ذهاب ترامب .. الحكومات الشعبوية بأوروبا تفقد العراب الأمريكي
١٤ نوفمبر ٢٠٢٠
الحكومات الشعبوية في أوروبا الشرقية لاسيما بولندا والمجر فقدت بهزيمة دونالد ترامب "عرابها" السياسي. فهل وجب عليها أن تتخذ مسارات أخرى وهل ستكون الحياة أسهل بالنسبة إلى الأوروبيين الآخرين؟
وصول القوات الأمريكية إلى بلدة زاغان البولندية على الحدود مع ألمانيا (14 يناير/ كانون الثاني 2017)صورة من: Reuters/K. Pempel
إعلان
أثناء الحملة الانتخابية أوضح جو بايدن موقفه من الحكومات الشعبوية في شرق أوروبا وقال: "نشاهد ما يحصل من بيلاروسيا عبر بولندا إلى المجر وصعود الأنظمة المستبدة في العالم. رئيسنا يدعم جميع "الدول" المارقة في هذا العالم"، قال بايدن خلال جولة الأسئلة التي بثتها قناة "ABC" الأمريكية. وقيامه بوضع لوكاشينكو ودودا وأوربان في سلة واحدة، يمثل صفعة في وجه بعض الشعبويين اليمينيين في أوروبا وتحذيرا للعواصم المعنية.
بين الإنكار والمراوغة
التهنئة المتعجلة التي أرسلها رئيس الوزراء السلوفيني إلى دونالد ترامب أخطأت هدفها تماما في نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة. ورغم ذلك بقي متعنتا في موقفه مستندا إلى "تأجيلات وإنكار للحقائق"، لدرجة أن وزير دفاعه حذره من أن موقفه لا يخدم "مصالح سلوفينيا".
مساعدة في الحملة الانتخابية: الرئيس ترامب استقبل الرئيس البولندي دودا في البيت الأبيضصورة من: AFP/S. Loeb
وفي وارسو بقي الموقف الدبلوماسي متأرجحا وتم توجيه التهنئة لـ"حملة رئاسية ناجحة". "فبولندا تريد الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة وتعزيزها"، كما كتب الرئيس أندري دودا في نهاية الأسبوع. فهزيمة ترامب هي بالتالي لطمة، لأنه حصل على مساعدة في الحملة الانتخابية من خلال زيارة إلى البيت الأبيض، ودودا يفتخر بعلاقة شخصية مع الرئيس الأمريكي ترامب.
وبالمثل بدت التهاني أيضا من بودابيست غامضة. فمدير مكتب الرئيس فيكتور أوربان تحدث "متشائما" خلال فرز أصوات الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال بأنه يأمل في أن تكون السياسة الخارجية لحكومة ديمقراطية جديدة "أفضل من الأخيرة". وأشار بشكل سلبي إلى أن الحملة الانتخابية لبايدن تلقت تبرعات من جورج سوروس الذي صنفته الحكومة المجرية كبش فداء جميع شرور الليبرالية الغربية.
لا أحد كان يحب ترامب مثل بولندا
وبولندا كانت البلد الوحيد في أوروبا الذي ينظر فيه غالبية الناخبين بإيجابية لترامب، كما كشفت استطلاعات رأي في الخريف وهذا الميل له أسباب: فترامب دعم بولندا في المواجهة العسكرية مع روسيا وقطفت الثمار رغم أن تقوية الوحدات الأمريكية تقررت منذ حقبة أوباما. كما أن الرئيس كان منتقدا قويا لأنبوب غاز نورد ستريم وساند الاندماج الأوروبي الشرقي "لمبادرة البحار الثلاثة"، وكان يُعتبر مقربا من الناحية الأيديولوجية. كما أن دونالد ترامب كان الصديق الوحيد في السياسة الخارجية للبولنديين المعزولين داخل الاتحاد الأوروبي.
"النتيجة الانتخابية ضربة في وجه كاتشينسكي وأوربان، لأن الاثنين راهنا على ترامب"، كما يقول بيوتر بوراس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. وهذا ينطبق أقل على المجر التي تبقى غير مهمة استراتيجيا. والمصالح الأمنية لبولندا مرتبطة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. "العلاقة الخاصة بين واشنطن ووارسو ستلقى نهاية تحت إدارة بايدن". كما أن وارسو استوعبت اهتمام ترامب ببولندا على نحو خاطئ: فهو كان يصبو لاسيما لقوة الإزعاج الكامنة في السياسة البولندية داخل الاتحاد الأوروبي وكذلك العلاقة المتوترة مع ألمانيا التي أعلنها ترامب العدو الأساسي في أوروبا. وعند بايدن ستكون هذه الأمور بالعكس: بولندا تُعتبر شريكا هاما عندما تقيم علاقات جيدة مع ألمانيا. وبايدن يعتزم تقوية الاتحاد الأوروبي وليس إضعافه ولا يريد بأية حال تهميش ألمانيا.
الحكومة البولندية تواجه أزمة بسبب الاحتجاجات ضد قوانين الإجهاض وسوء تدبير وباء كورونا صورة من: Krzysztof Kaniewski/ZUMA Wire/picture-alliance
وبالنسبة إلى بولندا يعني الانتصار الانتخابي لبايدن تحولا في الأفق: فالحزب الحاكم في بولندا يمر بأكبر أزمة مع الاحتجاجات المستمرة ضد قوانين الإجهاض وبسبب سوء تدبير جائحة كورونا والخلاف مع الاتحاد الأوروبي حول آلية دولة القانون وخصومات حزبية داخلية، كما يقول بيوتر بوراس، الذي لا يتوقع تغيرا في النهج، بل فقط تعديلا في السياسة البولندية.
وحتى مارسين زابوروفسكي، ناشر لدى مجلة "Res Publica Nowa" ينطلق من أن بولندا خسرت شريكها الأيديولوجي الوثيق. فالعلاقات مع الولايات المتحدة قد تبقى قوية، لكنها قد تتأثر بسبب الخلاف حول دولة القانون. وترامب في المقابل لم يمارس أبدا النقد تجاه سياسة بولندا، لدرجة أن العلاقة "كانت ودية للغاية". فالحزب الحاكم في بولندا سينظر بقلق إلى التحول في واشنطن، بل وبشيء من الرفض.
الاتحاد الأوروبي وحصان طروادة من واشنطن
النائب سيرغي لاغودينسكي، الذي يمثل حزب الخضر الألماني في البرلمان الأوروبي، يعتقد أنه إذا لم يعد باستطاعة ترامب مد يد الحماية للشعبويين في شرق أوروبا، فإن ذلك سيساعد الاتحاد الأوروبي، فقد خدمهم ترامب في توجههم السياسي الخاص. ومع بايدن سيعود في المقابل سياسيون مؤيدون لأوروبا يراهنون على التعاون مع بروكسيل. كما أنهم يعرفون مخاطر التطورات غير الليبرالية والشعبوية. "وتوجد الآن ظروف أفضل في عدة مجالات إذا انصرف العراب من واشنطن"، كما يقول النائب الأوروبي من الخضر.
ترامب كان يهتم بالعلاقة مع المجر غير المهمة استراتيجيا، هنا مع فيكتور أوربان في البيت الأبيض صورة من: Imago Images/UPI Photo/K. Dietsch
لاغودينسكي يعتبر هزيمة ترامب "ضربة ضد الشعبوية الدولية"، لكنه يحذر في نفس الوقت من المبالغة ويقول هذه "الانتخابات تمنحنا استراحة، لكنها لا تعفي أوروبا من أداء واجباتها"، وهذا ينطبق أكثر على الاستقلالية الاستراتيجية ومزيد من التنسيق في السياسة الخارجية والأمنية والعلاقة مع الصين وأمور أخرى.
وعلى غرار مراقبين آخرين يعتقد السياسي من حزب الخضر أنه بدون حصان طروادة من واشنطن مع رئيس أمريكي كان يهمه بالأساس تقسيم وإضعاف أوروبا، فإن الحياة داخل الاتحاد الأوروبي عموما يمكن أن تكون أسهل قليلاً.
باربارا فيزل/ م.أ.م
الانتخابات الأمريكية بريشة رسامي الكاريكاتير حول العالم
دونالد ترامب أم جو بايدن: من سيكون الرئيس الأمريكي القادم؟ سؤال بات مادة للتحليلات واستطلاعات الرأي. لكن كيف ينظر رسامو الكاريكاتير من جميع أنحاء العالم إلى هذا الأمر؟ الجواب في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Jens Kricke/toonpool.com
على درب الحرب الانتخابي
اتهمت كامالا هاريس، نائبة المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية جو بايدن، الرئيس الحالي دونالد ترامب باستخدام "تكتيكات قذرة". وعبر هذا الرسم الكاريكاتوري يصور الألماني ينس كريك، الرئيس الأامريكي دونالد ترامب، برسم يظهره مثل ساحرة شريرة في قصة خيالية، غير آبه بما يجري.
صورة من: Jens Kricke/toonpool.com
دعاية كاذبة
يعشق الرئيس ترامب مدح نفسه، إذ قال في تصريحات سابقة: "أنا شخص غير عنصري بتاتاً"، "لا أحد يحترم النساء أكثر مني"، "أنا أكثر الأشخاص فهما للأمور الاقتصادية". لكن هذا الرسم يجسد ترامب مادحاً لملتقط صورة تظهر المرشح الديمقراطي جو بايدن وهو في شكل شيطان، بأنه "أفضل المصورين في العالم".
صورة من: Martin Erl/toonpool.com
مناظرة تلفزيونية
يطرح رسام الكاريكاتير التشيكي ماريان كامينسكي عبر رسمه سؤال: ما الذي حل بثقافة النقاش السياسي في الولايات المتحدة؟ ويصور المواجهة الأولى على شاشة التلفزيون بين المرشحين للرئاسة الأمريكية كمعركة داخل حلبة وحل. إذ انهما قاما بشتم بعضهما خلالها بدلاً من تبادل الحجج.
"جو النائم" و "المهرج"
دأب دونالد ترامب على وصف غريمه بايدن بـ "رجل عجوز نائم" و"دمية في يد اليسار الراديكالي". ورد بايدن على هذه الاتهامات بوصف ترامب بـ "العنصري والكاذب والمهرج" وأنه "أسوأ رئيس عرفته أمريكا على الإطلاق". مناظرة علق عليها الأمريكيون بكونها "واحدة من أسوأ المناظرات التي شهدتها أمريكا على الإطلاق". الفنانة الإيطالية كريستي عبرت عن الموضوع برمته برسمتها هذه.
سلوك طفولي
يشعر الناس في إفريقيا أيضاً بالدهشة من سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير الناضج. إذ يرى رسام الكاريكاتير داميان جليز من بوركينا فاسو أن الرئيس مجرد شقي صغير يريد أن يصل غايته بغض النظر عن التكلفة والخسائر.
ترامبزيلا
أول ظهور للفيلم الياباني غودزيلا على الشاشة كان في عام 1954. وأينما ذهبت السحلية العملاقة، كانت تخلف دماراً. وعبر الفنان تاكيشي كيشينو، عن موضوع الانتخابات بتصوير الرئيس الأمريكي المشاكس ترامب في شكل وحش غودزيلا العملاق، ويطرح سؤال: هل لجو بايدن فرصة ضد ترامبزيلا؟
صراع "ذكور القطيع"
يستمتع دونالد ترامب بصراعه مع الحكام الذين لا يهتمون بشدة بالمعايير الديمقراطية كبوتين وأردوغان والديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون. من ناحية أخرى، يصف ترامب جو بايدن بأنه رجل عجوز ضعيف، أي أنه بالنسبة له، ليس خصماً يُحتاط منه. ويصور رسام الكاريكاتير الهولندي، تجيرد رويدس، القاسم المشترك بين هؤلاء السياسيين، متمثلاً في سلوك التنافس النموذجي لذكور القطيع.
التصويت عبر البريد؟ لا يمكن!
"ستحدث احتيالات لم نر مثيلاً لها من قبل"، هكذا هاجم رئيس الولايات المتحدة فكرة التصويت عبر البريد بل واقتطع من أموال الدعم المخصصة للخدمات البريدية. وبسبب المخاطر التي يشكلها فيروس كورونا، فإن الديمقراطيين يريدون الإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد، وهو ما يزعج الرئيس الحالي. وضعية صورها الفنان فالدمار بهذه الصورة.
صورة من: Waldemar Mandzel/Toonpool
يد المساعدة
يتجاهل الرئيس في خطاباته ضد الخدمة البريدية الإشارة إلى أنه قد صوت بنفسه عبر البريد في مناسبات متعددة. وعلى الرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤكد أنه لا يوجد تزوير لأصوات الناخبين في الولايات المتحدة، إلا أن ترامب يصر: أمريكا مهددة بـ "أكثر انتخابات تزويراً في التاريخ". رسام الكاريكاتير اليوناني كوستاس كوفوجيورجوس يظهر أنه إذا لزم الأمر، يمكن لترامب الحصول على المساعدة من الخارج.
صورة من: Kostas Koufogiorgos/toonpool.com
ترامب خلق لمنصب الرئيس
يوجد مؤيدون لترامب داخل الولايات المتحدة وخارجها. وبدوره يتحدث الفنان مارك لينش من أستراليا باسم رسامي الكاريكاتير عبر العالم، ويؤيد ولاية جديدة لترامب. وهتف المتظاهرون في لوحته الكاريكاتورية "نحن بحاجة إلى رفيقنا" و"نحن نحب رئيس تويتر"، إذ لا يوجد سياسي آخر يقدم لرسامي الكاريكاتير القدر نفسه من المواضيع التي يقدمها الرئيس الحالي للبيت الأبيض.
دعوة الداعمين
أوضح ترامب مراراً أنه يريد البقاء في البيت الأبيض. وفي حال خسر الانتخابات، فإنه لم يعلن موافقته صراحة على انتقال سلمي للسلطة، وعلق على الموضوع بقوله "سنرى ما سيحدث". لقد حث أنصاره بالفعل على الاحتجاج في حالة عدم إعادة انتخابه. لكن ماذا لو أصبح بايدن رئيساً؟ هل يدعو ترامب هذا التساؤل أخباراً زائفة؟
صورة من: Cartoonfix/toonpool.com
سلالة حاكمة
اعترض ترامب على مادة الدستور الأمريكي التي تحظر فترة ولاية ثالثة. هل يفكر في رئاسة مدى الحياة؟ غالباً ما تحضر العائلة بأكملها في التجمعات الانتخابية، بما في ذلك نجل دونالد الأصغر بارون. هذا الأخير أثار ريشة رسام الكاريكاتير الألماني كريستيان بفولمان وجعله يتساءل عن إمكانية ولادة ملكية في الولايات المتحدة.