طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بمحادثات مباشرة بين أطراف الصراع في سوريا خلال جولة المفاوضات المقبلة. جاء ذلك بعد استقباله المبعوث ألأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في موسكو.
إعلان
التقى المبعوث ألأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الثلاثاء (الخامس من نيسان/ أبريل 2016) في إطار مساعيه لتمهيد الطريق لاستئناف محادثات السلام المتوقع انطلاقها الأسبوع المقبل. وتأتي الزيارة في وقت ترجح الأمم المتحدة أن تستأنف المحادثات في جنيف في 11 نيسان/ابريل، إلا أن مفاوضي النظام السوري سيصلون بعد ذلك بأيام عدة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في سوريا.
وقال دي ميستورا "اعتزم التوجه إلى مدن أخرى من بينها طهران ودمشق وأنقرة والرياض للتحضير بشكل أفضل، ولكن من المهم حقا أن ابدأ هنا في موسكو". وأضاف أن "موسكو أدت دورا رئيسيا في ما يمكن أن يعتبر زخما حقيقيا في الحل السياسي".
من جانبه طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بمحادثات مباشرة بين أطراف الصراع في سوريا خلال جولة المفاوضات المقبلة. وقال لافروف اليوم الثلاثاء في موسكو:" يجب على الحكومة السورية وممثلي المعارضة أن يضطلعوا بواجباتهم" من أجل مضي عملية السلام قدما. وخلال لقاء مع دي ميستورا، تعهد الوزير الروسي بدعم بلاده لمنظمة الأمم المتحدة في جهود حل الأزمة السورية.
وكان دي ميستورا قطع محادثات السلام في نهاية آذار/مارس الماضي. ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية عن دي ميستورا قوله إن التخطيط لعملية الانتقال السياسي في سورية يمثل المهمة المحورية للمفاوضات. ويمثل مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد إحدى أهم النقاط الخلافية الرئيسية في المفاوضات، ففي الوقت الذي تطالب فيه المعارضة والولايات المتحدة بتنحي الأسد من منصبه، فإن روسيا تدعم النظام السوري سياسيا وعسكريا.
من جانبه، أكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم على ضرورة ترك مستقبل الأسد ليبت فيه الشعب السوري. وطالب دي ميستورا بتعزيز الهدنة السارية في سوريا منذ نهاية شباط/فبراير الماضي مضيفا أنه سيجري خلال الأيام المقبلة مشاورات حول الوضع الراهن للأزمة السورية وذلك خلال زيارات لكل من سوريا والسعودية وتركيا وإيران.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.