ألمانيا- مسؤول أمني يدعو لمزيد من الحزم ضد الكراهية والتحريض
٢١ سبتمبر ٢٠٢٤
طالب رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، بتصدٍ أكثر حزما للهجمات والكراهية والتحريض، مشيرا إلى أن الساسة المحليين نادرا ما يبلغون عن الهجمات التي يتعرضون لها. وأشاد في تصريحات صحفية بالرقابة على الحدود.
إعلان
في ضوء الاستقطاب الشديد بالمجتمع، طالب رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، هولغر مونش، بتصدٍ أكثر حزماً ضد الهجمات والكراهية والتحريض، مضيفاً أن لدى جهات الادعاء العام وشركات خدمات الإنترنت الكبيرة التزامات في هذا الشأن.
وقال مونش في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية: "نرى أن الاستقطاب في تزايد مستمر، وأن المزيد من الجرائم ترتكب من الجانب اليساري"، مضيفاً أن أعضاء حزب الخضر هم الأكثر تعرضاً للهجمات، و"لكن حزب البديل من أجل ألمانيا يأتي في المركز الثاني".
وأشار مونش إلى أن الساسة المحليين نادراً ما يبلغون عن الهجمات التي يتعرضون لها، حيث تبلغ نسبة البلاغات من بين إجمالي حالات الاعتداء التي تعرضوا لها 11 بالمائة فقط. وقال: "هذا قليل للغاية. من الواضح أن هناك نقصاً في الثقة، لذلك يتعين علينا أن نرسل إشارة مفادها أن سلطات إنفاذ القانون قادرة على ملاحقة مثل هذه الجرائم بحسم".
ويرى مونش أن المحتوى الإشكالي على وسائل التواصل الاجتماعي يساهم في الدفع نحو التطرف، وقال: "لدينا هنا مخاطر على المجتمع يمكن تحديدها بوضوح. لذلك يتعين علينا فرض التزامات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتمكن مقدمو الخدمة أنفسهم من البحث عن المحتويات التي تقع تحت طائلة القانون وخطاب الكراهية والتحريض، والإبلاغ عنها وحذفها"، موضحاً أنه إذا تلقى الناس معلومات من منظور أحادي فقط، فقد تصبح وسائل التواصل الاجتماعي "مقلاعا للتطرف".
ثلاث نصائح لمواجهة خطاب الكراهية
01:35
ويعتبر مونش النتائج الحالية لما يسمى بقانون الخدمات الرقمية، والذي يلزم شركات الإنترنت الكبيرة بالإبلاغ عن المحتويات الجنائية على منصات الإنترنت، كارثية، موضحاً أن مكاتب الشرطة الجنائية لم تتلق سوى 61 بلاغاً في هذا الشأن خلال عام واحد، وقال: "يمكننا فرض أي سلوك آخر لأنه لا توجد قاعدة لفرض غرامات".
"الرقابة على الحدود فعالة ضد التهريب"
من جانب آخر، يرى رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، أن الرقابة على الحدود الوطنية الألمانية فعالة في مكافحة جرائم التهريب.
وقال مونش في تصريحاته لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية: " زاد عدد عمليات الضبط عندما فرضت الرقابة"، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة تعزيز التعاون الدولي فيما يتعلق بالتحقيقات ضد شبكات التهريب.
وقال: "يمكن أن يعزز ذلك من النجاح، خاصة وأن الشرطة الاتحادية نشطة للغاية هنا"، مشيراً إلى أنه تم العام الماضي إحصاء نحو 4 آلاف مشتبه به، أي ما يزيد بنحو الربع مقارنة بعام 2022.
وتم فرض رقابة على جميع الحدود البرية الألمانية منذ يوم الاثنين الماضي بهدف الحد من عدد الدخول غير المصرح به للمهاجرين، من بين أمور أخرى. ومن المقرر أن تستمر تلك الرقابة لمدة ستة أشهر مبدئياً.
ع.ح/ع.ج (د ب أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.