1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ذوو الإحتياجات الخاصة في ألمانيا- من سجن الإعاقة إلى عالم الإنتاج

يحيى الصرابي٤ ديسمبر ٢٠٠٨

تسعى ألمانيا إلى توفير التسهيلات اللازمة لعملية اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والعمل على تطوير بنية تحتية خاصة قادرة على التعامل مع أفراد هذه الشريحة ودعم الابتكارات التي تساعدهم على التغلب على مشكلاتهم.

اهتمام الساسة الألمان بالمعاقين أصبح أمراً مألوفاًصورة من: picture-alliance/ dpa

لم يعد ذوو الاحتياجات الخاصة مهمشين في المجتمع الألماني، إذ تكفل لهم المادة الثالثة من الدستور الألماني حقوقهم منذ عام 1994. وتنص تلك المادة على أنه "لا يجوز الانتقاص من حق أي شخص بسبب إعاقته". كما أن ألمانيا وقعت في 30 مارس/ آذار 2007 على اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق المعاقين. من ناحية أخرى، تكفل قوانين الولايات للمعاقين فرص الحصول على وظائف، مما سمح لهم بالعمل في الدوائر والمؤسسات الحكومية سواءً كانوا يعانون من إعاقة سمعية أم بصرية أم حركية.

تكريم الاتحاد الألماني للمعاقين

الإرادة والتحدي: وزير الداخلية الألماني شويبله وزير برغم مشكلته الحركيةصورة من: AP

وقد قام كل من الرئيس الألماني كولر ووزيرة الصحة الألمانية أولا شميت بتكريم الاتحاد الألماني لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة "ليبنزهلفه" بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائه، حيث أشادا بالدور الرائد الذي قام به الاتحاد في تسهيل حياة المعاقين ودمجهم في المجتمع، معتبرين في الوقت ذاته أن مستوى نضج مجتمع ما يقاس بمدى حسن تعامله مع هذه الشريحة.

وينضوي في هذا الاتحاد نحو 130 ألف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، موزعين على 520 مركزا في مختلف أرجاء ألمانيا. وتتلخص رؤية الاتحاد في التخلص من الإبقاء على المعاقين ضمن مرافق خاصة بهم والعمل على دمجهم بشكل كامل في المجتمع بحلول عام 2020. يشار إلى أن الاتحاد قد حقق انتشاراً سريعاً في الجزء الشرقي من ألمانيا عقب الوحدة مباشرةً.

توافر مراكز التأهيل والعناية

لقد قامت ألمانيا بوضع بنية تحتية ممتازة تراعي الاحتياجات الخاصة للمعاقين، ويلاحظ المرء هذه التسهيلات في وسائل المواصلات والمؤسسات التعليمية والمرافق الخدمية والطرقات ويستفيد من هذه البنية كذلك المرضى وكبار السن وأصحاب الإعاقات المؤقتة. كما تستفيد هذه الفئات من التسهيلات الحكومية الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك تعتبر ألمانيا بلداً رائداً في مجال ابتكار تقنيات حديثة تساعد المعاقين على التغلب على كثير من المشاكل التي تعترضهم.

صعوبات أمام الاندماج في المجتمع

ممارسة الحياة الطبيعية رغم الإعاقةصورة من: picture-alliance/ dpa

من ناحية أخرى، يعد إدماج المعاقين في الحياة اليومية من الأهداف والشعارات السياسية التي كثيراً ما تكرر، لكن الاندماج الكامل بالطبع ليس بالأمر الهين، ويتطلب عملاً جاداً ليتحول إلى واقع ملموس. وفي هذا السياق تضع السياسة الألمانية مسألة الاندماج الاجتماعي للمعاقين ضمن أولوياتها، لاسيما في ضوء اعتراضات المعاقين على النظرات السلبية التي قد يتعرضون لها من بعض فئات المجتمع؛ فالمشكلة في نظرهم لا تكمن فيهم، بل في العراقيل التي يضعها أمامهم الآخرون.

وعلى سبيل المثال، معاناة الأسر التي لديها أطفال معاقون كانت تبدأ مع مرحلة رياض الأطفال، إذ غالباً ما يرفضون أو يحالون إلى مؤسسات خاصة، مما يصعب من اندماجهم في المجتمع. وقد بدأت ألمانيا في مواجهة تلك المشكلة بإنشاء رياض أطفال مشتركة، تساعد على اندماج هذه الشريحة من الأطفال مع غيرهم، لتبدأ معهم منذ الطفولة مسيرة المساواة.

يذكر أن عدد المعاقين في ألمانيا - سواءً كانوا من ذوي الإعاقات الجزئية أم الكاملة- يبلغ أكثر من ثمانية ملايين شخص بواقع 10 في المائة من إجمالي عدد السكان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW