ذكرى أوشفيتس.. شتاينماير يحذر من إحياء الأيديولوجيات العرقية
٢٧ يناير ٢٠٢٠
شدد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مجددا على مسؤولية بلاده عن الفظائع التي ارتكبت في معسكر الإبادة النازي في أوشيفيتس محذرا من تكرار ذلك. شتاينماير وصف المعسكر بـ "مكان للرعب ومكان للذنب الألماني".
إعلان
أكد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير على أن عمليات القتل التي قام بها النازيون في معسكر الإبادة النازي السابق "أوشفيتس" تلزم الألمان بمقاومة جميع أشكال معاداة السامية الجديدة.
وقال شتاينماير اليوم الإثنين (27 يناير/ كانون الثاني 2020) لدى زيارته للمعسكر في الذكرى الـ 75 لتحريره، إنه يجب ألا يتم التحدث فقط عن الماضي، ولكن يجب إدراك أن "التصدي للبدايات في بلدنا أيضا" يعد مسؤولية دائمة، لافتا إلى أن ذلك هو رجاء الناجين من المحرقة.
وقال شتاينماير علينا أن نتذكر "لكي نكون مستعدين هنا والآن". وحذر الرئيس الألماني: "أوشفيتس هو مجمع التفكير العرقي والكراهية العنصرية والجماح القومي". وأضاف الرئيس الألماني قائلا: "أنحني حزنا للضحايا والناجين. لا نريد ولن ننسى معاناتهم".
وتابع شتاينماير: "العصور اختلفت حاليا، العبارات اختلفت أيضا، والأفعال اختلفت، ولكن أحيانا عندما ننظر إلى هذا العصر، يصير لدينا انطباع بأن الشر لا يزال موجودا".
وشارك شتاينماير في الفعالية الدولية لإحياء ذكرى تحرير المعسكر على يد وحدات الجيش الأحمر. وقال في وقت سابق اليوم خلال تجوله بالمعسكر بصحبة زوجته إلكه بودنبندر التي رافقته في زيارته اليوم لبولندا إن معسكر "أوشفيتس" يعد "مكانا نشعر فيه نحن الألمان بعبء التاريخ".
وكان الرئيس الألماني التقى ظهر اليوم بثلاثة ناجين من الهولوكوست في القصر الرئاسي "بيليفو" في برلين، وسافروا معه بعد ذلك إلى بولندا. كما شارك ساسة ومواطنون في أماكن أخرى بالعاصمة الألمانية في فعاليات لإحياء ذكرى ضحايا النازية.
يذكر أن وحدات من الجيش السوفيتي وصلت في 27 كانون الثاني/ يناير عام 1945، أي قبل 75 عاما بالضبط، إلى هذا المعسكر وحررت أكثر من سبعة آلاف معتقل كانوا لا يزالون أحياء به، ولكن كثيرا منهم مات بعد ذلك في غضون فترة قصيرة نتيجة الجوع والمرض والإعياء جراء احتجازهم.
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة "أوشفيتس"، المقام في بولندا التي وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا لمحرقة النازية (الهولوكوست) على مستوى العالم. وبحسب التقديرات، قتل النازيون في هذه المعسكر وحده أكثر من مليون شخص، معظمهم من اليهود.
أ.ح/ص.ش (د ب أ)
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة