حذر وزير الداخلية توماس دي ميزيير المتشككين من سياسة الحكومة تجاه اللاجئين من الانجرار خلف دعوات حركة (بيغيدا) اليمينية واصفا إياها "كالسم الذي ينتشر في البلاد". تحذيره يأتي استباقا لمظاهرة للحركة في معقلها بدريسدن.
إعلان
قال وزير الداخلية الألماني توم سددي ميزيير إن " من الواضح أن منظمي حركة بيغيدا يمينيون متطرفون جدا". وأضاف دي ميزيير خلال لقاء مع القناة الأولى الألمانية (ARD) أنهم "يصفون اللاجئين بشكل عام على أنهم مجرمين، ويصفون السياسيين على أنهم خونة، وهذا يخالف أي نوع من الاتفاق الديمقراطي". ودعا وزير الداخلية الألماني من يشعر بالقلق بسبب لجوء عدد كبير من المهاجرين إلى ألمانيا إلى عدم الانجرار خلف دعوات (بيغيدا) وقال "ابتعدوا عمن ينشر الكراهية، من ينشر السم في بلادنا".
ويستبق تحذير الوزير تنظيم حركة الوطنيين الأوروبيين ضد اسلم الغرب (بيغيدا) مسيرة حاشدة الاثنين (19 تشرين أول/ أكتوبر 2015) في معقلها في دريسدن (شرق) في الذكرى الأولى لتأسيسها وذلك غداة زيارة للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى اسطنبول تمحورت حول أزمة اللاجئين.
واستغلت هذه الحركة أزمة الهجرة في أوروبا في خطابها الذي يزداد تطرفا مع قدوم المهاجرين المستمر إلى ألمانيا حيث من المتوقع أن يتراوح عدد طالبي اللجوء هذا العام بين 800 ألف ومليون شخص.
وبات التصدي لليمين المتطرف المسؤول عن عشرات الهجمات التي طالت منذ بداية العام أماكن لإيواء اللاجئين، أولوية لدى السياسيين الألمان. إلا أن أصوات متزايدة تتعالى للمطالبة بإغلاق الحدود وهو إجراء رفضته ميركل مرارا، إذ اعتبرت أنه "حل خاطئ".
من جانبها، دعت المستشارة الألمانية انغلا ميركل الاثنين مجددا إلى عدم السير وراء "الذين امتلأت قلوبهم بالحقد" في إشارة إلى التظاهرة الكبرى المرتقبة الاثنين التي تنظمها حركة الوطنيين الأوروبيين ضد إسلمة الغرب (بيغيدا).
وقال الناطق باسم ميركل ستيفان سايبرت إن "المستشارة سبق أن عبرت عن رأيها حول هذه التظاهرات في الخطاب الذي ألقته مع حلول العام 2015". وأضاف "اذكر مجددا بان كلامها ينطبق اليوم أيضا خصوصا "لا تتبعوا الذين لديهم أحكام مسبقة وقلوبهم ممتلئة بالحقد".
ع.خ/ح.ز (ا ف ب، ب ا، رويترز)
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark