دي ميستورا يدعو لوقف القصف ويقول إنه لن يتخلى عن السوريين
٣ أكتوبر ٢٠١٦
حث ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة على وقف القصف في سوريا، مشددا على أنه لن يتخلى عن السوريين. من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي على خطته حول تقديم مساعدات إنسانية لحلب، مشيرا إلى اتصالات مع إيران وروسيا بهذا الخصوص.
إعلان
جدد المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعوته لوقف القصف في سوريا وخصوصا في مدينة حلب شمال البلاد وأضاف: "لابد من إجلاء بعض الناس. لابد من توصيل المساعدات. لكن لا يمكن فعل ذلك ما لم يتوقف القصف." وقال دي ميستورا إن اجتماعات تعقد بين الجانبين الروسي والأمريكي مضيفا أن الأولوية للجانب الإنساني.
يأتي هذا في وقت حققت فيه قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها تقدما باتجاه حلب مواصلة هجوما بدأ قبل أسبوع لاستعادة الجانب الشرقي الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في المدينة بعد عشرات الضربات الجوية. وواصل الجيش السوري المدعوم من مقاتلين تدعمهم إيران وقوة جوية روسية مسعاه لاستعادة المدينة المقسمة بالكامل بعد انهيار وقف إطلاق النار في الشهر الماضي.
وفشلت المحاولات الدولية لفرض وقف إطلاق نار من أجل السماح بوصول مساعدات الأمم المتحدة على الرغم من أن جماعات إغاثة أخرى نجحت في توصيل مساعدات محدودة.
وألحقت الضربات الجوية الروسية والسورية أضرارا بالغة بمستشفيات وإمدادات المياه، بما في ذلك أكبر مستشفى لعلاج الصدمات في شرق حلب يوم السبت (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول) الذي أضطر لإغلاق أبوابه وقتل اثنان من المرضى في القصف.
وعبر دي ميستورا عن غضبه بسبب قصف المستشفى. وقال إنه يتنافى مع القانون الإنساني مضيفا أنه لن يتخلى عن السوريين. وقال "هل سنتخلى عن السوريين؟ هل سنتخلى عما يصل إلى 350 ألف شخص؟ أبدا. لهذا الموضوع لا يتعلق بتفاؤل أو تشاؤم وإنما عدم التخلي عن هؤلاء."
وفي بروكسل قالت متحدثة إن مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني تحدثت هاتفيا مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أمس الأحد وستتحدث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق اليوم الاثنين بشأن اقتراح جديد من الاتحاد لتقديم المساعدات إلى مدينة حلب السورية.
وكان الاتحاد اقترح أمس الأحد خطة إنسانية جديدة للجزء المحاصر من حلب لكن لم يتضح بعد ما إذا كان بوسعه ضمان تعاون كل الأطراف على الأرض.
م.أ.م/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".