رئيسة البوندستاغ بيربل باس.. حياة سياسية حافلة بالنجاح!
٢٨ أكتوبر ٢٠٢١
على عكس زملائها الذكور، لم تسلط الأضواء من قبل على بيربل باس، المرأة التي تترأس البرلمان الألماني "بوندستاغ". لا أحد تقريبا يعرفها من خارج الدائرة السياسية، رغم مسيرتها السياسية والاجتماعية الناجحة. فمن تكون هذه السيدة؟
إعلان
بعد مرور أكثر من 20 عاماً، تعود إمرأة لتتولى رئاسة البرلمان الألماني (البوندستاغ) . في أول جلسة له، انتخب البرلمان الجديد، السياسية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بيريل باس رئيسة له، خلفا للمسيحي الديمقراطي، فولفغانغ شويبله. حصلت باس، على تأييد 576 عضوا من إجمالي 724 عضوا. وصوت بالرفض 90 عضوا، وامتنع عن التصويت 58 عضوا. و بهذا أصبحت باس، ثالث سيدة تحتل هذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية الألمانية عام 1949.
وهذه المرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما التي ينتخب فيها البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) امرأة لرئاسته. بعد آنا ماري رينغر من الحزب الاشتراكي (1972 حتى 1976) وريتا زوسموت من الاتحاد المسيحي الديمقراطي (1988 حتى 1998). ومن الناحية البروتوكولية، تشغل باس ثاني أعلى منصب في الدولة بعد الرئيس الاتحادي. وفق المعمول به، تكون رئاسة البوندستاغ من نصيب الكتلة البرلمانية الأكبر، وهي كتلة الحزب الإشتراكي الديمقراطي، بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر/ أيلول.
مسار سياسي وإنساني حافل
ولد ت باس في الثالث من مايو/ أيارعام 1968 في ما يعرف اليوم بمنطقة فالسوم التابعة لمدينة دويسبورغ الألمانية. نشأت في أسرة مكونة من خمسة أبناء. تميزت حياتها المهنية بالمثابرة. بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية والتدريب كمساعدة بأحد المكاتب، تمت ترقيتها إلى مجلس الإشراف في شركة للنقل في دويسبورغ. واصلت باس تدريبها، حتى أصبحت خبيرة اقتصادية في مجال التأمين الصحي، وبعدها خبيرة للإقتصاد في إدارة شؤون الموظفين. وهي نائبة في البرلمان الألماني منذ عام 2009. من عام 2013 إلى عام 2019 كانت واحدة من المديرين البرلمانيين. في الفترة التشريعية السابقة، كانت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لشؤون الصحة والتعليم والبحث العلمي. في الانتخابات الأخيرة، حافظت على عضويتها عن دائرة دويسبورغ الأولى للمرة الرابعة بأكثر من 40 في المائة من الأصوات.
ترعي باس مجموعة من المشاريع والمؤسسات الصحية، منها المركز الطبي للقديس رافائيل في هوكينغن دويسبورغ، كما أنها عضو في مجلس أمناء مؤسسة المعونة الإنسانية للمصابين بداء نقص المناعة البشرية (الإيدز).
ترقية التمثيل السياسي للمرأة
حسب ما تداولته وسائل إعلام ألمانية، فإن وراء اختيار باس لهذا المنصب، هو إلمامها الجيد بالعمل البرلماني مقارنة بزملائها الآخرين. كما يعود ذلك إلى تعالي الأصوات النسائية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أجل أن تتراس امرأة البوندستاغ. في حين لو حصل رجل على هذا المنصب، فإن جميع الوظائف المهمة، بمن فيها الرئيس الإتحادي، ورئيس البوندستاغ، والمستشار - كان سيشغلها رجال من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الأمر الذي كان سيشكل إحراجا للحزب وتوجيه النقد غليه، حيث يولي مرشح الحزب الإشتراكي الديمقراطي للمستشارية، أولاف شولتس، أهمية كبيرة للتكافؤ بين الجنسين.
من جانبها تسعى رئيسة البوندستاغ الجديدة، بيربل باس، إلى جعل ترقية المرأة في السياسة إحدى أولوياتها. وقالت في البرنامج التلفزيوني "آر تي إل ديريكت" ربما يساعد ذلك "في تشجيع الكثير من النساء على الانخراط في السياسة". وإن أحد العوائق هو التوفيق بين الأسرة والسياسة، فالعديد من النساء يترددن في قبول مناصب سياسية لأسباب عائلية.
وفي تصريح آخر للقناة الألمانية الأولى ARD قالت باس "أريد أن أقدم بعض الدعم والتشجيع بنفسي"، وأكدت أن النهوض بالمرأة "مهمة مهمة" بالنسبة لها في مكتبها وأنه من المهم "إبراز المرأة" في جميع المجالات.
من جانبها هنأت الرابطة النسائية الكاثوليكية الألمانية (KDFB)، باس على منصبها الجديد. ونقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية (KNA)، عن رئيسة الرابطة، ماريا فلاخسبارث، قولها، إنه "من الصحيح والضروري أن تشغل سياسية، ثاني أعلى منصب في البلاد من حيث البروتوكول". كما عبرت عن سرورها بشكل خاص، لأنه بالإضافة إلى انتخاب باس، رئيسة للبرلمان، تم انتخاب إيفون ماغواس، من ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والإتحاد الإجتماعي المسيحي، وأيدان أوزوغوز من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وبيترا باو من حزب اليسار، وكلوديا روث من حزب الخضر، نائبات للرئيس. ولأول مرة ، تتكون هيئة رئاسة البوندستاغ في الغالب من الإناث وبهذا يمكن القول إن التكافؤ قد تحقق مع البرلمان الألماني الجديد.
إلى جانب عملها السياسي، كشفت بيربل باس، وفق وسائل إعلام ألمانية عن شغفها بكرة القدم وهي كذلك عضو في نادي دويسبورغ لكرة القدم، في مسقط رأسها ودائرتها الانتخابية.
د.ب.أ / إ.م
أكثر شبابا وأنوثة.. وجوه جديدة في البرلمان الألماني!
عقد البرلمان الألماني (البوندستاغ) المنتخب جلسته الأولى حيث انتخب رئيسة جديدة له. البرلمان الجديد يحمل وجوها جديدة وأخرى قديمة تمثل التنوع السياسي والثقافي والجندري في ألمانيا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الاشتراكية بيربل باس رئيسة للـ "بونستاغ"
انتخب البرلمان الألماني الجديد "بوندستاغ" السياسية المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيربل باس، رئيسة له خلفا للمسيحي الديمقراطي، فولفغانغ شويبله. وهذه المرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما ينتخب فيها البرلمان الاتحادي امرأة لرئاسته. وباس هي ثالث سيدة تتولى رئاسة البوندستاغ. ومن الناحية البروتوكولية، فهي تشغل ثاني أعلى منصب في الدولة بعد الرئيس الألماني.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
برلمان "أكثر شباباً"
قبل شهر انتخبت ألمانيا برلمانها الجديد. إحدى نتائج الانتخابات: إن النواب الـ736 الذين يدخلون البرلمان الآن هم، في المتوسط ، أصغر من البوندستاغ السابق. أصغرهم إيميليا فيستر البالغة من العمر 23 عاماً الظاهرة في الصورة، ونيكلاس فاغنر وكلاهما من حزب الخضر. بشكل عام انخفض متوسط عمر النواب. 47 نائبا منهم تقل أعمارهم عن 30 عاما.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
متوسط عمر النواب
عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي المسيحي ميشائيل براند هو النموذج المثالي لأعضاء البرلمان ومن عدة جوانب. بسبب عمره البالغ 47 عاماً وهو بالضبط متوسط عمر أعضاء البرلمان. وخلفيته الأكاديمية في السياسة والقانون والممثلة بشكل كبير في البوندستاغ. بالإضافة إلى ذلك، فإن اسمه ميشائيل شائع جدا بين أعضاء البرلمان.
