بحسب تقديرات حكومتي أوكرانيا وروسيا البيضاء فإن عدد الذئاب يصل إلى 300 ذئب في المنطقة المحظورة المحيطة بالمفاعل. حاز باحثون في الآونة الأخيرة على تصريح بمراقبة الذئاب والحيوانات الأخرى، وبحثوا في مسألة عدد الذئاب في المنطقة، وكيفية تأقلمها وتعاملها مع الإشعاع، وهل تأثير غياب الناس عليها أكبر من النشاط الإشعاعي الذي لا يزال مستمرا؟ ما هي التأثيرات التي يمكن إثباتها فيما يتعلق بأنواع الحيوانات الأخرى؟ هل تشرنوبيل بمثابة نافذة على الحياة في الماضي قبل وجود البشر؟ أم نافذة على المستقبل الذي ينتظر البشرية بعد انهيار حضاراتنا؟


حتى بعد مرور أكثر من ربع قرن على وقوع الكارثة ما زالت المعلومات قليلة، لذا تم تزويد بعض الحيوانات بجهاز إرسال للتّمكن من تتبّع تحركاتها عن كثب ولدراسة عاداتها، وقد اكتشف الباحثون أشياء مدهشة، فرغم التلوث الإشعاعي الكبير تبدو الذئاب بحالة جيدة، واليوم يراهن الباحثون على دراسة جراء الذئاب، حيث تتم المقارنة مخبريا بين وبر الذئاب المسنة وشعر الجراء. وهكذا سيُتاح في السنوات القادمة مراقبة تأثير التلوث الإشعاعي على أجيال الذئاب المتتابعة وبالتالي على مجمل المنطقة الملوثة حول تشرنوبل.