1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رئيس تحرير شارلي إيبدو: نحن نعلق ولا نحرض

سوزان دورهاكه/ ع.ع ٢٧ يونيو ٢٠١٥

استيقظ الفرنسيون على صدمة إعتداء إرهابي في مدينة ليون. كثيرون منهم ما يزال إعتداء إرهابيين إسلاميين على هيئة تحرير مجلة شارلي إيبدو في باريس، ماثلا في أذهانهم، وذلك بعد أقل من ستة أشهر على الإعتداء.

Screenshot Charlie Hebdo Chefredakteur Gerard Biard
صورة من: DW

يحاول رئيس تحرير المجلة جيرار بيار عدم إظهار توتره. فهو من بين الأشخاص الذين يخضعون لأعلى درجة في مستوى الحماية الأمنية في فرنسا، ورغم ذلك فإنه يبدو هادئا خلال أحد الحوارات القليلة له مع DW . فهو يوميا تحت الحراسة الدائمة على مدى 24 ساعة. لقد نجا من الموت الأكيد بالصدفة ويتحدث الآن عن حياته منذ تاريخ 7 يناير.

DW : هل يمكن لك أن تصف كيف عشت لحظة العملية الهجومية؟

جرار بيار:كنت في العطلة في لندن عندما حدثت العملية. اتصل بي أحد أعضاء هيئة التحرير بالهاتف وتحدث عن قتلى، وكان مرتبكا. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف رنين التليفون. بعد قليل من الوقت علمت أن أمرا مروعا قد حدث، ولكني لم أتمكن طبعا من الاتصال مباشرة بمكان الحدث... ذهبت الى السفارة الفرنسية وهناك فقط اتضح لي حجم ما حدث. وأخبرتني السفيرة ورجال الأمن بما حدث وبمن قتل وبمن جرح. ورجعت في نفس اليوم الى باريس... كان المشهد غير حقيقي: ما كان أحد ليتوقع حدوث ذلك... فنحن حقا صحفيون ولسنا مراسلو حروب، ونعيش في الديمقراطية. نشتغل في مكتب. وعندما نستيقظ في الصباح لا نفكر بأننا نخاطر بحياتنا، حتى وإن تم توجيه تهديدات لنا.

بعد العملية الهجومية قمت بإصدار عدد جديد من المجلة. ما هي الأسباب التي دعتكم للاستمرار في العمل؟

عندما التقينا من جديد في الثامن من يناير، أي بعد يوم من العملية، كان في هيئة التحرير قرار بالاجماع بإصدار عدد جديد في الأسبوع التالي. وقد قمنا بذلك فعلا. وبعد صدور ذلك العدد كان هناك تياران مختلفان داخل هيئة تحرير مجلة شارلي إيبدو. بعضهم أراد الاستمرار في إصدار المجلة أسبوعيا، كالسابق. وكنت أنتمي إلى هؤلاء. أما الآخرون فقد أرادوا القيام باستراحة لمدة 5 أو 6 أشهر. وكان لوز (الرسام بالمجلة رينالد لوز) يؤيد المجموعة الأخرى. واتفقنا على حل وسط وعدم إصدار المجلة لمدة خمسة أسابيع، غير أن تلك المدة لم تكن كافية بالنسبة للرسام لوز. فهو كان يريد الابتعاد بذاته كاملا عن كل ذلك.

تعبير جماهيري عن مشاعر الحزن بعد الهجوم الإرهابي على مقر صحيفة شارلي إيبدوصورة من: picture-alliance/dpa/Ian Langsdon

لماذا واصلتم العمل؟

وجب علي أن أعمل. يجب علي أن أقوم بالعمل الذي قمت به دائما. كنت شخصيا في حاجة لذلك. وكان ذلك أمراً ضرورياً بالنسبة للصحيفة أيضا. وجب علينا أن نوضح أن شارلي إيبدو لازالت على قيد الحياة.

هل كنت تريد المضي قدما في التوجه التحريري للصحيفة أم تغيير ذلك التوجه؟

لقد حافظنا على نفس التوجه في العمل الصحفي، حيث لم نغير الخطاب ولم نغير مواقفنا. بقينا كصحيفة أسبوعية ساخرة وناقدة تشمل ربورتاجات وتحليلات وتعليقات وطبعا رسومات ساخرة. فلا زلنا نركز بالخصوص على السياسة الفرنسية وعلى المواضيع الاجتماعية ولا زلنا ضد الكنيسة، فنحن ملحدون ونكافح ضد الاستبداد.

