مسؤول عسكري بريطاني: خطر قيام حرب بين الغرب وروسيا يتصاعد
١٣ نوفمبر ٢٠٢١
حذر رئيس أركان الجيش البريطاني من أن خطر تصاعد حدة التوتر بين الغرب وروسيا أصبح أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. وأكد المسؤول البريطاني أن الحكام "السلطويين" مستعدون لاستخدام أي وسيلة لديهم لتحقيق أغراضهم.
إعلان
قال رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال نيكولاس كارتر إن هناك مخاطر، أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، تنذر بنشوب حرب بين الغرب وروسيا، نظراً لغياب العديد من الأدوات الدبلوماسية التقليدية.
وصرح كارتر لإذاعة تايمز في مقابلة تُذاع غدا الأحد(13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021) بأن خطر تصاعد حدة التوتر أصبح أكبر في العصر الجديد "لعالم متعدد الأقطاب"، حيث تتنافس الحكومات لأهداف متباينة ومصالح مختلفة.
وتصاعد التوتر في شرق أوروبا في الأسابيع الماضية بعد اتهام الاتحاد الأوروبي روسيا البيضاء بنقل الآلاف من المهاجرين جوا لخلق أزمة إنسانية على الحدود مع بولندا العضو في الاتحاد، في نزاع يهدد بجر روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى مواجهة.
وقال كارتر إن الحكام "السلطويين" مستعدون لاستخدام أي وسيلة لديهم، مثل المهاجرين أو زيادة أسعار الغاز أو القوى التي تعمل بالوكالة أو عمليات التسلل الإلكتروني لتحقيق أغراضهم، وأضاف أن "طبيعة الحرب تغيرت".
وتابع أنه في أعقاب العالم ثنائي القطب في حقبة الحرب الباردة وعالم الهيمنة الأمريكية أحادي القطب، يواجه الدبلوماسيون الآن عالما متعدد الأقطاب وأكثر تعقيدا، مضيفا أن "الأدوات والآليات الدبلوماسية التقليدية" خلال حقبة الحرب الباردة لم تعد متاحة.
واستكمل "بدون هذه الأدوات والآليات، ثمة خطر أكبر بأن يؤدي هذا التصعيد أو ذاك إلى حسابات خاطئة". وقال "لذلك اعتقد أن هذا هو التحدي الحقيقي الذي علينا مواجهته".
غضب روسي
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بدعم استخدام طائرات بدون طيار في منطقة الصراع في أوكرانيا، وقال إن تدريباتها البحرية الجديدة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البحر الأسود قد تساهم في زيادة التوترات في المنطقة.
واستخدمت أوكرانيا مؤخراً طائرة مسيرة تركية الصنع للمرة الأولى خلال الصراع القائم منذ سبع سنوات مع الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا رداً على "ضربة مميتة"، وفقا لما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء.
وأدت الحرب التي شبت بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الاضطرابات في شرق أوكرانيا إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
وأشار بوتين إلى أن استخدام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للطائرات المسيرة ينتهك اتفاقيات مينسك وغيرها من الاتفاقيات التي تحظر الطيران في منطقة الصراع، مضيفاً أنه في المقابل قالت "أوروبا شيئا مبهما وحتى أكدته الولايات المتحدة ويقول المسؤولون في أوكرانيا صراحة إنهم يستخدمونها (الطائرات المسيرة) وسوف يستخدمونها أكثر".
ونفت أوكرانيا انتهاك اتفاقيات السلام قائلة إن الطائرات المسيرة تستخدم بشكل دفاعي .
وعلى صعيد آخر، حذر بوتين من خطورة إجراء حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورات عسكرية غير مقررة في البحر الأسود.
وقال بوتين، في حوار مع قناة "روسيا24-" نشر اليوم "تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو الآن مناورات غير مقررة - وبودي التشديد على أنها غير مقررة - في حوض البحر الأسود، وذلك ليس فقط بتشكيل مجموعة سفن قوية إلى حد كبير، بل وباستخدام الطيران، منها الطيران الاستراتيجي، ويمثل ذلك تحديا خطيرا لنا".
ع.ح./هـ.د. (رويترز، د ب أ)
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
في كل سنة تحيي روسيا باستعراض عسكري ضخم الانتصار على ألمانيا النازية. وهذه المرة يُراد أن يكون الحفل الأكبر من نوعه عبر كل الأزمنة ـ لكن هذا التطلع كان موجودا أيضا في استعراضات أخرى.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
صورة من: Imago Images
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
صورة من: Imago Images
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
صورة من: Imago Images
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
صورة من: Imago Images/UPI
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
صورة من: Imago Images
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
صورة من: Imago Images
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
صورة من: picture-alliance/Russian Look/D. Golubovich
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Kudryavtsev
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
صورة من: Reuters/A. Druzhinin
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.