رئيس جهاز الاستخبارات الألماني السابق يقاضي الجهاز
٣٠ مارس ٢٠٢٤
كشف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية الألماني عن أنه رفع قضية ضد نفس الجهاز الذي كان يرأسه بتهمة جمع وتخزين معلومات عنه، متهما وزيرة الداخلية باستخدام جهاز الاستخبارات الداخلية "لمراقبة معارضي الحكومة".
إعلان
في تصرح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قال الرئيس السابق للمكتب الاتحادي لحماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني) هانز غيورغ ماسن اليوم السبت (30 مارس/آذار 2024) إنه رفع دعوى قضائية في محكمة كولونيا الإدارية ضد المكتب الذي كان يرأسه.
واتهم ماسن وزيرة الداخلية نانسي فيزر باستخدام جهاز الاستخبارات الداخلية "لمراقبة معارضي الحكومة"، حسبما قال لـ (د.ب.أ). وتابع: "معارضو الحكومة ليسوا أعداء للدستور. وبقيامها بذلك، فإنها تنتهك بشكل خطير واجباتها الرسمية وتضر بالديمقراطية الليبرالية"، مضيفا أن هذا دفعه إلى تقديم شكوى. وقال إن فيزر "لا تطاق" كوزيرة للداخلية ويجب "عزلها من منصبها على الفور".
ووفق (د ب أ) لم تكن المحكمة متاحة في البداية اليوم السبت لتأكيد استلام الشكوى.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير، أصبح معروفا أن الجهاز قد خزن بيانات عن رئيسه السابق في نظام المعلومات الخاص في مجال التطرف اليميني .
ووفقا لما ذكره ماسن، تتألف الشكوى من 40 صفحة و165 صفحة من المرفقات، أتيحت مقتطفات منها لـ (د.ب.أ). وتتهم وثيقة المكتب الاتحادي لحماية الدستور بارتكاب سلوك غير قانوني وغير دستوري.
ما هي أجهزة الاستخبارات الألمانية؟
01:24
ويظهر أن ماسن يعترض على حقيقة "أنه تم تصنيفه من قبل المدعى عليه كهدف للمراقبة أو يتم التعامل معه حاليا على هذا النحو". وبناء على ذلك، ينبغي لمكتب حماية الدستور أيضا الامتناع عن جمع وتحليل وطلب وتخزين المعلومات والبيانات الشخصية والمعلومات والرسائل والوثائق المتعلقة بماسن.
يشار إلى أن ماسن هو رئيس حزب "اتحاد القيم"، الذي تأسس في منتصف شباط/ فبراير، وينوي الترشح في انتخابات الولايات الألمانية الشرقية في الخريف.
وكان ماسن قد خرج من الحزب الديمقراطي المسيحي في كانون الثاني/ يناير الماضي وذلك بعد أن كانت الرئاسة التنفيذية للحزب قد شرعت في إجراءات لاستبعاده في عام 2023، و طلبت منه مغادرة الحزب ، وقالت الرئاسة التنفيذية للحزب آنذاك إن ماسن "يستخدم مراراً لغة من أوساط معادية للسامية ومتبنية لنظريات المؤامرة، متماديا في ذلك باستخدام مصطلحات عرقية..".
جدير بالذكر أن ماسن بدأ حياته المهنية في خدمة الدولة في مطلع تسعينات القرن الماضي، وعمل لفترة طويلة بوزارة الداخلية الاتحادية بألمانيا، وصار رئيسا للاستخبارات الداخلية في عام 2012 وحتى نهاية عام 2018. وبعد أن بدا أنه يقلل من شأن العنف ضد المهاجرين فقد وظيفته كرئيس للجهاز ثم أحيل على التقاعد في نهاية المطاف.
ع.ج.م/ع.ج (د ب أ)
هزات ومطبات وضعت حكومة ميركل في عين العاصفة
فترة مخاض استمرت ستة أشهر وجهود مضنية بذلت قبل أن ترى حكومة ميركل الحالية النور في آذار/ مارس من العام الحالي. غير أن المصاعب لم تتوقف عند ذلك. جولة مصورة تسلط الضوء على أبرز المحطات التي وضعت الائتلاف الحاكم على المحك.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مخاض عسير ومولود ضعيف
شهدت الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر 2017 تراجعاً لحزب المستشارة وحليفها البافاري وللحزب الاشتراكي الديمقراطي. في حين دخل حزب البديل اليميني الشعبوي البرلمان للمرة الأولى وبقوة. أدى هذا مع الخلاف حول قضايا أساسية كالهجرة، إلى فشل ميركل في تشكيل ائتلاف حاكم مع حزبي الخضر والحزب الليبرالي وبعد ذلك الاضطرار للدخول في ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومنح الأخير وزرات سيادية.
