دي ميستورا: المعارضة السورية لم تربح الحرب والنظام لم ينتصر
٦ سبتمبر ٢٠١٧
شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا دي ميستورا على أن أولوية سوريا يجب أن تكون إنشاء مناطق خفض للتصعيد، مضيفا أن التوصل إلى وقف شامل مستدام لإطلاق النار لا يمكن إلا بمفاوضات سياسية، لا بد منها لتجنب مستقبل قاتم لسوريا.
إعلان
دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا المعارضة السورية إلى أن تدرك أنها "لم تربح الحرب"، مطالبا النظام السوري في المقابل بعدم الحديث عن انتصار. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف الأربعاء (السادس من أيلول/ سبتمبر 2017) "لقد اقتربت ساعة الحقيقة".
وأضاف المبعوث الأممي: "أعرف أنكم تسمعون عبارات العملية السياسية كثيرا، لكن هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟". وتابع قائلا: "هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟". ورأى أنه "لا يمكن لأحد الآن أن يقول إنه ربح الحرب".
وبحسب دي ميستورا، فإن الأولوية الآن يجب أن تكون لمواصلة العمل على إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا، مضيفا أن التوصل إلى "وقف شامل لإطلاق النار" لا يمكن أن يكون مستداما إلا عبر "عملية سياسية". وشدد على أن "المفاوضات السياسية ضرورية" لتجنّب "مستقبل قاتم" لسوريا، وخصوصا إمكانية عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو اندلاع حرب عصابات.
وجدد مبعوث الأمم المتحدة أمله في إطلاق مباحثات سلام في تشرين الأول/أكتوبر 2017 بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، مشيرا إلى أهمية أن تحضر المعارضة موحّدة بنظرة فيها "شيء من الواقعية". وحذّر من أن عدم توفر هذه الظروف يعني "أنه لن يكون هناك مفاوضات حقيقية، وهذا ليس من صالح المعارضة".
يتزامن ذلك مع إعلان محققين أمميين عن وجود أدلة لديهم تفيد بأن قوات النظام السوري مسؤولة عن هجوم بغاز السارين على خان شيخون أوقع 87 قتيلا في الرابع من نيسان/أبريل 2017. ففي أول تقرير للأمم المتحدة يشير رسميا إلى مسؤولية دمشق، أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان بسوريا أنها جمعت "كمية واسعة من المعلومات" تشير إلى أن الطيران السوري يقف خلف الهجوم بغاز السارين في خان شيخون.
ويشار إلى أنه سبق أن نظّمت الأمم المتحدة جلسات مفاوضات في جنيف، لكنها كانت تفشل بسبب الخلاف حول مستقبل الرئيس بشار الأسد. وأوقع النزاع السوري 330 ألف قتيل منذ عام 2011، ودفع نصف السكان السوريين إلى سلوك طرق الهجرة.
ع.م/ أ.ح (رويترز ، أ ف ب)
التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها شن ضربة عسكرية ضد سوريا رداً على استخدام للأسلحة الكيماوية والتي خلفت مئات القتلى. جولة مصورة حول التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
احتجاجات سلمية
بدأت الحرب الأهلية في سوريا باحتجاجات سلمية في شباط/ فبراير 2011، إذ طالب المعارضون بالتظاهر ضد الرئيس بشار الأسد على غرار ما حدث في كثير من بلدان "الربيع العربي". وبعد أن أقدم الأسد على اعتقال قادة المعارضة خرج الناس إلى الشوارع في درعا ودمشق مطالبين بالديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
الدبابات ضد المتظاهرين
وأمام تصاعد الوضع قدم النظام بعض التنازلات لكنه أرسل بالمقابل الدبابات والجنود لقمع الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى وتأجيج لهيب الاحتجاجات. كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على سوريا وأعلنت قوى المعارضة السورية في تركيا عن توحيد نفسها في جبهة واحدة لمواجهة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa
المعارضة المسلحة
حتى تموز/ يوليو سقط أكثر من 1400 قتيل في سوريا وهو ما دفع مئات آلاف السوريين للتظاهر، كما أعلن الكثير من الجنود والضباط انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم لصفوف الثوار وأسسوا مع ميلشيات مختلفة ومنها الجيش السوري الحر. كما تقاتل إلى جانب الثوار جبهة النصرة وهي جماعة إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة.
صورة من: Reuters
ردود أفعال دولية
قُتل مئات المدنيين في آيار/ مايو 2012 عندما شن الجيش السوري هجماته على مدينة حمص التي تعتبر معقل الاحتجاجات المعارضة للأسد. وبعد هذا الهجوم توصل مجلس الأمن لأول مرة إلى اتفاق مشترك يدين العنف في سوريا. كما دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسد إلى التنحي. من جهته أعلن الرئيس الأمريكي بارك أوباما عن شن ضربة عسكرية ضد سوريا إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة.
صورة من: Getty Images
مأساة إنسانية
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 شكلت الجماعات المعارضة المختلفة ائتلافاً وطنياً سرعان ما نال اعتراف الولايات المتحدة وغيرها من الدول كممثل شرعي للشعب السوري. ولم يشمل الائتلاف الوطني جبهة النصرة المقاتلة في صف المعارضة. في المقابل ترك أكثر من مليون سوري البلاد عبر الحدود إلى البلدان المجاورة ليعيشوا هناك كلاجئين في المخيمات.
صورة من: picture alliance / dpa
الدعم الدولي للمتمردين
نظام الأسد واصل قصفه للمعاقل المختلفة للمعارضة، فيما بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بمد المتمردين بالمساعدات كما حرصت على رفع الحظر عن الأسلحة الموجهة إلى سوريا حتى يتسنى حصول المتمردين على السلاح بشكل قانوني. بالمقابل شهدت مناطق الحدود مع تركيا وإسرائيل بعض المناوشات بين الفينة والأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الغازات السامة
بمساعدة حزب الله استولت قوات الأسد على مدينة القصير الإستراتيجية في حزيران/ يونيو. كما أدى استخدام الغاز السام في آب/ أغسطس إلى وفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف بجروح. وحملت الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية الأسد مسؤولية استخدام الغازات السامة وبالتالي تجاوز الأسد الخط الأحمر، الذي رسمه أوباما قبل عام.
صورة من: Reuters
دمار هائل
سوريا تتجه نحو الهاوية، وحسب الخبراء فإن كل طرف في النزاع يريد حسم المعركة لصالحه. فمن جهة يتشبث الأسد بالسلطة ومن جهة أخرى لم يعد المتمردون يؤمنون بإمكانية التوصل إلى حل سياسي. كما أن القوى الدولية والإقليمية لا ترغب في تقديم تنازلات عن نفوذها في المنطقة وهو ما لا يبشر بنهاية قريبة للحرب الأهلية في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرب الأهلية
لم تفلح الجهود الدولية في إيقاف حمام الدم في سوريا. ففي كانون الأول/ ديسمبر 2011 أرسلت الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا، لكن سرعان ما غادروا البلاد بعد تفجيرات هزت العاصمة دمشق. والآن يتقدم الجيش النظامي إلى معاقل المعارضة في حمص وغيرها من المدن كما امتد القتال إلى جميع أنحاء سوريا.