الخلاف بين المعارضة والحكومة السورية لا يزال كبيرا
١٧ مارس ٢٠١٦
أعلنت المعارضة السورية أنها تحرص على التحرك بسرعة نحو المرحلة الانتقالية، فيما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إن الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة ما زال "كبيرا".
إعلان
قالت المعارضة السورية اليوم الخميس (17 مارس/آذار 2016) إنها حريصة على التحرك بسرعة في خطة للأمم المتحدة مدتها ستة أشهر للانتقال السياسي في سوريا التي تشهد حربا دخلت عامها السادس. وقالت بسمة قضماني متحدثة بعد اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إنها قدمت مذكرة تفصيلية لميستورا بشأن رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئة انتقالية. وأضافت للصحفيين في جنيف إن المعارضة حريصة على سرعة التحرك وتجنب عملية تفاوض غير مثمرة مشيرة إلى أن دي ميستورا أكد على أن الإطار الزمني للخطة هو ستة أشهر وأضافت أن المعارضة تأمل أن يكون أقل لكنه ليس أكثر من ذلك.
من ناحيته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس إن الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة ما زال "كبيرا" لكنهما اتفقا على الحاجة للحفاظ على وحدة أراضي البلاد ورفض النظام الاتحادي. وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف إن الموقف "هادئ بشكل غير متوقع" خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد ثلاثة أسابيع من وقف الأعمال القتالية. وأضاف "لكن هذا ليس اتجاها بعد دعونا نكون صريحين. علينا أن نكون حذرين لأن الأمور قد تتغير بسرعة جدا."
على الصعيد الإنساني، وصلت قوافل مساعدات إلى أربع بلدات سورية اليوم الخميس لكن يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن الحكومة لا تزال تمنع إيصال المساعدات لست بلدات أخرى محاصرة. وأوضح أن اغلب هذه المناطق التي لا يمكن الوصول إليها يحاصرها الجيش السوري النظامي وليس المعارضة مضيفا أن الطلب رفع الخميس إلى الحكومة السورية. وأشار إلى ان "الهدف هو الوصول إلى 1,1 مليون شخص قبل نهاية نيسان/أبريل".
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
وقال إيغلاند "منعنا من الدخول انتهاك للقانون الدولي. لا أستطيع أن أفهم لماذا لا نستطيع الذهاب إلى هناك. حتى المقاتلين المصابين لهم الحق في العلاج بموجب القانون الدولي". وأضاف أن الحصار يعرقل تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين. وقال إيغلاند للصحفيين "نحتاج من الحكومة السورية أن تساعدنا فعلا في المجال الطبي. لماذا لا تدخل المواد الغذائية والفيتامينات والمضادات الحيوية والأطباء والممرضات إلى هذه الأماكن؟ آمل أن تحدث انفراجة حقيقية في اتصالاتنا بالحكومة".