رئيس برلمان طبرق ينتقد تدخل تركيا وأنقرة تحذر من سوريا ثانية
٢٨ ديسمبر ٢٠١٩
يتعقد المشهد الليبي يوما بعد آخر إثر تعدد الجهات المتورطة في أزمته، حيث تستعد تركيا لإرسال قوات لدعم حكومة طرابلس، فيما ينتقد برلمان طبرق التدخل العسكري التركي معتبرا إياه بأنه يزعزع "الاستقرار" في ليبيا وفي المنطقة.
إعلان
قال رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب في طبرق عقيلة صالح إن التدخل العسكري التركي سيؤدي إلى زعزعة "الاستقرار" في ليبيا والمنطقة، حسبما أفادت تقارير إعلامية قبرصية اليوم السبت (28 كانون الأول/ ديسمبر 2019). وذكرت وكالة الأنباء القبرصية (سي إن إيه) أن تصريحات عقيلة جاءت عقب لقائه وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس في نيقوسيا اليوم السبت.
وأعرب صالح وخريستودوليديس خلال اللقاء عن رفضهما لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، قائلين إن هذه الاتفاقية باطلة وتخالف القانون الدولي. ولا يمنح هذا الاتفاق قبرص أي سيادة على الجرف القاري الذي يعتقد أنه غني باحتياطيات الغاز الطبيعي.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال يوم الخميس الماضي إن بلاده تعتزم إرسال قوات إلى ليبيا بناء على طلب حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم السبت، إن هناك جهات تريد تحويل ليبيا إلى سوريا أخرى بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية. جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع لحزب "العدالة والتنمية" في ولاية أنطاليا، جنوب غربي تركيا.
وأضاف أوغلو: "هناك من يريد أن يحوّل ليبيا إلى سوريا أخرى، ولو تحقق هذا سيأتي الدور على الدول الأخرى بالمنطقة".
وفي سياق متصل، قالت مصادر في حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن مذكرة طلب تفويض لإرسال قوات إلى ليبيا، قد تتم مناقشتها في البرلمان، يوم الخميس 2 كانون الثان/ يناير 2020. ويأتي ذلك في ضوء طلب طرابلس الدعم العسكري رسميا، والتطورات في المنطقة.
وفي شأن آخر، قال جاويش أوغلو إن منظمة التعاون الإسلامي لا تمتلك القوة الكافية لحل الصراعات المتواصلة في العالم الإسلامي، وخاصة وسط انعدام الوحدة بين البلدان الإسلامية.
أوروبيا، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن فرض حظر طيران يمكن أن يحل الصراع في ليبيا. وخلال مؤتمر نهاية العام، قال كونتي في روما اليوم السبت:" يمكن لفرض حظر طيران أيضا أن تكون وسيلة لتحقيق هذا الهدف الخاص بالوقف الفوري للأعمال العدائية". وأعلن كونتي عن دعم بلاده الكامل لمبادرة عقد مؤتمر عن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين مطلع العام الجديد.
وفي إشارة إلى المستعمرة الإيطالية السابقة، قال كونتي: "ثمة نشاط دبلوماسي مكثف لإيطاليا لا يمكن رؤيته في الغالب". وأوضح كونتي أنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتابع أنه حذر أردوغان من تداعيات التدخل العسكري في ليبيا، وقال إن هذه الخطوة من شأنها أن توقع العديد من الضحايا المدنيين ولن تكون في صالح أي جانب.
وتأخذ إيطاليا نفس موقف تركيا المؤيد لحكومة فايز السراج في طرابلس المعترف بها أمميا، وفي المقابل تؤيد روسيا ودول أخرى المشير خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا، والذي يحاول منذ شهور غزو طرابلس.
وأشاد كونتي بتعزيز الاتحاد الأوروبي دوره فيما يتعلق بليبيا، وقال إن هناك ورقة مشتركة بشأن ليبيا، كان قد قدمها مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة الأوروبية الأخيرة. وكانت دوائر من الخارجية الإيطالية صرحت مساء أمس الجمعة أن وزير الخارجية لويجي دي مايو حصل من نظرائه في الاتحاد الأوروبي على أول موافقة على مقترح بخصوص مبادرة من التكتل بخصوص ليبيا. وكان الحديث عن أن إعلان المبادرة سيكون في السابع من كانون الثاني/ يناير المقبل، وأضافت الدوائر أن هناك العديد من التفاصيل التي لا يزال يتعين توضيحها.
ح.ع.ح/ ص.ش(د.ب.أ)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س