رئيس حزب المستشار شولتس: لا يوجد حل سحري للهجرة غير النظامية
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣
في ظل المناقشات الجارية في ألمانيا حول الهجرة غير النظامية وأزمة اللاجئين، انتقد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار شولتس ما وصفها بـ "العناوين الشعبوية" التي لن تؤدي إلى "تراجع عدد الوافدين بمقدار شخص واحد".
إعلان
في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الأحد (24 سبتمبر/ أيلول 2023)، أعلن لارس كلينغبايل، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني عن رفضه "للحلول المثلى المزعومة" في قضية الهجرة غير النظامية.
وقال كلينغبايل: "أنا أرفض التظاهر وكأن هناك إجراءً سحريا. ربما كان هذا من قبيل العناوين الشعبوية لكنه لن يؤدي إلى تراجع عدد الوافدين إلى ألمانيا بمقدار شخص واحد".
وأعرب رئيس الحزب الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتس، عن تأييده لتسريع الإجراءات بحيث يتضح للاجئين ما إذا كان بإمكانهم البقاء والعمل في ألمانيا أم أن عليهم الرحيل مرة أخرى.
ورأى أنه ينبغي التفاوض على إبرام المزيد من اتفاقيات الهجرة مع الدول التي ينحدر منها المهاجرون، كما لفت إلى ضرورة تحسين مكافحة أنشطة المهربين، ووصف تفكير وزيرة الداخلية نانسي فيزر (من الحزب الاشتراكي أيضا) في تعزيز الرقابة على حدود ألمانيا مع كل من التشيك وبولندا بأنه أمر "صائب تماما".
تجدر الإشارة إلى أن فريدريش ميرتس، رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي وهو أكبر حزب معارض في ألمانيا، قد طالب المستشار الألماني بالعمل مع الاتحاد المسيحي (الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على أجل إيجاد حلٍّ في قضية الهجرة.
وخلال مؤتمر الحزب المسيحي البافاري في ميونيخ، خاطب ميرتس المستشار شولتس قائلا: "أعرض عليكم أن تدعونا لنفعل ذلك معا؛ وإذا لم تتمكنوا من فعل ذلك مع الخضر فاطردوهم، وعندئذ سنفعل ذلك معكم، لكن يجب علينا أن نحل هذه المشكلة".
شولتس يدعو إلى تعزيز السيطرة على الهجرة غير النظامية
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد دعا إلى تعزيز السيطرة على الهجرة غير النظامية ووعد بإتخاذ إجراءات إضافية محتملة لهذا الغرض.
في الوقت نفسه، أكد شولتس أن "ألمانيا ملتزمة بقانون اللجوء"، لكنه لفت أيضا إلى أن الوافد الذي سيفتقر إلى امتلاك أسباب حماية يستطيع الاستناد إليها أو الذي يرتكب جرائم، يجب أن يعاد من حيث أتى.
بدوره تحدث نائب رئيس حكومة ولاية هيسن طارق الوزير (من حزب الخضر) عن ضرورة اتخاذ قرارات صعبة لا مفر منها مشيرا إلى أنه يجب مغادرة الشخص الذي يثبت في آخر إجراء اللجوء أنه ليس له الحق في البقاء.
وتابع الوزير الذي يتصدر قائمة مرشحي حزب الخضر في انتخابات برلمان هيسن المقبلة في تصريحات لشبكة التحرير "آر إن دي" قائلا:" إذا أردنا أن نحمي حق اللجوء فعلينا أيضا أن ننفذ هذا".
وتعالت التحذيرات الصادرة من الولايات والبلديات الألمانية مؤخرا من أنها لم تعد قادرة على تحمل أعباء إيواء اللاجئين.
وكان المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين سجل حتى نهاية أغسطس/ آب الماضي أكثر من 204 ألف طلب لجوء أولي بزيادة بنسبة 77% مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
يأتي هذا بالإضافة إلى أكثر من مليون شخص فروا من أوكرانيا بسبب الحرب الروسية ويطلبون الحماية في ألمانيا؛ ولا يتعين على هؤلاء الأشخاص تقديم طلبات لجوء.
و.ب/ أ.ح (د ب أ)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو