انتقد هانز- يورغن بابير، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية في ألمانيا، طريقة تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القضاء الأمريكي. كما اعتبر القاضي الألماني تيار اليميني الشعبوي خطرا على الديمقراطية الغربية.
إعلان
وفي تصريحات لصحف مجموعة (فونكه) الإعلامية الصادرة اليوم السبت (11 شباط/فبراير 2017)، قال بابير " ما أراه مزعجا بالدرجة الأولى هو التصريحات المهينة جدا عن قضاة يحظون في الولايات المتحدة باحترام كبير ومكانة خاصة". وأوضح بابير أنه عندما يتحدث ترامب علنا ويقول "هذا الذي يسمى بالقاضي"، فإن هذا يعد بمثابة " نتيجة مفزعة للغاية".
في الوقت نفسه، أكد بابير على ثقته الكبيرة في دولة القانون والفصل بين السلطات في الولايات المتحدة "ولا أستطيع أن أتصور أن مثل هذا النظام يمكن أن يتعرض لتهديد خطير من قبل أي رئيس يرى أن بإمكانه إعادة تنقيح الفواصل".
واختتم بابير تصريحاته قائلا إن "المحاكم لديها القوة والشجاعة والقدرة على تصحيح أخطاء مثل الحظر الشامل لسفر مواطنين من دول معينة ذات أغلبية مسلمة (إلى الولايات المتحدة)".
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي انتقد أكثر من مرة القاضي الفيدرالي، جيمس روبرت، الذي قضى بتعليق العمل بمرسوم الرئيس الخاص بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.
كما تحدث رجل القانون الدستوري الألماني بابير عن ظاهرة صعود اليمين الشعبوي في أوروبا معتبرا أن ذلك يشكل خطرا على الديمقراطية عموما في الغرب.
في هذا السياق قال بابير الذي تولى لفترة رئاسة أعلى محكمة دستورية في ألمانيا إن الخطر المحدق بالديمقراطية الحديثة في أوروبا وأمريكا يكمن في التيارات السياسية التي تقدم حلولا بسيطة راديكالية وغير متوازنة وأحادية الجانب.
وأضاف بابير أن من بين تلك التيارات الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا وحزب البديل من أجل ألماني، محذرا من أن هذه القوى اليمينية لا تساهم في توحيد لحمة المجتمع بل يعملون على تقسيمه. وأشار إلى أن فوز لوبان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيؤدي إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي، حسب رأيه.
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.