"من شدة الآلم لم أعد أستطيع تحريك ذراعي" هكذا وصف فلوريان كوخ الآلام التي انتابته أثناء رحلة التزلج، ما منعه من ممارسة هوايته المفضلة ودفعه للتوجه إلى زيارة طبيب العظام فورا لمعرفة سبب هذه الآلام. وبعد المعاينة الدقيقة تبين أن فلوريان مصاب بـ"ذراع التنس".

وفي حديث له مع DW يصف الطبيب غومبيرت أخصائي الأمراض العظمية "ذراع التنس" بأنه التهاب غير جرثومي يصيب مرفق الذارع في منطقة التحام أوتار العضلات الباسطة والأربطة المحيطة في نفس المنطقة مسببا آلاما مزعجة، ما يؤدي إلى التهاب أوتار الذراع وعضلاته بشكل مزمن حسبما يشرح الطبيب غومبيرت ويضيف قائلا " في مرض ذراع التنس، يحدث التهاب في العضلات الباسطة في الساعد، أي في الأوتار التي تربط الأصابع ومفصل اليد".

أسباب الإصابة

ويعزو الطبيب غومبيرت سبب الإصابة بالتهاب "مضرب التنس" إلى القيام بأعمال مجهدة يوميا وبأسلوب خاطئ، كأولئك الذين يرهقون أنفسهم في أعمال التنظيف والترميم مثلا، أو أثناء ممارسة رياضة التنس.

أما بالنسبة لعلاج هذا المرض فيؤكد الطبيب غومبيرت إلى أن التشخيص الدقيق هو شرط ضروري لتحديد طريقة العلاج، ويشير الطبيب غومبيرت إلى أهمية تحديد موقع الألم لمعالجته بدقة.

تنوعت طرق العلاج والهدف واحد

وفي ألمانيا يعد العلاج باستخدام البرودة والحرارة من بين الطرق المستخدمة في علاج مرض"ذراع التنس"، إلى جانب الإبر الصينية، كما يمكن علاجه باستخدام مضادات الالتهابات ومسكنات الآلام التي يتم حقنها في المفاصل مباشرة. ويشير الطبيب غومبيرت إلى أن العلاج بالموجات الصادمة يحقق نتائج جيدة، وهي طريقة تستخدم لعلاج حصى الكلى أيضا.

ورغم تعدد الطرق التي يمكن بها معالجة ذراع التنس إلا أن فلوريان تبدو حالته مختلفة، إذ يشير التصوير المقطعي إلى وجود تمزق في وتر الكوع لديه. ما يعني أنه لا بد من التدخل الجراحي حسبما يشرح الطبيب غومبيرت ويضيف بالقول "إن التدخل الجراحي ليس سهلا، ونلجأ إليه في حال فشل العلاج الموضعي إذ يحتاج الأمر إلى قطع الأوتار، وبعدها نقوم بربطها لتنمو مجددا. ويختفي الألم تدريجيا ويعود الوتر لأداء عمله"، وهو ما يأمله فلوريان.

وينصح الطبيب غومبيرت بعدم إهمال مرض "ذراع التنس" وضرورة علاجه مبكرا كي لا يتحول إلى مرض مزمن يصعب الشفاء منه.