صورة من: picture-alliance/AP/M. Sohn
فيديو كيمنتس
بعد التظاهرات المعادية للمهاجرين نفى رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانس غيورغ-ماسن وجود عمليات "مطاردة جماعية" لأجانب، مع أن ميركل أدانتها. كما ادعى ماسن أن فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، وشكك في صحته بينما كان التسجيل حقيقياً. وتعليقاً على كلامه، قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن ماسن "ألحق ضرراً كبيراً بالثقة في أجهزة الأمن"، بسبب تدخله في الشأن السياسي.
صورة من: twitter.com/AZeckenbiss
"اتصالات" مع حزب البديل
ذكر حزب اليسار أنه يشتبه بوجود "اتصالات" بين ماسن وحزب البديل اليميني الشعبوي، مشيرا إلى الاشتباه في أن يكون ماسن قد أعطى نصائح لرئيسة حزب البديل السابقة، فراوكه بيتري، عام 2015 بشأن كيفية تجنب الخضوع لمراقبة هيئة حماية الدستور. واتهم الحزب ماسن بـ"وضع" يده الحامية فوق حزب البديل. وبالمثل ينظر الحزب الاشتراكي بعين الشك والريبة للقاءات ماسن أكثر من مرة مع ممثلين عن الحزب الشعبوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
"ترقية" ماسن
أثار الاتفاق بين زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم بشأن إقالة ماسن (55 عاماً)، من منصبه وترقيته إلى منصب سكرتير دولة في وزارة الداخلية موجة انتقادات واسعة في الأوساط السياسية في برلين. وجاءت الانتقادات حتى من داخل الائتلاف الحاكم ومن المعارضة ممثلة بأحزاب اليسار والخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي). ويذكر أن ماسن مثل زيهوفر انتقد سياسة ميركل في ملف اللجوء.
صورة من: Getty Images/M. Tantussi
الشريك يهدد بنفاد صبره
حذر رالف شتيغنر، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل وزيهزفر من أن "ما تبقى من صبر لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجاه الائتلاف الحكومي الموسع تضاءل للغاية". أما رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي، كيفين كونيرت، فقد وصف قرار ترقية ماسن "بالصفعة في الوجه"، موجها انتقادات لاذعة لقيادة حزبه متهما إياها بانتهاج سياسة "الاسترضاء".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
زيهوفر يلوح بالاستقالة
في خطوة مفاجئة أعلن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر (68 عاماً) في الأول من تموز/يوليو الماضي عزمه تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية احتجاجا على سياسة ميركل في ملف الهجرة واللجوء، ما أثار شكوكاً حول مستقبل الائتلاف الحكومي. جاء ذلك في اجتماع مغلق لحزبه في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Kneffel
حل "توافقي"
جمّد زيهوفر استقالته في انتظار محادثات جديدة مع ميركل. وبعد شد وجذب توصل الطرفان لاتفاق ينص على إقامة مراكز عبور على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. وتوافق الطرفان على أن يتم رد هؤلاء اللاجئين انطلاقاً من هذه المراكز إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها. ميركل بدت راضية بـ "الحل الوسط الجيد".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"إصلاح" النظام التقاعدي
في "عقد الائتلاف" تم الاتفاق على إصلاح نظام التقاعد، غير أن أزمة ما لبثت أن انفجرت في نهايات شهر آب/ أغسطس قبل أن تعود الأطراف الثلاثة للحوار والتوصل لاتفاق بشأن التقاعد والمساعدات الاجتماعية. عندها قال رئيس كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان فولكر كاودر(في الصورة يسار) "يمكننا أن نبرهن أننا من يحكم هذه الدولة". مهما يكن من الأمر لم تكن هذه الأزمة حادة مثل الآنفة الذكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
"تردي" شعبية الحزب البافاري قبل الانتخابات
قبل أقل من شهر على الانتخابات المحلية في ولاية بافاريا أظهر استطلاع للرأي حصول الحزب (الاتحاد المسيحي الاجتماعي) في الولاية على نسبة تأييد 35 بالمائة فقط، وهي أقل بكثير من نسبة 47.7 بالمائة التي حصل عليها في انتخابات عام 2013. ويحكم الحزب الولاية منذ أكثر من 70 عاما، ويكافح حاليا للدفاع عن أغلبيته المطلقة في البرلمان المحلي في مواجهة التحدي الذي يشكله حزب "البديل من أجل ألمانيا". إعداد: خالد سلامة