رئيس ألماني سابق: يجب مواجهة عداء السامية "الألماني والعربي"
علي المخلافي د ب أ
٨ نوفمبر ٢٠٢٥
في حديث انتقد فيه اليمين المتطرف الإسرائيلي وطريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة، دعا الرئيس الألماني السابق يوأخيم غاوك لمواجهة حازمة لمعاداة السامية "سواء اليمينية أو اليسارية في ألمانيا أو القادمة من العالم العربي".
قال الرئيس الألماني السابق يوأخيم غاوك: "ما تم إهماله لفترة طويلة هو التعامل مع معاداة السامية القادمة مثلا من العالم العربي".صورة من: Stephanie Englert/DW
إعلان
دعا الرئيس الألماني السابق يوأخيم غاوك إلى تكثيف الجهود لمكافحة معاداة السامية، بما في ذلك تلك "النابعة من العالم العربي أو من التيارات اليسارية السياسية الألمانية"، مضيفاً: "لدينا منذ عقود ردود فعل دفاعية ضد اليمين"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، عشية ذكرى الـ9 من نوفمبر ليلة ملاحقة اليهود في ألمانيا النارية عام 1938 المعروفة بمجزرة ليلة البلور (أو ليلة الكرستال أو ليلة الزجاج المكسور).
وقال غاوك لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: "لدينا منذ عقود ردود فعل دفاعية ضد اليمين - وهذا أمر جيد... ما تم إهماله لفترة طويلة هو التعامل مع معاداة السامية القادمة مثلا من العالم العربي، حيث يمكن أن يكون من الطبيعي تماما أن ينشأ المرء على أفكار معادية للسامية"، مشيرا إلى أن البعض يواجهون صعوبة في الحديث عن معاداة السامية اليسارية في ألمانيا. وأضاف: "بغض النظر عن مصدر معاداة السامية ومعاداة البشر: نحن بحاجة إلى مزيد من الحزم في حماية كرامة الإنسان".
غاوك ينتقد طريقة تعامل إسرائيل مع حرب غزة
وفي الوقت نفسه، وجه غاوك انتقادات لطريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة، وقال: "بالطبع كان من المبرر أن تدافع إسرائيل عن نفسها بعد الهجمات القاتلة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن أسلوب الحرب تجاوز الحد الذي يمكنني قبوله"، مشيرا إلى أنه كان يود زيارة أصدقاء في إسرائيل.
إعلان
ولكنه أضاف: "لكن الأحزاب اليمينية (الإسرائيلية) التي يعتمد عليها (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، والتي تتبنى نظرة متعجرفة تجاه الشعب الفلسطيني، تثير لدي نفورا لدرجة تجعلني سعيدا لأنني لست مضطرا للسفر إلى هناك".
وفيما يتعلق بمطالب استبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، اعتبر غاوك ذلك أمرا خاطئا على غرار مقاطعة العلماء والفنانين الإسرائيليين، وقال: "أرى أن هذه استراتيجية خاطئة، خاصة أن العديد من المتضررين يعارضون سياسة نتنياهو".
ألمانيا تحيي الذكرى الخامسة والسبعين لليلة البلور
03:05
This browser does not support the video element.
ذكرى ليلة ملاحقة اليهود في ألمانيا النارية
من جانبه، حذر وزير الدولة الألماني للثقافة، فولفغانغ فايمر، من عودة تصاعد معاداة السامية في ألمانيا وأوروبا، وذلك قبيل الذكرى السنوية لمجزرة الـ9 من نوفمبر "ليلة البلور" (ليلة الكرستالأو ليلة الزجاج المكسور) عام 1938، التي وقعت في ألمانيا النازية، والتي توافق ذكراها غدا الأحد (التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025).
وقال فايمر في بيان له: "إن ليلة المجزرة في التاسع من نوفمبر عام 1938 كانت جريمة همجية تُلزمنا بالمسؤولية حتى يومنا هذا"، وأضاف: "لقد أظهرت تلك الليلة إلى أين يمكن أن تقودنا الكراهية واللامبالاة، عندما تُفقَد قيم الإنسانية والحرية".
وتحدث فايمر عن الوضع في ألمانيا اليوم قائلاً: "معاداة السامية ليست ظلاً من الماضي، بل هي تشتعل من جديد في ضوء حاضرنا الساطع". وأوضح أنه عندما يضطر الأطفال اليهود للذهاب إلى المدارس تحت حماية الشرطة، وتُحرس المعابد اليهودية، وتُخفى نجمة داوود، فإن ذلك يشكّل "صرخة – ليست فقط من الخوف، بل صرخة في وجه ضميرنا".
وفي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1938، أُحرِقت المعابد اليهودية في أنحاء ألمانيا، وتعرضت المتاجر المملوكة لليهود للنهب والتدمير، وتم الاعتداء على اليهود واعتقالهم وقتلهم بشكل عشوائي.