استئناف صدور صحيفة شارلي إيبدو بعد مرور أسابيع على الهجومصورة من: picture-alliance/dpa/Langsdon

هل تستطيعون الاستمرار في التعامل مع المتطرفين الإسلاميين بموقف فكاهي والقيام بأعمال استفزازية في نفس الوقت؟

أنا أرفض مفهوم الاستفزاز. نحن معلقون ولسنا محرضين. لا نسعى إلى أعمال العنف. ونحن نعرف أن رسوماتنا بخصوص الإسلام قد تؤدي الى أعمال إرهابية، أو قد يستفيد الإرهاب منها. ولكن هل يجب الخضوع لها والتوقف بسبب ذلك؟ لا أعتقد ذلك! سيكون ذلك وكأننا ضحايا عملية ابتزاز من طرف المافيا، فنستسلم، غير أن ذلك لا يتوقف.

عندما يحدث شيئ مروع بهذا الشكل، ألا يجب القيام بتغيير ما؟ لا يمكن أن يبقى الأمر كذلك

هناك شعور يؤثر بقوة بسبب فقدان (الزملاء القتلى). وحجم هذا التأثير أقوى بالنسبة للرسامين، حيث يتذكرون ما حدث كلما وضعوا القلم في يدهم. إن هذا هو السبب الذي جعل الرسام لوز يتوقف أيضا. ما عاد يستطيع الرسم بشعور الحرية عندما يأخذ القلم بين أصابعه... أما بالنسبة لي فأنا أكتب كما في السابق ولا أحرم على نفسي ما كنت أتشجع على القيام به في الماضي.

يقال إن هناك خلافا في هيئة التحرير ويوجد تياران ومعسران، كيف هي التوجهات؟

في كل هيئة تحرير في هذا العالم قد يكون هناك جدل صارخ وشكاوى متبادلة بين العاملين. وكان ذلك موجودا أيضا عند شارلي إيبدو. نحن هيئة تحرير بهوية قوية وصحيفة تشمل فنانين وأنانيين. فلو وضعت اليوم أو قبل عشر سنوات كاميرا أو ميكروفونا وسط مؤتمر هيئة المحررين في شارلي إيبدو لقال المشاهدون: من المستحيل. إنهم مشحونون ويكرهون بعضهم البعض. كل ما تغير هو أننا أصبحنا موضع اهتمام اعلامي كبير. لدي شعور أن وسائل الاعلام تود إنتاج فيلم واقعي عنا في شكل "بيغ براذر" لمعرفة العلاقات الجنسية بين أفرادنا ومن بدأ العمل عندنا أو غادر صحيفتنا.

تلاحم كل المواطنين في فرنسا للتعبير عن رفضهم للإرهابصورة من: Reuters/Platiau

كيف تتم عملية البحث عن رسامين جدد بعد مقتل أربعة منهم؟

يتم إرسال رسومات كثيرة إلينا. لكن لا يمكن نشر معظمها. فالمستوى المطلوب عال جدا. كانت في هذه الصحيفة مواهب كبيرة لايمكن تعويضها. كما لا يمكن الهبوط إلى مسوى أقل، فذلك لايمكن قبوله.

بعد الهجوم حصلتم على أموال كثيرة. لو كان لك الآن القرار لوحدك، فماذا ستفعل بتلك الاموال؟ ما هو جوابك؟

سنستمر في العمل كما في السابق. شارلي إيبدو كانت دائما صحيفة مستقلة ولم تكن أقساط تمويلاتها في أياد أجنبية. فالذين يعملون في الصحيفة هم مالكو الصحيفة. ليس هناك من دعاية بها. فنحن نعيش من المبيعات والمشتركين. في السابق كانت هناك خسارة واليوم نربح أموالا كثيرة، علما أن ذلك لن يدوم إلى الأبد. ولذلك جاء الوقت للتفكير الآن فيما يجب القيام به لبقاء الصحيفة على قيد الحياة لفترة طويلة.

كيف تتعامل منذ الهجوم مع الإجراءات الأمنية الكبيرة، وبأي قدر عمل ذلك على تغييرحياتك؟

لقد تغيرت الحياة. ما ينقصني هو الارتجال والتلقائية: مثلا الطقس جميل وأريد التجوال قليلا"، لكي أقوم بذلك يجب علي التخطيط أولا. يمكنني القيام بكل شيء أريد، ولكن يجب تنظيم ذلك مسبقاً. إن هذا يحد من مسار حياتي بعض الشيء.

أجرت الحوار سوزان دورهاكه

الحوار أُجري قبيل الاعتداء الأخير في ليون الفرنسية

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW