رئيس كتالونيا يرفض إجراءات حكومة مدريد ويصفها بالانقلاب
٢١ أكتوبر ٢٠١٧
دخلت أزمة استفتاء إقليم كاتالونيا طورا جديدا بعد إعلان رئيس الحكومة الإسبانية البدء بإجراءات عزل الحكومة المحلية والدعوة لانتخابات مبكرة. وهو ما رفضه رئيس الإقليم متهما مدريد بالقيام بـ "انقلاب وهجوم على الديمقراطية".
إعلان
سيؤدي تفعيل المادة 155 من الدستور لعقوبات عنيفة ضد كتالونيا
01:23
رفض رئيس حكومة كتالونيا كارليس بوتشيمون الإجراءات التي قررتها الحكومة الإسبانية المركزية في مدريد لإنهاء المساعي الاستقلالية التي تطمح إليها حكومة الإقليم ووصفها اليوم السبت (21 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) بأنها "انقلاب، وهجوم على الديمقراطية". وقال بوتشيمون إن ما يحدث "هو أشد اعتداء" يتعرض له إقليم كتالونيا منذ الحكم الدكتاتوري للجنرال فرانكو . وأضاف "إن عزل حكومة منتخبة ديمقراطيا لا يتفق مع دولة القانون".
وأضاف بوتشيمون قائلا إنه طلب من برلمان إقليم كاتالونيا "عقد جلسة عامة نتمكن خلالها نحن ممثلو سيادة المواطنين من اتخاذ قرار بشأن محاولة تصفية حكومتنا وديمقراطيتنا والتصرف طبقا لذلك". بدورها قالت كارمي فوركاديل رئيسة برلمان كتالونيا إن قرار راخوي بعزل حكومة الإقليم وفرض إجراء انتخابات جديدة هو "انقلاب" و"تعد على الديمقراطية".
وأضافت فوركاديل في كلمة نلقها التلفزيون "رئيس الوزراء راخوي يريد منع برلمان كاتالونيا من أن يكون برلمانا ديمقراطيا ولن نسمح بحدوث ذلك". وتابعت: "وهذا هو السبب في أننا نريد أن نبعث لمواطني هذا البلد برسالة ثبات وأمل. نتعهد اليوم، بعد أخطر تعد على المؤسسات الكاتالونية منذ استردادها، بالدفاع عن سيادة برلمان كاتالونيا".
وفي وقت سابق اليوم قاد كارليس بوتشيمون تظاهرة شارك فيها مئات الآلاف في برشلونة هاتفين "حرية" و"استقلال" بعدما أعلنت مدريد إجراءات جذرية لمنع انفصال الإقليم. وتمت الدعوة بداية للتظاهرة في وسط العاصمة الكاتالونية للدفع من أجل إطلاق سراح اثنين من قادة منظمتين واسعتي الشعبية وتدعوان إلى الاستقلال، اثر اتهامهما بإثارة الفتنة وتوقيفهما على ذمة التحقيق.
وأفادت شرطة البلدية أن نحو 450 ألف شخص تظاهروا وسط المدينة رافعين أعلام كاتالونيا الصفراء والحمراء والزرقاء. وحيا المتظاهرون بوتشيمون لدى وصوله للمشاركة في المسيرة على وقع هتافات "الرئيس، الرئيس،" في حضور سائر أعضاء حكومته.
ومن المتوقع أن يتخذ برلمان الإقليم قرارا يوم الاثنين القادم بشأن عقد جلسة بكامل أعضائه لإعلان قيام جمهورية كاتالونيا رسميا. وقالت وسائل إعلام محلية إن بوتشيمون يمكن أن يحل برلمان الإقليم بنفسه عقب إعلان الاستقلال مباشرة ويدعو لانتخابات قبل تفعيل مجلس الشيوخ لسلطات الحكم المباشر لمدريد.
ووفقا لقانون كاتالونيا يجب إجراء تلك الانتخابات خلال شهرين في هذه الحالة. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أعلن في وقت سابق اليوم أنه سيقوم بعدة إجراءات منها عزل الحكومة الكتالونية والدعوة إلى انتخابات جديدة لاختيار برلمان محلي جديد خلال الأشهر الستة المقبلة.
أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
يستمر الشد والجذب بين كاتالونيا ومدريد، فقد فاز الانفصاليون بأغلبية مقاعد برلمان الإقليم. بين مدريد وكاتالونيا تاريخ طويل من العلاقات المضطربة وصلت ذروتها بعد محاولة الإقليم الاستقلال وهروب رئيس وزرائه إلى بلجيكا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
حصد الانفصاليون في انتخابات كاتالونيا إغلبية المقاعد في البرلمان الإقليمي، وحصلت الأحزاب الانفصالية في الإقليم الإسباني معا على 70 مقعدا من أصل 135، وبوسعها حكم الإقليم إذا شكلت ائتلافا فيما بينها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
حصول الانفصاليين على الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان لا يعني أنهم حصلوا على الأكثرية المطلقة من أصوات الناخبين، لا بل إنهم لم يحصلوا حتى الأغلبية البسيطة، والسبب في ذلك عائد إلى النظام الانتخابي المتّبع. فالقانون الانتخابي في كاتالونيا يتضمن نظام ترجيح للأصوات يعطي أفضلية للمناطق الريفية التي يتجذر فيها الانفصاليون، ما منحهم الفوز من حيث عدد المقاعد.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
المفوضية الأوروبية أعلنت أن الانتخابات التي جرت في كاتالونيا وفاز فيها الانفصاليون بالأغلبية المطلقة "لن تغيّر" موقف الاتحاد من المسألة الكاتالونية.
صورة من: Reuters/Y. Herman
وللمفارقة فإن أكثرية الكاتالونيين صوّتت ضد المعسكر الانفصالي، وهو ما حدا بزعيمة حزب سيودادانوس المناهض للانفصال إينيس اريماداس للقول إنه بعد هذه النتيجة "هناك أمر ازداد وضوحا، وهو أن الغالبية الاجتماعية تؤيد الوحدة مع باقي الإسبان والأوروبيين، ولن يكون بوسع الأحزاب القومية بعد اليوم التحدث باسم كاتالونيا ككل، لأن كاتالونيا هي نحن جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
وكان رئيس الحكومة السابق بوتشيمون قد عمل على استقلال الإقليم ثم علق إجراءات الاستقلال عن مدريد، التي عزلته واصدر المدعي العام الإسباني بحقه أمر ألقاء قبض. فغادر إلى بلجيكا مع أربعة من وزرائه المعزولين.
صورة من: Reuters/A.Gea
1932
وللصراع بين كاتالونيا ومدريد قصة طويلة، فبعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، أجرت كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.