لا يمثل الأول من يناير/ كانون الثاني تاريخاً موحداً لبدء العام لدى جميع الشعوب بل يختلف الأمر باختلاف الثقافات. المسيحيون أنفسهم مختلفون حول تاريخ رأس االسنة الميلادية. هذه نماذج لشعوب تحيي هذه المناسبة في مواعيد مختلفة.
إعلان
لابد أن نعرف بدءاً أنّ الأول من كانون الثاني/ يناير كموعد لبدء العام مرتبط بما يعرف بالتقويم الغريغوري الذي يقسّم السنة إلى 365 يوما على مدى اثني عشر شهراً. فأقباط مصر مثلا يحتفلون بالعام الجديد يوم 7 كانون الثاني/ يناير، لكن سبب الخلاف في هذا المثال ليس مذهبياً أو دينياً كما يتبادر لذهن بعض القراء، بل سببه فلكي مرتبط بتغير الموضوع، بما يُعرف في الثقافة العربية ب "الانقلاب الربيعي"، الذي يقع في 21 آذار/ مارس من كل عام. وعموماً تختلف تقاويم الشعوب باختلاف الثقافات، وباختلاف الحسابات الفلكية فيها إلى حد كبير، وهذه بعض الأمثلة وقد ورد بعضها على صفحة أس بي أس نيوز الأسترالية:
العام الصيني الجديد. ويبدأ في كانون الثاني/ يناير بأوقات مختلفة وينتهي عادة في 8 شباط/ فبراير، ويطابق الاحتفال بالتقويم القمري. ويسمى الاحتفال به عندهم "مهرجان الربيع" لأنه مرتبط بالتقويم القمري لديهم. وتطوف المدن خلاله مواكب تحمل ألوانا من التنين والفوانيس، ويدور العام كل مرة على شيء.
العام الكوري الجديد "سيؤلال"، ويحيى لمدة 3 أيام تعطل فيه كل الأعمال، ويعيش الناس موسم احتفال دائم، ينتهي أيضا في 8 شباط/ فبراير من كل عام.
نوروز (العام الفارسي والكردي الجديد). ويقع في 20-21 آذار/ مارس من كل عام، وهو بداية حلول فصل الربيع لدى هذه الشعوب. يجري الاحتفال به، بنفخ أبواق كبيرة، وبإيقاد النيران في سفوح الجبال والمدن.
أول العام الهجري لدى المسلمين وكثير من العرب. وهو يعتمد على ظهور القمر، لذا فإنّ العام الهجري يقع في 354 يوماً بحسب دورات القمر الظاهرة، ويعتبر الأول من محرّم هو بداية لهذا العام.
أول العام لدى شعوب شبه القارة الهندية، وهي متنوعة حسب اختلاف الثقافات، فهناك العام الجديد في تيليغو وكانادا بجنوب الهند ويقع في 8 نيسان/ ابريل من كل عام. وكذلك أول العام الزينهاليزي في 14 نيسان/ ابريل من كل عام، فيما يحتفل التاميل بنفس التاريخ ولكن بطقوس مختلفة.
أول العام اليهودي الجديد، ويقع في 2 تشرين الأول وحتى الرابع منه، ويدعى "روش هاشناه". ويوزعون إبانه العسل والتفاح وأطعمة أخرى.
رأس العام الأبورغيني (شعب استراليا الأصلي)، ويقع في 30 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، وكان يشهد احتفالات تقيمها قبائل المورادور، التي انقرضت تقريبا اليوم.
العام الأمازيغي. الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية يصادف ليلة 13 يناير وهو تقليد في ثقافات الأمازيغ في شمال أفريقيا ويحيونه سكان هذه المناطق بطقوس مختلفة باختلاف التقاليد والعادات.
م.م/ع.ج.م
مفرقعات الاحتفال برأس السنة.. متعة لا تخلو من المخاطر!
