شويبله: الدولة لا تستطيع تعويض كافة خسائر أزمة كورونا
٢ مايو ٢٠٢٠
أكد رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ) فولفغانغ شويبله أن الدولة لا يمكنها تعويض كافة الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا، منوها بأن الأمور لن تعود جميعها إلى سابق عهدها قبل ظهور الأزمة.
وأضاف: "في النهاية، لا يمكننا الإنفاق على المساعدات والإعانات الاجتماعية إلا بقدر ما تم الحصول عليه من أرباح".
وقال شويبله: "أعتقد أنه سيكون هناك زخم قوي باتجاه الرقمنة. هذا سيساعدنا في تجاوز التباطؤ الحالي في هذا المجال (...) اقتصاد السوق الاجتماعي سيحافظ على وجوده في هذه الأزمة أيضا". وأكد رئيس البرلمان الألماني أن الأمور لن تعود جميعها إلى سابق عهدها قبل الأزمة.
وأشار شويبله إلى المبالغة في تقدير بعض الأمور في الماضي، وقال: "سيتعين علينا تصحيح ذلك"، وضرب مثالا على ذلك باستغلال الأراضي وتراجع التنوع البيولوجي وتغير المناخ، وقال: "إذا كنا نريد إنعاش الاقتصاد، فلا ينبغي لنا أن نقول الآن إنه لا يجب أخذ تغير المناخ على محمل الجد بعد الآن".
وأعرب شويبله عن دعمه للمستشارة أنغيلا ميركل وتحذيرها من التعجل في تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة في إطار تدابير الحد من تفشي الوباء، وقال: "أحيانا يكون هناك تنافس في المزايدة. في البداية كان يدور الأمر حول من يقترح الإجراءات الأشد تقييدا، والآن يجب أن نكون حريصين على عدم السير في الاتجاه المعاكس".
ولا يرى شويبله ضعفا في البرلمان الألماني بالنظر إلى الموقف القوي للسلطة التنفيذية في أزمة كورونا. وذكر شويبله أنه أكد في البداية على أهمية أن يظل البرلمان قادرا على التصرف في كافة المواقف المحتملة، وقال: "لا غنى عن البرلمان في ديمقراطيتنا. لا ينبغي أن يؤدي الأمر إلى إلغاء ديمقراطيتنا. لقد نجحنا حتى الآن على نحو جيد للغاية، ولهذا أنا متفائل".
وارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى164 ألفا و77 حالة، حتى تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا بتوقيت وسط أوروبا، وفقا لبيانات مجمعة من جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية ووكالة "بلومبرغ" للأنباء.
وبحسب البيانات، ارتفع عدد الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بالفيروس إلى ستة آلاف و736حالة. كما ارتفعت حالات التعافي إلى 129 ألف حالة. وسجلت ألمانيا أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد قبل حوالي 13 أسبوعا.
ع.ش/ع.ج (د ب أ)
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية... ظلال ثقيلة وبداية جديدة
كبدت أزمة كورونا شركات السيارات الأوروبية خسائر جسيمة، إذ تراجعت مبيعات وأرباح بعضها بشكل حاد مثل رينو الإيطالية ودايملر الألمانية، لكن يبدو أن الأمر سيبدأ في التحسن تدريجياً. تفاصيل أوفى في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
صورة من: Imago Images/A. Hettrich
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
صورة من: Oliver Killig
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Stratenschulte
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ena
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Brinon
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد