رئيس الوزراء التركي يروج للنظام الرئاسي لدى أتراك ألمانيا
١٨ فبراير ٢٠١٧
حضر رئيس الوزراء التركي يلديريم في ألمانيا تجمعا مؤيدا للرئيس أردوغان، روج فيه لتعديل دستوري يمنح من خلاله أردوغان سلطة أكبر بوضوح. فيما انتقد رئيس حزب الخضر "استغلال الديمقراطية في ألمانيا من دون أي إحراج".
إعلان
عقد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم اليوم السبت (18 شباط/ فبراير 2017) في ألمانيا تجمعا داعما للتعديل الدستوري الذي يرغب فيه الرئيس رجب طيب أردوغان، واعدا أمام آلاف من المناصرين بملاحقة الانقلابيين.
وقال يلديريم في ملعب في منطقة أوبَرهاوزِن غربي ألمانيا غطته وسائل الإعلام التركية التي رفعها آلاف من أنصار حزب العدالة والتنمية، الذين يؤيدون التعديل الدستوري، الذي سيُطرح للاستفتاء في 16 نيسان/ أبريل 2017: "ولى الزمن الذي كان فيه البعض يعطون دروسا لتركيا. تركيا ليست بلدا يمكن ترهيبه".
يشار إلى أنه يحق للجالية التركية في ألمانيا -وهي الأكبر في العالم خارج تركيا- المشاركة في الاستفتاء. وفي حال الموافقة عليه، ينص التعديل الدستوري على نقل السلطة التنفيذية إلى الرئيس، الأمر الذي ترفضه المعارضة التركية التي تتهم أردوغان بنزعة تسلطية وخصوصا منذ محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو 2016.
ووعد يلديريم أيضا في مداخلته بملاحقة الانقلابيين "في مخابئهم"، بحسب تعبيره. وتتهم أنقرة الداعية فتح الله غولن المقيم في منفاه الأمريكي بتدبير محاولة الانقلاب. ونفذت إثرها حملة تطهير وإقالات غير مسبوقة. من جهتها، وصفت سفيم داغديلين النائبة الألمانية عن حزب "دي لينكِه" اليساري الراديكالي هذا التجمع بأنه "حملة دعاية للديكتاتورية". وقال النائب الألماني المدافع عن البيئة جيم أوزديمير (من حزب الخضر) لصحيفة "كولنر ستاد انزايغر" المحلية: "أرى من غير المنطقي أن يستغل رئيس الوزراء التركي ديمقراطيتنا من دون أي إحراج في حين أنه وأتباعه يخفون معارضيهم خلف القضبان".
وصباحا، التقى يلديريم المستشارة أنغيلا ميركل التي أثارت قضية مراسل صحيفة "دي فيلت" دينيس يوسيل (43 عاما) الذي تحتجزه الشرطة التركية منذ الثلاثاء، على خلفية تغطيته لتسريبات القرصنة على البريد الإلكتروني الخاص بوزير الطاقة التركي. وقال شتيفن سيبرت المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية الألمانية إثر هذا الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر ميونيخ حول الأمن إن "المستشارة أكدت أن تلقي يوسيل مساعدة قنصلية أو من السفارة هو أمر أساسي (...) مع أنه يحظى بمعاملة عادلة تحترم القانون".
واتفق اليوم السبت (18 شباط/ فبراير 2017) رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم -الذى يزور ألمانيا حاليا- والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على مواصلة الحوار والتعاون في المرحلة القادمة. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء التركية، أن يلدريم التقى ميركل على مائدة الإفطار صباح اليوم السبت، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء.
من جانب آخر، مُنِع صحفي ألماني من دخول قاعة نُظم فيها لقاء مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم. وقالت إدارة تحرير الصحيفة التي يعمل الصحفي بها وهي صحيفة "تاغيستسايتونغ" الألمانية اليوم السبت إن رجال الأمن بالحزب الحاكم في تركيا (حزب العدالة والتنمية) -وهم المسؤولون عن تنظيم اللقاء- منعوه من الدخول إلى القاعة التي يعقد فيها رغم حصوله على الموافقة المسبقة.
وأشارت إدارة تحرير الصحيفة إن المنظمين ذكروا أن السبب يرجع لاعتبارات أمنية وأن هذا الأمر تم تنسيقه مع الشرطة الألمانية. غير أن الشرطة الألمانية نفت هذا الترتيب بينها وبين المنظمين. وقالت كارين غوتشالك العضو بإدارة تحرير الصحيفة "من البديهي أن منظمي اللقاء أحرار في استثناء من يرون من الدخول لأسباب أمنية، إلا أن منع مراسلنا الذي لا يستند على الأرجح إلى أي مبررات يحمل رائحة إجراء سياسي". وأضافت غوتشالك أن هذه الإعاقة للعمل الصحفي ليست مقبولة لا في تركيا ولا في ألمانيا.
ع.م/ ع.خ (أ ف ب ، د ب أ)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".