في رأس السنة من كل عام يحتفل الملايين عبر العالم، وعادة ما تكون الألعاب النارية هي المظهر الأكثر تعبيرا عن هذا الاحتفال، حيث يتم إطلاق أعداد لا تحصى من هذه الألعاب، لكن ذلك لا يخلومن مخاطر على صحتنا ومحيطنا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
تشير التقديرات الرسمية أنه في ألمانيا وحدها يتم إطلاق حوالي 4500 طن من الغبار في الجو في ليلة رأس السنة وهو ما يعادل 15.5 بالمئة من التلوث الناتج عن وسائل المواصلات في ألمانيا لعام كامل، بيد أن هذا التلوث يكون مركزا في الجو لليلة واحدة وليس موزعا على مدار السنة ما يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
تم تحديد الحد الأقصى للمتوسط اليومي من المواد الجسيمية الملوثة بموجب القانون بالا تتجاوز 50 ميكروغرامًا لكل متر مكعب من الهواء في نقطة القياس. ومع ذلك، فإنه في ليلة رأس السنة وصباح اليوم الأول من السنة الجديدة يكون تركيز الجسيمات أعلى من ذلك بكثير خاصة في المدن الكبرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Müller
الجمعية الألمانية لأمراض الرئة وأمراض الجهاز التنفسي (DGP) تحذر من العواقب، إذ تظهر العديد من الدراسات، مخاطر كبيرة على الرئتين والجهاز التنفسي بأكمله من تلوث الهواء. ليس هذا فقط بل إن التلوث يؤثر أيضا على التمثيل الغذائي ونظام عمل القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/Beautiful Sports/J. Kaefer
فوق كل ذلك ، فإن الأحوال الجوية في بداية العام الجديد هي المسؤولة عن زيادة نسب التلوث إذ تعمل حركة الرياح على نقل هذه الجسيمات التي تطلقها الألعاب النارية والتلوث الناتج عنها إلى الأعلى بحيث تتراكم في طبقات الغلاف الجوي السفلى، ما له بالغ الأثر في تلوث الأمطار، بالإضافة إلى أطنان القمامة التي تخلفها هذه الألعاب.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Thompson
هناك نقاش كبير لدى الساسة الألمان في منع أو تقنين المفرقعات النارية لما تسببه من أضرار بالغة خاصة لدى الرضع والشيوخ والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السعال وضيق التنفس، والذين غالباً ما ينتهي بهم المطاف في المستشفى، بشكل خاص في الأيام الأولى من العام الجديد.
صورة من: DW/Z. Ljubas
إلى جانب هذه الإصابات هناك إصابات ناتجة عن الصوت المدوي في الأذن، هو ضرر يعرفه أطباء الأنف والأذن فقد يؤدي الصفير القوي في الأذن للشعور بالصمم. وغالبا ما تشير الآلام في الأذن على سبيل المثال لوجود جرح في غشاء الطبلة، مما يعني أن انتظار تلاشي هذه الآلام هو الخيار الأسوأ.
صورة من: Colourbox/E. Wodicka
تؤدي المفرقعات التي يصنعها هواة بأنفسهم إلى جانب الألعاب النارية التي لا تباع بشكل حر والتي تصنع خصيصا لمناسبات احتفالية بعينها، إلى حالات وفاة أو إلى إصابات بالغة لدى فتيان صغار نسبيا، وقد تحدث جروحا بالغة أو حروقا في اليد والجسم. كما يمكن أن تتسبب هذه المفرقعات في ندبات في الوجه تذكر أصحابها بهذه الحوادث المؤسفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
التخلي عن الألعاب النارية وتوفير قيمتها يمكن أن يساعد الآخرين، إذ نصحت بعض الكنائس التبرع بقيمة هذه المفرقعات من أجل تأمين الخبز والطعام للمناطق الفقيرة والمنكوبة. (إعداد: علاء جمعة )
صورة من: picture-alliance/imagebroker/W.G. Allgöwer