رئيسة منظمة الهجرة: أخشى أن يصبح غرق المهاجرين أمرا طبيعيا
٢ أكتوبر ٢٠٢٣
أعربت الرئيسة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة عن قلقها من أن وفاة المهاجرين واللاجئين في المتوسط أصبحت أمرا "طبيعيا" وتعهدت بالعمل لتوفير خيارات للهجرة الاقتصادية والسعي لتغيير الصورة السلبية التي يعاني منها المهاجرون.
إعلان
أكدت الرئيسة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب أنّ وصول المهاجرين هو استجابة للنقص الصارخ في العمالة سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة.
وتعتزم بوب، التي تولّت منصبها على رأس المنظمة الدولية للهجرة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الاعتماد خصوصاً على القطاع الخاص الذي يدّعي في عشرات البلدان أنه يفتقر إلى القوى العاملة - لتغيير الصورة السلبية التي يعاني منها المهاجرون في كثير من الأحيان.
وقالت بوب، وهي أول امرأة تدير المنظمة الدولية للهجرة، في مؤتمر صحافي في جنيف، إنّ "الدليل على أنّ الهجرة تفيد الاقتصادات بالفعل أمر لا جدل فيه".
ورداً على المواقف المناهِضة للمهاجرين من جانب العديد من القادة السياسيين في أمريكا وأوروبا، اعتبرت أنّ الهجرة تشجّع الابتكار، وتوفّر العمالة، وتشارك في ضخّ الحياة في المجتمعات التي تشيخ.
وتابعت "هناك حاجة ماسة لأفكار جديدة للحصول على قوة عاملة مستدامة"، مضيفة أنّ الهجرات كانت "أكثر الطرق وضوحاً" للاستجابة.
وشدّدت على ضرورة "الاستثمار في التدريب المهني" من أجل التوفيق بين العرض والطلب في سوق العمل، لا سيما من خلال الاعتماد على جمع البيانات.
ويعد هذا الأمر أداة مفيدة جداً في مواجهة "التحدّي" المتمثّل في تغيّر المناخ، والذي قد يؤدّي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان. وأوضحت أنّ هذه البيانات ستجعل من الممكن تحقيق الاستقرار في المجتمعات المهدّدة أو إعدادها لمستقبل في مكان آخر، من خلال التدريب المناسب.
قلقة من أن تصبح الوفاة في المتوسط " أمرا طبيعيا"
وعبرت إيمي بوب، المستشارة السابقة للبيت الأبيض، عن قلقها من أن وفاة المهاجرين واللاجئين في البحر "أصبحت أمرا طبيعيا وأن الناس تعتبر أن هذا هو مجرد ثمن انتقال الإنسان". وأضافت "إذا كنا سنمنع الناس حقا من عبور البحر المتوسط على متن قوارب متهالكة والموت أثناء قيامهم بذلك، علينا أن نتعامل مع الوضع بشكل أكثر شمولا".
وقالت بوب إن رحلتها الأولى ستكون إلى شرق أفريقيا للقاء، لتسليط الضوء على حجم الهجرة في النصف الجنوبي والتي غالبا ما ينجم عنها مصرع مهاجرين في البحر المتوسط. وستزور بعد ذلك بروكسل للقاء المفوضية الأوروبية، في وقت يتعرض فيه الاتحاد الأوروبي لاختبار بسبب أزمة المهاجرين الذين يصلون بالآلاف إلى إيطاليا منذ أسابيع.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو