في الوقت الذي أكدت فيه المفوضية الأوروبية أن تركيا أوفت بالتزاماتها القانونية المتعتلقة باستعادة لاجئين من اليونان، حذر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس من "تسويات فاسدة" مع تركيا في أزمة اللاجئين.
إعلان
حذر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس من "تسويات فاسدة" مع تركيا في أزمة اللاجئين، وقال اليوم الاثنين (الثالث من أبريل/ نيسان 2016) في برلين إنه يتعين الاعتراف بأنه لا يوجد حل للأزمة بدون تركيا، مضيفاً في المقابل: "هذا لا يعني أننا مستعدون لتقديم تنزيلات على قيمنا. بالتأكيد لن تكون هناك تساهلات مع تركيا في قضايا محورية، سواء في حرية الإعلام أو في حماية الأقليات".
وفي الوقت نفسه، وصف شولتس تركيا بأنها "شريك جدير بالثقة" في أزمة اللاجئين، مضيفاً بالقول إنه يتعين عليها كمرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أن تنأى بنفسها عن قضايا حرجة. وذكر شولتس أن قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي تم خلالها إبرام اتفاقية مع تركيا لاستعادة اللاجئين من اليونان، حققت نقلة نوعية، موضحاً أنه تم لأول مرة منذ فترة طويلة استشعار وجود إرادة سياسية للتوصل إلى حل أوروبي مشترك. وفي الوقت نفسه ذكر شولتس أنه لا يمكن الحكم على مدى فعالية الاتفاقية على المستوى العملي في اليوم الأول من تطبيقها.
وفي نفس السياق، أكدت المفوضية الأوروبية اليوم أن تركيا أوفت بالتزاماتها القانونية المتعلقة باستعادة مهاجرين من اليونان بموجب خطة مثيرة للجدل للاتحاد الأوروبي لوقف طريق لتهريب البشر عبر بحر إيجه. ورد متحدث باسم المفوضية على سؤال عما إذا كانت تركيا أوفت بجميع التزاماتها فيما يتعلق بأول زوارق مهاجرين تصل اليوم الاثنين قائلا "نعم".
تجدر الإشارة إلى أنه تم إعادة نحو 200 مهاجر على متن سفن من جزر يونانية إلى تركيا اليوم الاثنين، وذلك عقب دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، حيث أعادت ثلاث سفن تركية صباح اليوم المهاجرين من جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين. وأعطت للشرطة اليونانية ارقاماً مختلفة بعض الشيء، واعلنت ترحيل 136 شخصاً هم 125 باكستانياً واربعة سريلانكيين وثلاثة من بنغلادش واثنان من الهند واثنان من سوريا.
وتجمع بعض الاشخاص قرب المرفأ للتعبير عن تعاطفهم، فيما رفعت لافتة على شرفة فندق قبالة المرفأ كتب عليها "تركيا ليست آمنة". إلا أن العملية تمت "بهدوء وانتظام"، كما ذكرت ايوا مونكور، المتحدثة باسم وكالة "فرونتكس" لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والتي تقوم بالعملية.
ويبدو أن أعدادا كبيرة من المهاجرين اختارت طلب اللجوء في اللحظة الاخيرة، لأن الاتفاق يقضي بالتدقيق الفردي في كل حالة، وبالاستئناف في حال رفض السلطات هذا اللجوء، ما يؤخر احتمال ترحيلهم. ويقول المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في لبسبوس بوريس شيركوف إن "أكثر من ألفي شخص أعلنوا أنهم يرغبون في طلب اللجوء، ويتعين على أجهزة اللجوء اليونانية إعداد آلية تتسم بالمصداقية".
وأثارت العملية قلقاً كبيراً لدى المدافعين عن حقوق الإنسان. وأعرب المستشار الخاص للأمم المتحدة حول الهجرة بيتر سوزرلاند عن تخوفه السبت من عمليات "ابعاد جماعية لا تأخذ في الاعتبار الحقوق الفردية للذين يؤكدون أنهم لاجئون"، كما تظاهر المئات ضد عملية الترحيل.
س.ك/ ع.غ (د.ب.أ، رويترز، أ.ف.ب)
كيف يعيش اللاجئون حول العالم؟
أزمة اللاجئين المتفاقمة تطرح تحديات كبرى أمام قادة العالم، إذ باتت البلدان بحاجة إلى تغيير استراتيجياتها بما يناسب آلاف اللاجئين المتدفقين. DW تكشف في هذه السلسلة المصورة ما تعنيه الحياة في مخيمات اللاجئين حول العالم.
صورة من: picture-alliance/AP/R, Adayleh
تبلغ الطفلة الكردية العراقية تينا من العمر ثلاثة أعوام وتجلس في مأوى خشبي بمخيم غرانده سينته. أغلب هؤلاء المهاجرين هنا أكراد من العراق عاشوا أوضاعاً مروعة في مخيمات إيواء مؤقتة بكاليه، بينهم نحو 60 أمرأة ونحو 74 طفلاً.
صورة من: Reuters/P. Rossignol
بالقرب من مدينة دنكرك، أقامت فرنسا مركز إيواء بمنطقة غرانده سينته، ليصبح أول مخيم لاجئين فرنسي مطابق للمعايير الدولية. منظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية أنشأت 200 مأوى متنقل من أصل 375 خطط لبنائها لتأوي نحو 2500 لاجئ.
صورة من: Reuters/P. Rossignol
معلمة في صف بمخيم صحراوي في منطقة بوجدير تندوف جنوب الجزائر. المخيمات الخمس المقامة هناك تؤوي نحو 165 ألف لاجئ صحراوي. على جدار المركز النسوي في المخيم يقرأ المرء "إذا كان الحاضر صراعاً، فإن المستقبل لنا".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
رجل صحراوي يعيد بناء بيته الذي دمرته فيضانات في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. البيت هو جزء من مخيم السمره للاجئين، وسكانه يستخدمون بطاريات السيارات للحصول على الطاقة الكهربائية ليلاً، ويعيشون على المساعدات الإنسانية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
فتاة تنظر من مدخل الخيمة إلى جموع اللاجئين العالقين على الحدود بين اليونان ومقدونيا بانتظار العبور. المشهد قرب قرية إيدوميني اليونانية.
صورة من: Reuters/A. Avramidis
أطفال يتحلّقون حول رجل يعرض عليهم تسالي في مخيم قرية إيدوميني اليونانية. الأطباء يحذرون من تفاقم الأوضاع في المخيم لدرجة باتت تشكل خطراً على الأطفال فيه، لاسيما وأن هذا المخيم المؤقت بات مكتظاً بالعابرين.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
لاجئ سوري يسير بين صفوف الخيام بمخيم سوروك في تركيا، الذي يأوي نحو 2.7 مليون لاجئ! ورغم تأكيدات أنقرة، ما زال عمل اللاجئين السوريين محظوراً في تركيا، وهو ما يفاقم معاناة الشباب منهم بشكل خاص.
صورة من: Getty Images/C. Court
أطفال اللاجئين الأفغان في صف بمدرسة في مخيم كالابات في باكستان. موظفو الأمم المتحدة دعو السلطات الباكستانية لإنهاء معاناة 2.5 مليون أفغاني يعيشون بصفة لاجئين في المخيم دون أن يحسم وضعهم منذ سنوات.
صورة من: Reuters/C. Firouz
طالبو لجوء من إريتريا يستريحون في مركز إيواء مؤقت يعرف باسم مخيم "وادي شريفي" ويقع في شمال شرق السودان. الصورة التقطت أثناء زيارة وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي إلى المخيم.
صورة من: Reuters/M. N. Abdallah
طفل سوري لاجئ يلعب بإطار سيارة في مخيم الزعتري بمنطقة المفرق في الأردن. أقيم المخيم عام 2012 لاستقبال السوريين الفارين من الحرب الأهلية في بلدهم والمستعرة منذ أعوام. يقدر عدد سكان المخيم اليوم بنحو 83 ألف لاجئ.