رئيس الوزراء العراقي يحذر تركيا من مغبة "اجتياح" العراق
١ نوفمبر ٢٠١٦
فيما أعلنت القوات العراقية تحقيق تقدم في معركة الموصل، عاد السجال مجددا بين أنقرة وبغداد. رئيس الوزراء العراقي حذر من مغبة ما وصفه بـ"اجتياح" العراق وذلك بعد إعلان تركيا إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة قريبة من الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان
حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا الثلاثاء (الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) من مغبة "اجتياح" العراق، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى "تفكيك تركيا"، في أعقاب قيام أنقرة بنشر قوات على الحدود مع العراق.
وجاءت تصريحات العبادي بعد إعلان مسؤولين عسكريين أتراك لوكالة فرانس برس أن قافلة عسكرية تركية تضم حوالي ثلاثين آلية تنقل خصوصا دبابات وقطع مدفعية كانت الثلاثاء في طريقها إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية.
وفي هذا السياق، قال العبادي خلال مؤتمر صحافي إن "لدينا خشية من أن يكون هناك خطوة متهورة" من جانب تركيا، مضيفا "نتمنى ألا تحصل، ليس خوفا منهم بل خوفا من التداعيات". وتابع العبادي: "لا نريد حربا مع تركيا ولا نريد مواجهة مع تركيا، لكن إذا حصلت المواجهة فنحن مستعدون لها".
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "أي اجتياح (تركي) للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا"، لأن "ليس لدى تركيا القدرة على القتال خارج حدودها"، حسب كلام المسؤول العراقي. وترغب تركيا في إشراكها بالهجوم ضد مدينة الموصل، ويتمركز مئات من الجنود الأتراك في قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل رغم معارضة بغداد، التي تعتبرهم "قوة احتلال".
واليوم دخلت قوات الجيش العراقي مدينة الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية بعد أسبوعين من بدء هجومها على المدينة الواقعة في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" منذ أكثر من عامين. كما أعلنت سيطرتها على مبنى التلفزيون في المدينة.
بدء عملية طرد "داعش" من الموصل وقلق دولي بشأن حدوث كارثة إنسانية
مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدء عملية تحرير الموصل، انطلقت القوات العراقية بالتحرك صوب ثاني أكبر مدينة عراقية احتلها تنظيم "داعش" قبل عامين. لكن المخاوف تحوم حول مصير المدنيين فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
حيدر العبادي يعلن انطلاق عملية تحرير الموصل
أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي ليلة الأحد/الاثنين انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، برفقة عدد من القادة العسكريين، دعا العبادي "أهالي مدينة الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية كما تعاون أهالي الشرقاط والقيارة".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
مرحلة اولى لعملية تحرير الموصل
يتقدم آلاف المقاتلين الأكراد الاثنين باتجاه قرى يسيطر عليها عناصر تنظيم "داعش" في شرق الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة هذه المدينة من "داعش". وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها على امن 1.5 مليون شخص هم سكان آخر معقل التنظيم الإرهابي في العراق. وأعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء "عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
أكبر عملية عسكرية منذ انسحاب الجيش الأمريكي
يُتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مقاتلي "داعش" من الموصل. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة اليوم الاثنين "أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
تنظيم "داعش" نشرت الرعب والدمار
تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على الموصل قبل عامين بث الرعب والدمار في كل مكان. ويمكن أن تتسبب معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة الجهاديين في كارثة إنسانية غير مسبوقة كما تخشى الأمم المتحدة. وقال ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ "العائلات معرضة لخطر شديد" إذ أنها قد تجد نفسها ضحية "لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
سكان الموصل في خطر
لاجئ عراقي من الموصل إلى مخيم غزالية. وقد أعلن ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في بيان "في أسوأ الأحوال، ونظرا لشدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم". وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضا للخطر.
صورة من: Birgit Svensson
قوات البيشمركة على مشارف الموصل
قالت الولايات المتحدة إنها فخورة بالوقوف مع حلفائها بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء هجوم لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش". وقال بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد "داعش" الإرهابي على تويتر إن واشنطن فخورة ببدء العملية مع حلفائها، وبينهم البيشمركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
بغداد ترفض الوجود العسكري التركي
تنطلق من حين لآخر مظاهرات في العراق مناهضة للوجود العسكري التركي في البلاد. وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أشار إلى أن القوات التركية انتشرت في العراق دون تفويض من الحكومة. وقال إنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل بأي صورة من
الصور.
صورة من: Reuters/A. Saad
مقاتلة تركية في أجواء العراق
أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حكومته لن تترك الموصل في "أيدي داعش أو أي منظمة
إرهابية أخرى. يقولون إنه لا بد من موافقة الحكومة المركزية العراقية على هذا لكن الحكومة المركزية العراقية يجب أن تعالج مشاكلها الخاصة أولا." وتخشى تركيا من الاستعانة بميليشيات شيعية -اعتمد عليها الجيش العراقي من قبل- مما قد يؤجج الاضطرابات العرقية ويؤدي لموجة نزوح جماعية من الموصل.
صورة من: Reuters/M. Sezer
8 صورة1 | 8
في غضون ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء إنّ معسكر بعشيقة الذي تتواجد فيه قوات تركية شمالي العراق، "خلق توتراً لا معنى له بين الدولتين، وأنّ بلاده مستمرة في بذل المساعي الدبلوماسية لإزالة هذا التوتر". وجاءت تصريحات جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقب جولته في مدرسة وقاعدة عسكرية تركيتين بالعاصمة القطرية الدوحة، التي يزورها ليوم واحد.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن وفداً تركياً " قام بزيارة إلى بغداد الأسبوع الفائت للتباحث مع المسؤولين العراقيين حول كيفية إنهاء الأزمة الحاصلة بينهما، وأنّ بلاده تنتظر قدوم وفد عراقي مماثل إلى أنقرة خلال الأيام القادمة للغرض نفسه".
وتعليقًا على تصريحات نظيره الإيراني جواد ظريف بشأن استعداد طهران للقيام بدور الوساطة بين أنقرة وبغداد لحل الأزمة بينهما، أوضح جاويش أوغلو أنّ تركيا "ترحب بكافة الأدوار البنّاءة من أية دولة كانت".