رئيس حكومة كاتالونيا المقال يدعو لمقاومة سلمية ضد مدريد
٢٨ أكتوبر ٢٠١٧
دعا بوتشديمون رئيس إقليم كاتالونيا –الذي أقالته حكومة مدريد المركزية– إلى مقاومة أوامر الحكومة الإسبانية القاضية بعزل إدارته وحل البرلمان المحلي للإقليم، وذلك بشكل ديمقراطي، مؤكدا على تأسيس "دولة حرة" في كاتالونيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/R. Costa
إعلان
دعا رئيس إقليم كاتالونيا، كارليس بوتشيمون، الذي أقالته السلطات الإسبانية من منصب الرئاسة، إلى "الاعتراض بشكل ديمقراطي على تطبيق المادة 155" من الدستور الإسباني التي تضع الإقليم تحت وصاية مدريد.
وقال بوتشيمون اليوم السبت (28 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) في خطاب متلفز مقتضب: "سنواصل العمل حتى بناء بلد حر". ونشرت نسخة مكتوبة من الخطاب موقعة باسمه "كارليس بوتشيمون، رئيس حكومة كاتالونيا".
وأضاف بوتشديمون، في البيان الذي أذاعه التلفزيون، إن تفعيل المادة رقم 155 من الدستور الإسباني غير قانوني، ودعا أبناء كاتالونيا إلى إظهار "الصبر والمثابرة" والإيمان بالمستقبل. كما دعا إلى تأسيس "دولة حرة" في كتالونيا.
وأقالت مدريد اليوم السبت قائد شرطة كاتالونيا، غداة فرض الوصاية المباشرة على الإقليم بعد إعلان برلمانه الاستقلال عن إسبانيا، فيما تواجه إسبانيا أزمة سياسية غير مسبوقة منذ عقود.
ودخلت عملية سيطرة الحكومة الإسبانية على إقليم كاتالونيا حيز التنفيذ اليوم السبت، حيث أصبح رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، رئيسا للإقليم، الذي يخضع لحكم ذاتي وتم إقالة رئيس الشرطة الوطنية من منصبه.
وكان راخوي قد أعلن عزل حكومة كاتالونيا بكاملها من مهامها في إطار إجراءات صارمة ضد القيادة الانفصالية في الإقليم. وأقدم راخوي على حل البرلمان الكتالوني على أن تجرى انتخابات جديدة في الإقليم يوم 21 من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأمس الجمعة صوت برلمان كاتالونيا على قرار لصالح الانفصال. وبعد ذلك بفترة وجيزة، خول مجلس الشيوخ الإسباني في مدريد لراخوي سلطة اتخاذ إجراءات غير مسبوقة للقضاء على محاولة انفصال الإقليم.وقال راخوي إن الحكومة في مدريد ستطلب أيضا من المحكمة الدستورية أن تبطل القرار الصادر من برلمان كاتالونيا.
ع.م/ ف.ي (أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
يستمر الشد والجذب بين كاتالونيا ومدريد، فقد فاز الانفصاليون بأغلبية مقاعد برلمان الإقليم. بين مدريد وكاتالونيا تاريخ طويل من العلاقات المضطربة وصلت ذروتها بعد محاولة الإقليم الاستقلال وهروب رئيس وزرائه إلى بلجيكا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
حصد الانفصاليون في انتخابات كاتالونيا إغلبية المقاعد في البرلمان الإقليمي، وحصلت الأحزاب الانفصالية في الإقليم الإسباني معا على 70 مقعدا من أصل 135، وبوسعها حكم الإقليم إذا شكلت ائتلافا فيما بينها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
حصول الانفصاليين على الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان لا يعني أنهم حصلوا على الأكثرية المطلقة من أصوات الناخبين، لا بل إنهم لم يحصلوا حتى الأغلبية البسيطة، والسبب في ذلك عائد إلى النظام الانتخابي المتّبع. فالقانون الانتخابي في كاتالونيا يتضمن نظام ترجيح للأصوات يعطي أفضلية للمناطق الريفية التي يتجذر فيها الانفصاليون، ما منحهم الفوز من حيث عدد المقاعد.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
المفوضية الأوروبية أعلنت أن الانتخابات التي جرت في كاتالونيا وفاز فيها الانفصاليون بالأغلبية المطلقة "لن تغيّر" موقف الاتحاد من المسألة الكاتالونية.
صورة من: Reuters/Y. Herman
وللمفارقة فإن أكثرية الكاتالونيين صوّتت ضد المعسكر الانفصالي، وهو ما حدا بزعيمة حزب سيودادانوس المناهض للانفصال إينيس اريماداس للقول إنه بعد هذه النتيجة "هناك أمر ازداد وضوحا، وهو أن الغالبية الاجتماعية تؤيد الوحدة مع باقي الإسبان والأوروبيين، ولن يكون بوسع الأحزاب القومية بعد اليوم التحدث باسم كاتالونيا ككل، لأن كاتالونيا هي نحن جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
وكان رئيس الحكومة السابق بوتشيمون قد عمل على استقلال الإقليم ثم علق إجراءات الاستقلال عن مدريد، التي عزلته واصدر المدعي العام الإسباني بحقه أمر ألقاء قبض. فغادر إلى بلجيكا مع أربعة من وزرائه المعزولين.
صورة من: Reuters/A.Gea
1932
وللصراع بين كاتالونيا ومدريد قصة طويلة، فبعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، أجرت كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.