رئيس أساقفة طنجة يدعو أوروبا لفتح أبوابها أمام الفقراء
١٦ أغسطس ٢٠١٨
بعد أن كان المهاجرون يتحركون دون إزعاج نسبيا بشمال المغرب تدهورت أوضاعهم ولم يعودوا آمنين ويعانون الجوع ويتم اضطهادهم، حسب ما قال رئيس أساقفة طنجه. واتهم رجل الدين دول الاتحاد الأوروبي بالفشل السياسي وغياب سياسة الهجرة.
إعلان
أعرب رئيس أساقفة طنجة، سانتياغو أغريلو (76 عاما)، عن قلقه بشأن وضع المهاجرين في المغرب، الذين يسعون للوصول إلى أوروبا. وقال رجل الدين الفرنسيسكاني الإسباني اليوم الخميس (16 آب/ أغسطس 2018) في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية (KNA): "هنا تدهور الوضع بشكل كبير، خاصة في الأسابيع الأخيرة".
وأضاف الأسقف أغريلو: "في الماضي، كان يمكن للمهاجرين أن يتحركوا دون إزعاج نسبي، في مدن مثل طنجة أو في الغابات المحيطة بالجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية"، متابعاً، "كانت هناك درجة معينة من الحماية أما الآن فيحاصرون ويضطهدون ويعانون من الجوع والبرد".
وقال أغريلو إنه كانت هناك موجة من الاعتقالات في الأيام الأخيرة، موضحا: "يتم إجلاء الناس من الشوارع، ولم يعودوا آمنين في الغابات. حتى في المنازل والشقق حيث يتم إيواؤهم، تكون هناك حملات مداهمات" أيضاً.
وهناك الآلاف من أبريشيته متضررون حيث يتم أخذهم من الساحل (بشمال المغرب) إلى جنوب المغرب "يحدث ذلك مع الكثير من العنف. هناك جرحى ولا توجد معلومات رسمية، إنه وضع لا يمكن تحمله"، يؤكد رئيس أساقفة طنجة.
واتهم سانتياغو أغريلو دول الاتحاد الأوروبي بالفشل السياسي: فالمهاجرون لا يشكلون تهديدًا لأي أحد وإبعادهم ببساطة عند الحدود، ليست سياسة للهجرة"، حسب ما ذكر لوكالة الأنباء الكاثوليكية.
ويرى أغريلو أنه "لسوء الحظ، تشير الأدلة إلى أن "العنصرية الكامنة تنتشر حاليًا في أوروبا"، ويقول إن النتيجة هي "إيديولوجية الرفض". ويؤكد رجل الدين المسيحي أنه "صحيح لدول الاتحاد الأوروبي الحق في السيطرة على حدودها، لكن هذا لا يعني أنه مسموح لها بغلقها في وجه الفقراء".
ص.ش/ع.غ (ك ن أ)
مهاجرون أفارقة عالقون في المغرب وعيونهم معلقة على أوروبا
هي معاناة مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى أرادوا أن يكون المغرب ممراً إلى الفردوس الأوروبي. إلا أنه ما لبث أن أضحى مقراً لهم. ولم يجدوا أمامهم غير الجبال لتأويهم والسماء لتزيدهم برداً في فصل الشتاء القاسي.
صورة من: Ayadi Motadamina
حلم موؤد
أحلام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى تنهار مجرد وصولهم إلى المغرب. فالحدود المغربية الإسبانية، ومعبر سبتة ومليلية، تحول دون بلوغهم "الجنة": أوروبا.
صورة من: DW/Ilham Talbi
الجبال والغابات مأواهم
بعد صدمة الواقع المرير، يجد المهاجرون أنفسهم بعيدين عن الفردوس الأوربي وبدون منازل تأويهم. فيتجهون نحو الجبال والغابات في المغرب، ليصنعوا لأنفسهم مأوى في انتظار الفرج. ويعتبر جبل "غوروغو" بالناظور/ شمال المغرب، واحداً من الأمكنة التي يقطن فيها المهاجرون الأفارقة نظراً لقربه الجغرافي من مليلية.
صورة من: DW/Ilham Talbi
بطالة وعوز
الكثير من الشباب المهاجر يعلق بالمغرب والقليل جداً يفلح في الوصول بطريقة ما إلى أوروبا. معظم الشباب يعاني من بطالة وفقر مدقع. ويزيد الوضع سوءاً عدم أخذ ذلك بالحسبان؛ إذ قد يبقى البعض عالقاً في المغرب لمدة قد تتجاوز السنة بلا نقود.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
نساء يذقن الأمرّين
معظم النساء المهاجرات لا يأتين وحيدات. بل برفقة أطفالهن وأحياناً كثيرة يرافقن أزواجهن. هن الأخريات يعانين من غياب مأوى يقيهن شر البرد والتحرش والتعنيف.
صورة من: DW/Ilham Talbi
أطفال يتضورون جوعاً
تأمين الأكل والشرب للأطفال هو الشغل الشاغل للمهاجرات من الأمهات. فبعد أن تأكدن من صعوبة العبور إلى وجهتهن الأولى يبقين في مصارعة مع ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط شروط العيش.
صورة من: DW/Ilham Talbi
المرض بالمرصد
الشباب القادم من دول جنوب الصحراء لا يحمل في جعبته غير حقيبة صغيرة للملابس، وأخرى كبيرة خيالية مليئة بالأحلام الوردية. يعجز البعض عن إكمال الطريق إلى أوروبا نتيجة الوقوع فريسة للمرض.
صورة من: Ayadi Motadamina
المجتمع المدني والحكومة يفعلان ما بوسعهما
مساعدة المهاجرين لا تقف عند مدهم بالأكل والشرب بل تتعداها إلى أمور أخرى: الخدمات الصحية، والسكن، والإدماج في المجتمع. حيث تعمل جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب الحكومة، لإنقاذ المهاجرين من وطأة الغربة والبطالة والمرض. وتعتبر "ماما حاجة" واحدة من النساء اللواتي كرسن حياتهم للعناية بصحة هؤلاء المهاجرين. إعداد مريم مرغيش