورة أكثر فعالية وتركيزا "، وأتفق القادة على خطة عمل. ومع ذلك، افتقرت القرارات النهائية لمطالب الجماعات المدافعة على البيئة، التي دعت إلى التزام أكثر صرامة لتجنب النفايات.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
أما عقد قمة العشرين 2017، داخل مدينة كبيرة، وهي هامبورغ، فكان قرارا شجاعا. واحتشد 20 ألف شرطي لحفظ أمن القمة. واختيرت المدينة لعقد القمة كي تذكر دائما باعتبارها "بوابة العالم". أما النشطاء فنصبوا خيامهم في المدينة تحت شعار "يمكننا التخييم"، دون ان يسألوا أن كان يحق لهم ذلك أم لا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/J. Widener
وعقدت قمة "التضامن العالمي" في هامبورغ قبيل عقد قمة العشرين. وقال منظموها إن "قمة العشرين تدافع عن نظام يدعو إلى عدم المساواة الاجتماعية بأعلى مستوياتها". ودعا مناهضو العولمة ودعاة حماية البيئة إلى بديل عن سياسة قمة العشرين، لأنها لا تحل، حسب وجهة نظرهم، المشاكل الرئيسية في العالم مثل التغير المناخي والحروب والجوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالفعل في هامبورغ المعارضة لقمة العشرين. فيما تعرض قارب مطاطي لنشطاء "السلام الأخضر" لسفينة شحن الفحم الصينية "غولدن أبورتيونيتي"، قبل إنزال شحنتها في ميناء هامبورغ. ورفع النشطاء لافتات تطالب بوقف الاعتماد على الفحم، وكتبوا عبارة "أنهوا الفحم" على جانب السفينة، ومن ثم تدخلت الشرطة النهرية وصادرت القارب المطاطي. الكاتب: هانا فوكس/ زمن البدري.