تشهد ألمانيا منذ فترة غير قصيرة نقاشا ساخنا حول الحجاب بين الموظفات لدى المؤسسات العامة في البلاد، فيما يعارض رئيس المجلس الأعلى للجالية اليهودية فكرة حظره ويعتبرها أمرا محفوفا بمشاكل كثيرة.
إعلان
في تصريح أدلى به لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الصادرة يوم الأحد (23 أبريل/ نيسان 2017)، اعتبر جوزيف شوستر فكرة منع لبس الحجاب من قبل موظفي ومستخدمي المؤسسات الحكومية والبلدية أمرا محفوفا بالمشاكل". وتابع شوستر "إضافة إلى ذلك، أعتقد أن حظر الحجاب قد لا يتناغم مع روح القانون الأساسي (الدستور الألماني).
ويرى زعيم الجالية اليهودية في ألمانيا بأنه يجوز للموظفين حمل شارات دينية، طالما لا يؤثر ذلك على قراراتهم وعلى حياديتهم في الخدمة. يذكر أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد سمحت للشركات بمنع لبس الحجاب في حال منعت الشركة عموما حمل شارات تشير إلى المعتقد الشخصي للموظفين وأن تكون أسباب قوية لمنع حمل الشارات الدينية. ولا تكفي في هذه الحالة شكوى زبون واحد لاتخاذ قرار المنع، حسب المحكمة الأوروبية.
وحول الجهود الرامية لمكافحة معاداة السامية في ألمانيا، دعا رئيس المجلس الأعلى لليهود إلى إطللاع اللاجئين المسلمين، على نحو أفضل على محرقة اليهود "هولوكوست"، وشدد في حواره "فيلت أم زونتاغ" على ضرورة "جعل اتجاهات معاداة السامية موضوعا محوريا في دورات دمج (اللاجئين)".
وأشار إلى أنه ربما يمكن تحقيق ذلك "بأن يزور المشاركون في الدورات نصب تذكاري لمعسكر اعتقال نازي أو متحف يهودي". ولكنه أكد في الوقت ذاته أن دورات الدمج محددة الوقت لا يمكنها تحقيق معجزات.
وأضاف أن الحكومة الاتحادية أنجزت الكثير في دمج اللاجئين، إلا أنه تابع "مخطئ من يعتقد أن الدمج يمكنه النجاح خلال عامين. فإذا نظرنا مثلا إلى الوراء إلى دمج المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي سابقا خلال تسعينيات القرن الماضي، فلا يمكننا سوى قول: إن الاندماج التام يستغرق جيلا كاملا أو حتى جيلين".
ح.ع.ح/و.ب (د ب أ)
الحجاب في ألمانيا...بين الاعتدال والتشدد!
أصدرت المحكمة الدستورية العليا الألمانية قراراً يعتبر الحظر العام لحجاب المُدرسات في المدارس مخالفا للدستور لأن المنع يتعارض مع الحرية الدينية. أنواع الحجاب في ألمانيا تتفاوت بين المعتدل والمتشدد. الحجاب في البوم صور.
صورة من: arturwiens.de
إلى جانب الحجاب العادي، ظهر في السنوات الأخيرة النقاب والحجاب الذي يحمل أبعاداً سياسياً ودينية متشددة خصوصاً في صفوف أتباع التيار السلفي أو المتعاطفات معه.
صورة من: picture-alliance/dpa
بالنسبة للعديد من المسلمات يبقى الحجاب رمزاً لأصولهن وجزءا من هويتهن. غير أن العديد منهن مندمجات في المجتمع الألماني ولا يحمّلن الحجاب أي رسالة سياسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
تمارس المحجبات في ألمانيا مهناً مختلفة منها التدريس. وفي الماضي منعت عدة ولايات ارتداء الحجاب في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر إظهار الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه المحجبة تدلي بصوتها في الإنتخابات البرلمانية الألمانية عام 2013. فكثير من المحجبات يصوتن في الانتخابات البرلمانية والبلدية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في المدارس الألمانية تدرس المحجبات جنباً إلى جنب مع غير المحجبات، ويشاركن في مختلف النشاطات التي تنظمها المدارس كما هو حالهن في هذه الزيارة لمقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) .
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
رغم احترام غالبية الألمان للحجاب المعتدل إلا أنهم في الغالب يجدون في النقاب استفزازاً لهم، وهذه المنقبة التي تتجول في مركز مدينة كولونيا ولاية نورد راين وستفاليا ربما استفزّ شكلها بعض الالمان.
صورة من: DW
بعض المحجبات يمارسن الأنشطة الرياضية كالسباحة بملابس سباحة خاصة بالمحجبات. وتتفاوت نظرة الألمان لذلك بين الرفض والقبول، لكن القانون لا يمنع ذلك.
صورة من: picture alliance/dpa/Rolf Haid
تخصصت بعض مصممات الأزياء في ألمانيا في تصاميم خاصة بالمحجبات، تلائم الموضة. وتمزج هذه التصاميم بين الأصالة والمعاصرة، كما هو حال هذا التصميم للمصممة بلقيس بهار سيفا.
صورة من: arturwiens.de
السياسيات الألمانيات يدركن أهمية ودلالة الحجاب في بعض الدول الإسلامية ويحرصن على احترامه . في الصورة تظهر السياسية الناشطة كلاوديا روث الزعيمة السابقة لحزب الخضر خلال إحدى زياراتها لإيران.
صورة من: Fars
تقوم مؤسسة DW بحملة دعائية لتشجيع انخراط النساء المحجبات في المدارس والجامعات . هذه الحملة التي تقودها الناشطة الألمانية من أصول تركية توتكو غوليروز تحمل شعار: شابة، مسلمة وألمانية.
صورة من: DW/T. Hasel
الرئيس الألماني يواخيم غاوك يستقبل شباباً من أصول مهاجرة ومن بينهم محجبة. فالحجاب العادي وغير المسيس لا يلقى الرفض لدى أصحاب القرار. إعداد: عبد الرحمان عمار. تحرير: ملهم الملائكة