في لقاء بأثينا مع نظيريه الفرنسي واليوناني، شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير على ضرورة وضع حد لتدفق اللاجئين من تركيا إلى اليونان، بالإضافة إلى رفع تمويل وكالة مراقبة الحدود الأوروبية.
إعلان
شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير على ضرورة "الحد من تدفق" اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان، وذلك خلال زيارة إلى أثينا الجمعة (الخامس من فبراير/ شباط 2016).
وصرح دي ميزيير أن "أوروبا تواجه تحدياً كبيراً يتمثل بأزمة اللاجئين"، وأن الهدف "لا يمكن أن يقتصر على تسجيل وصول اللاجئين قبل توزيعهم بشكل عادل بين الدول، بل قبل كل شيء على الحد من أعداد اللاجئين الوافدين" إلى أوروبا.
وشدد الوزير الألماني، بحضور نظيريه الفرنسي برنار كازنوف واليوناني بانايوتيس كوروبليس، على أنه لم يأت إلى اليونان "لفرض شروط، بل للعمل على حلول مشتركة في أسرع وقت ممكن". وذكر دي ميزيير بأن تحديد هويات اللاجئين وتسجيلهم وتطبيق نظام "يوروداك" لأخذ بصمات إلكترونية وحفظها ضمن فضاء "شينغن" لا يزال "بحاجة لعمل كبير".
محطات الوقود اليونانية أصبحت محطات انتظار للاجئين
بعد قيام مقدونيا بتشديد إغلاق حدودها بوجه اللاجئين، اضطر الآلاف منهم الانتظار على الجانب اليوناني، فاحتشد في محطات الوقود الحدودية طلبا للدفء، فيما أقفلت الحدود في وجههم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بطانيات الطوارئ والتي وزعتها مفوضية اللاجئين ساعدت اللاجئين على درء البرودة ودرجات الحرارة المتدنية. أكثر من 4000 ألاف لاجئ دخلوا يوم السبت الماضي البلاد، ما سبب ضغطا كبيرا على القدرات المحدودة المتوفرة في مخيمات اللجوء في أثينا والمناطق المجاورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
في الوقت الذي لا تزال فيه أعداد طالبي اللجوء عالية، إلا أن أعداد اللاجئين الداخلين إلى مقدونيا في إنخفاض، بعد قرار المسؤولين المفاجئ بإغلاق الحدود دون سابق إنذار، ما أدى إلى تراكم الكثير منهم على الحدود، كما يقول غيما غيلي من منظمة أطباء بلا حدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محطة للوقود (إيكو) 20 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود المقدونية استجابت منظمة أطباء بلا حدود لنداء الإغاثة، من خلال نصب الخيام وتوزيع المواد الغذائية، و تقديم الخدمات الطبية. ويقول غيلي " الشرطة تحاول السيطرة على تدفق الناس حتى لا يتسبب ذلك في مشاكل بمدينة إدومني الحدودية.
صورة من: DW/D. Cupolo
يضطر اللاجئون إلى الانتظار أكثر من 24 ساعة في محطات الوقود ، للحصول على بعض من الدفء والنوم، مع انخفاض درجات الحرارة تحت الصفر . فيما افترشت بعض العائلات مقطورات الأمتعة تحت حافلات مقفلة كما يقول غيلي. "حيث يسمح سائقي الحافلات للاجئين باستخدامها ليلا لتجنب البرد القارس".
صورة من: DW/D. Cupolo
"بعض الأمهات يسافرن إلى أوروبا بصحبة أطفال حديثي الولادة" كما تقول سيلين جانيه من منظمة إنقاذ الطفل، وتقول "الليلة الماضية، كان لدينا طفل عمره 15 يوما ينام في العراء، وكانت درجة الحرارة ثمانية تحت الصفر".
صورة من: DW/D. Cupolo
أحد اللاجئين ويدعى أسد زاده قال إنه دفع حوالي 42 يورو لركوب الحافلة إلى مقدونيا، ولم يتبق معه سوى القليل من المال بعد أن صرف حوالي 4000 دولار للوصول إلى اليونان، ويقول " لست وحدي، هنالك العديد من العائلات التي لا تملك مالا، وتضطر للوقوف عند محطات الوقود للاستراحة".
صورة من: DW/D. Cupolo
من خلال تمويل لمنظمة أطباء بلا حدود، سلم المتطوعان اليونانيان جورج وسامانثا باباس حطبا لمساعدة اللاجئين في درء برد الليل. في الصورة نشاهد الحمولة الثالثة والأخيرة التي تم إيصالها إلى محطة الوقود (إيكو)، حيث يعيش مئات اللاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
في مدينة إدومني الحدودية بين اليونان ومقدونيا، يقيم حوالي 2000 شخص في محطة وقود إيكو، حيث أصبحت ظاهرة الانتظار ومشاهد نوم اللاجئين في محطات الوقود من المظاهر المألوفة بالمدينة. سيلين غانيه من منظمة إنقاذ الطفولة تقول "هذه الأعداد من الناس تحتاج إلى العديد من المنظمين، إلا أن الموارد المحدودة لليونان تحول دون ذلك". دياجو كوبولو / ترجمة علاء جمعة
صورة من: DW/D. Cupolo
8 صورة1 | 8
وتابع أن ألمانيا، التي استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء في العام 2015، سترسل إلى اليونان "مائة شرطي إضافي" و"سفينتين" لمراقبة الحدود، مشيراً إلى أن بلاده تدعم إجراء إصلاحات في وكالة "فرونتيكس" لمراقبة الحدود كي تصبح أكثر فاعلية على صعيد حراسة الحدود. وتابع بالقول: "لكننا نريد أيضاً تسريع عودة من لا يحتاجون إلى حماية ومن اليونان أيضاً"، بالإضافة إلى "تحسين التعاون العملي مع تركيا"، خصوصاً على صعيد مكافحة المهربين.
أما كوروبليس فأشار إلى أن الوزراء اتفقوا على "ضرورة المضي قدماً من أجل تعاون وثيق مع تركيا"، من أجل تنظيم أفضل لاستقبال اللاجئين على أراضيها. وطلب كوروبليس من نظيريه الفرنسي والألماني "التدخل على صعيد دول الاتحاد الأوروبي لتسمح بمرور" اللاجئين على طريق البلقان. وتخشى اليونان في حال إغلاق الطريق أن تجد نفسها مضطرة لاستقبال مئات آلاف طالبي اللجوء على أراضيها.
من جهته، جدد كازنوف مطلبه بتطبيق القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/ كانون الأول "بشكل سريع"، من بينها فرض عمليات مراقبة على الوافدين وإعطاء "فرونتيكس" صلاحيات أوسع والاستفادة من نظام المعلومات في "شينغن" الذي لا بد من "استشارته بشكل منهجي".
كما شدد كازنوف على أن الهدف هو "تجاوز الأزمة بسرعة لأن الوضع ملح"، مضيفاً أن "علامة استفهام ستطرح حول "شينغن" إذا لم تف أوروبا بالتزاماتها بشكل سريع، وهذا ما لا نريده بأي ثمن".