صورة من: HMB Media/Mueller/picture alliance
الأكبر سناً
النائب الأكبر سناً في البرلمان هو السياسي من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي البالغ من العمر 80 عاماً ألكسندر غاولاند. حتى قبل أربع سنوات، كان يمكنه وبصفته أكبر عضو سنا أن يصبح تلقائياً رئيساً للبوندستاغ في جلسته الأولى، قبل انتخاب رئيس البرلمان. ولكن منذ عام 2017، تم تغيير القانون وأصبح رئيس الجلسة الأولى هو الأكثر خدمة في البرلمان وهو المسيحي الديمقراطي فولفغانغ شويبله.
صورة من: Christoph Hardt/Geisler-Fotopress/picture alliance
تعزيز أنثوي
لم يصبح البوندستاغ أصغر سناً فحسب، بل أصبح أكثر أنوثة أيضاً. ارتفع تمثيل النساء بنسبة أربعة في المائة، وخاصة في حزبي اليسار والخضر. مع تيسا غانسيرير (44 عاماً) ونايك سلافيك (27 عاماً) تدخل البرلمان لأول مرة امرأتان عابرتان جندريا. وغردت سلافيك بعد فوزها: "نجاحنا كعابرات في الانتخابات ينتشر في جميع أنحاء العالم".
قصص هجرة مختلفة
كما أصبح البوندستاغ الجديد أكثر تنوعاً من حيث الخلفية العائلية. هناك ما لا يقل عن 83 نائباً لهم تاريخ في الهجرة، معظمهم من اليسار والحزب الاشتراكي الديمقراطي. رشا نصر (29 سنة) من الحزب الاشتراكي لها نقاط عديدة متنوعة في سيرتها الذاتية. ولدت في دريسدن، وهي تمثل أيضاً ولايات ألمانيا الشرقية في البوندستاغ. هاجر والداها من سوريا إلى دريسدن في عهد ألمانيا الديمقراطية (الشرقية).
صورة من: SPD
الألمان-الأفارقة ممثلون أيضاً
مع أفيت تيسفايسوس وأرماند تسورن الظاهر في الصوة، وكارامبا ديابي، يدخل ثلاثة أعضاء من أصول ألمانية – أفريقية في البوندستاغ. أرماند تسورن الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولد في الكاميرون وجاء إلى ألمانيا عندما كان في الثانية عشرة من عمره. حقيقة أنه فاز في دائرته بشكل مباشر تجعله واثقًا: "إنه يظهر أن مجتمعنا مجتمع متنوع حيث لا يهم من أين أتيت، بل أين تتجه؟".
صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture-alliance
الأغلبية من ذوات التعليم الأكاديمي
من الناحية المهنية، فإن البوندستاغ أقل تنوعاً، إذ أن غالبية الأعضاء قد أكملوا دراستهم الجامعية. من ناحية أخرى، من النادر وجود عضو أكمل دراسة مهنية فقط. تنتمي جولستان يوكسيل (59 عاماً، الحزب الاشتراكي الديمقراطي) إلى هذه الأقلية. وأكملت تعليما مهنيا كمساعدة صيدلانية. وجاءت ابنة العامل التركي مع عائلتها إلى ألمانيا في أوائل السبعينيات ودخلت البوندستاغ لأول مرة في عام 2013.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
رجال الأعمال نادرون في البوندستاغ
أصحاب الأعمال الحرة ممثلون تمثيلا قليلاً كذلك. 51 منهم فقط يجلسون في البرلمان، وهو عدد أقل من ذي قبل. يشكل الحزب الليبرالي معظمهم، كريستينه لوتكه (38 عاماً) واحدة منهم. عائلتها تدير في الجيل الثاني دورا لرعاية المسنين. وتدافع السياسية عن الرعاية التمريضية الشاملة.
صورة من: FDP/Heidrun Hoenninger
نقص خبراء الصحة رغم كورونا
تم التركيز على قطاع الصحة مع انتشار وباء كورونا، بما في ذلك في البرلمان. لكن القطاع ممثل تمثيلاً صغيرا في البوندستاغ. لا يوجد سوى عدد قليل من النواب من مجالي الطب والتمريض. عضو البرلمان عن الحزب الاجتماعي البافاري شتيفان بيلسينغر هو طبيب أسرة مرخص. بعد انتخابه، يرغب الشاب البالغ من العمر 34 عاماً في مواصلة العمل كطبيب - حتى لا يفقد المعلومات والخبرة العملية. ليزا هينيل/زمن البدري