ودعا فايمر إلى أن تُفهم فعاليات إحياء الذكرى على أنها رمز للتضامن، مشدداً على أن تذكر ضحايا ليلة المجزرة هو أيضاً التزام بمجتمع منفتح، متنوع وديمقراطي".
رؤساء ألمانيا ـ من تيودور هويس إلى شتاينماير
تداول على كرسي رئاسة جمهورية ألمانيا الاتحادية منذ تأسيسها عام 1949، 12 رئيسا لعب كل منهم أدوارا مختلفة في إطار ما يسمح به الدستور لمن يتبوأ هذا المنصب الشرفي إلى حد كبير. فيما يلي لمحة عن هؤلاء الرؤساء.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
إعادة انتخاب شتاينماير لولاية ثانية بأغلبية كبيرة
أعيد انتخاب الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير لشغل ولاية ثانية في منصب الرئيس الاتحادي بأغلبية كبيرة، إذ حصل على 1045 صوتا من إجمالي 1437 صوتا أي بنسبة تأييد قاربت 73%. وكانت أحزاب الائتلاف الحاكم في برلين (الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) أعلنت تأييدها لشتاينماير بالإضافة إلى حزبي التحالف المسيحي المعارض.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
شخصية معروفة في المشهد السياسي الألماني
شتاينماير ليس شخصية جديدة على المشهد السياسي الألماني، فقد كان لأكثر من 20 عاما لاعباً أساسيا فيها. وتقلد عدة مناصب كان آخرها منصب وزير الخارجية. وقبل ذلك تولى مناصب سياسة عدة، فقد كان وزير مكتب المستشارية في عهد المستشار الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر. وتولى رئاسة كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان (البوندستاغ)، كما أنه ترشح لمنصب المستشارية لمنافسة ميركل، لكنه لم يفز بهذا المنصب.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
انتخاب شتاينماير لمنصب الرئيس
اُنتخب السياسي المخضرم فرانك ـ فالتر شتاينماير رئيساً لألمانيا في شباط/فبراير 2017. خلفا ليوأخيم غاوك. وقد رُشِح شتاينماير لهذا المنصب من قبل حزبه، الاشتراكي الديمقراطي، والاتحاد الديمقراطي المسيحي، ورديفه الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Markus Schreiber
يواخيم غاوك (2012 -2017): القس والناشط السياسي
يواخيم غاوك هو الرئيس الحادي عشر لجمهورية ألمانيا الاتحادية، كان قبل ذلك قساً إنجيلياً، وعمل كممثل للحكومة الألمانية في الكشف عن وثائق جهاز أمن الدولة "شتازي" في ألمانيا الشرقية السابقة. اختار المجمع الاتحادي الألماني في 18 مارس/ آذار 2012 الناشط السياسي المستقل يواخيم غاوك رئيساً لجمهورية ألمانيا الاتحادية بأغلبية كبيرة، ليخلف الرئيس كريستيان فولف في المنصب بعد أن استقال الأخير.
صورة من: Getty Images
كريستيان فولف (2010-2012): أصغر رئيس
تم انتخاب فولف في 30 يونيو 2010 رئيسا لألمانيا بعد الاستقالة المفاجئة لهورست كولر، ليصبح بذلك أصغر رئيس لألمانيا الحديثة، إذ تولى المنصب وعمره 51 عاما. لكن صورة فولف بدأت تهتز بعد نشر تقرير صحفي حول حصوله على قروض ميسرة من رجال أعمال مقربين منه خلال فترة توليه رئاسة حكومة ساكسونيا السفلى. فاستقال من منصبه في فبراير 2012، ليصبح صاحب أقصر مدة رئاسة في ألمانيا، لكن المحكمة برأته بعد ذلك.
صورة من: Getty Images
هورست كولر (2004-2010): رجل الاقتصاد
كان هورست كولر قبل توليه الرئاسة رئيسا لصندوق النقد الدولي وعضوا بالحزب المسيحي الديمقراطي. ويعد كولر أول رئيس ألماني يصل إلى الرئاسة بعيدا عن المؤسسة السياسية، لكنه تدخل بقوة في الشئون السياسية. قدم استقالته من منصبه بعد انتقادات حادة له بسبب تصريحات له في أفغانستان، ربط فيها بين مهمة القوات الألمانية في الخارج ومصالح ألمانيا الاقتصادية والعسكرية. ويعد أول رئيس ألماني يستقيل من هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يوهانس راو (1999-2004): صاحب شعار "التآخي بدلاًمن الانقسام"
كان يوهانس راو يتولى على مدى عشرين عاما منصب رئيس وزراء ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا قبل توليه رئاسة ألمانيا، وراهن على شعار "التآخي بدلا من الانقسام" في إقناع الألمان بالتعاون مع الأجانب الذين يعيشون في ألمانيا. وتوجه للإسرائيليين بكلمة بالألمانية في الكنيست يرجوهم مسامحة الألمان على ما فعلوه باليهود. وبعيدا عن السياسة، عرف بحبه لسرد القصص الغريبة والمواقف الفكاهية. توفي عام 2006 عن 74 عاما.
صورة من: AP
رومان هيرتسوغ (1994-1999):الخطيب الصريح
عرف رومان هيرتسوغ، الذي كان يترأس المحكمة الدستورية العليا، بخطاباته ذات اللّهجة الصريحة والمؤثرة، فمازال خطابه "التاريخي" الذي ألقاه في برلين عام 1997 ماثلا في أذهان الكثير من الألمان، وهي الكلمة التي أراد بها هيرتسوغ تحفيز شعبه. كما كان هيرتسوغ من ضمن من أدركوا مبكرا على صعيد السياسية الخارجية ضرورة "الحوار بين الثقافات".
صورة من: AP
ريتشارد فون فايتسكر (1984-1994): ضمير الأمة
عرف ريتشارد فون فايتسكر، الذي كان ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي ويشغل منصب عمدة برلين، بقدرته على التأثير على المناخ السياسي في ألمانيا من خلال خطبه السياسية بشكل لم يسبقه إليه أي رئيس. وكان يوصف بأنه بمثابة "ضمير الأمة"، وظل يذكر الألمان بذنبهم التاريخي، كما كان دائم الانتقاد لظهور الحركات اليمينية المتطرفة. وحث مواطنيه عقب إعادة توحدي البلاد على أن يتعلموا تقاسم ما يمتلكونه مع بعضهم البعض.
صورة من: Bundesregierung/Richard Schulze-Vorberg
كارل كارستنس (1979-1984): الرئيس المتجول
عرف كارل كارستنس بولعه الشديد بالتجول كما عرف بتمسكه بالتقاليد ودفاعه عن الفضيلة. وعلى الصعيد السياسي، واجه كارستنس، الذي كان ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، معارضة كبيرة من قبل الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والليبرالي وذلك نظرا لأنّه كان عضوا سابقا في حزب العمل القومي الاشتراكي الألماني، أو ما يعرف بالحزب النازي. توفي كارستنس عام 1992 في مدينة بون عن سن يناهز 78 عاما.
صورة من: AP
فالتر شيل (1974-1979): رجل المرح والمواقف السياسية
كان فالتر شيل ثاني رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي الحر (الحزب الليبرالي). عرف عنه أنه كان يميل للفكاهة والمرح، لم ير غضاضة في الظهور وهو يغني في أحد البرامج التلفزيونية قبل توليه الرئاسة. لكنه اتصف في الوقت نفسه بالحزم وبحدة لهجة انتقاداته تجاه المتعاطفين مع الإرهابيين ومساعديهم خلال فترة "الخريف الألماني". وفشل شيل في الحصول على فترة رئاسية ثانية لتغير موازين الأغلبية السياسية في البلاد.
صورة من: picture alliance/dpa
غوستاف هاينيمان (1969-1974): مهندس الأسس الديمقراطية
كان غوستاف هاينيمان أول رئيس لألمانيا ينتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي، كان يشغل منصب وزير العدل، وساعده الحزب الليبرالي في الحصول على الأغلبية الكافية لتولي الرئاسة، تمهيدا لتشكيل حكومة ائتلافية من الاشتراكيين والليبراليين. عرف هاينيمان بالعمل من أجل السلام وبجهوده المكثفة لتوطيد دعائم الديمقراطية. تخلى عام 1974 عن إعادة ترشيح نفسه لمنصب الرئيس ثم توفي بعدها بعامين في السادسة والسبعين من عمره.
صورة من: picture-alliance/dpa
هاينريش لوبكه (1959-1969): الرجل العنيد
تولّى هاينريش لوبكه رئاسة ألمانيا لفترتين متتاليتين من عام 1959 حتى عام 1969، وكان عضوا في الحزب المسيحي الديمقراطي كما تولى منصب وزير الزراعة. وصف لوبكه بأنه رجل عنيد وشديد الحرص على التزاماته، وساهم في إخراج ألمانيا شيئا فشيئا من عزلتها وأقام علاقات طيبة مع عدد من دول العالم الثالث، خاصة في إفريقيا، من خلال زياراته المتعددة والكثيرة لها. وفي عام 1972 توفي لوبكه في بون عن عمر يناهز 78 عاما.
صورة من: AP
تيودور هويس (1949-1959): أول رئيس لألمانيا الاتحادية
كان أول رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادي عقب تأسيسها عام 1949 واستمر في المنصب لـ 10 سنوات. ووضع لمساته على كثير من أسس الدستور الألماني. ساهم هويس، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر، في تحسين صورة الألمان في الخارج عقب الحرب العالمية الثانية، فحظي بشعبية كبيرة داخليا، حيث أعيد انتخابه رئيسا للبلاد عام 1954 بنسبة 88.2 بالمائة من أصوات المجمع الانتخابي الاتحادي. توفي عام 1963 عن عمر يناهز ثمانين عاما.