رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا: ثمة خطر حقيقي من اليمين
٧ ديسمبر ٢٠٢٢
أعرب رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا عن اعتقاده بوجود خطر حقيقي من جانب التيار اليميني المتطرف في ضوء اتهامات الإرهاب الموجهة إلى "مواطني الرايخ"، فيما قال الرئيس الألماني إنه قلق حيال الخطط المزعومة لإسقاط الدولة.
إعلان
قال جوزيف شوستر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، اليوم الأربعاء (السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2022)، إن "الحملة الأمنية الحالية تظهر أن (مواطني الرايخ) ليس اتحادا عديم الضرر من أشخاص مشوشي الفكر بل يضم أيضا مجموعات إرهابية يمينية متطرفة".
وأضاف أن "حجم هذه الشبكة مروع، وربما كانت أفكار هؤلاء الناس مشوشة لكن خطر اليمين حقيقي"، ووجه شكره إلى الشرطة.
وكان المدعي العام الألماني بيتر فرانك أعلن في كارلسروه اليوم حبس 8 أفراد من الـ 25 فردا المشتبه في الانتماء إلى مجموعة "مواطنو الرايخ" الذين أصدر الادعاء العام أمرا باعتقالهم اليوم. ويُعْتَقَد أن المتهمين شكلوا مجموعة إرهابية كانت تسعى للإعداد لإسقاط النظام السياسي في ألمانيا.
شتاينماير يعرب عن قلقه
في هذا السياق، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن قلقه حيال الخطط المزعومة لمجموعة "مواطنو الرايخ" لإسقاط الدولة. وخلال زيارة لمدينة فرايبورغ بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، قال شتاينماير اليوم الأربعاء لمحطة "MDR" إنه لا يعرف بالتفصيل بعد ماذا لدى المحققين "غير أنه مستوى جديد".
وأضاف شتاينماير أنه في حال تأكد أنه كان هناك إعداد لجرائم إرهابية "فيجب التحرك ويجب للقانون الجنائي أن يضع حدودا"، مشيرا إلى أن ألمانيا نظام ديمقراطي ليبرالي "لكن هذه الديمقراطية الليبرالية يجب أيضا أن تكون ديمقراطية منيعة".
ورأى شتاينماير أن "قدرة الديمقراطية على الدفاع عن نفسها ستثبت عبر قيام هؤلاء الذين لديهم رأي مختلف ويرغبون في ألمانيا ليبرالية وديمقراطية ومنفتحة، بالتعبير عن آرائهم بصوت أعلى عما هو الحال في بعض الأحيان"، لافتا في هذا الصدد إلى ثقافة النقاش الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال شتاينماير إن هذه المواقع تشهد كراهية وتحريضا كل يوم "أتمنى في بعض الأحيان أن يضع المشاركون في وسائل التواصل الاجتماعي حدودا هنا ويقولوا: هذا شيء لا يمكن تحمله، لا أريد أن أقرأه فضلا عن أن أنقر عليه (بتفاعل ما)".
وكان الادعاء قد أمر اليوم باعتقال أشخاص في 11 ولاية ألمانية بالإضافة إلى إيطاليا والنمسا.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)