هيئة حماية الدستور: إرهاب الإسلاميين المتطرفين أكبر خطر
١٥ نوفمبر ٢٠١٨
حذر الرئيس الجديد لهيئة حماية الدستور الألمانية من أن الإرهاب الإسلاموي يشكل الخطر الأكبر على البلاد. وأشار هالدينفانغ إلى الاستعداد العالي للعنف عند اليمين المتطرف وتشكيل الهجمات الإلكترونية والتجسس خطراً كبيراً.
إعلان
حذر الرئيس الجديد لهيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) من أن الإرهاب من جانب الإسلاميين المتطرفين يشكل الخطر الأكبر على البلاد. وأضاف أن الإرهاب الذي يمارسه الإسلاميون المتطرفون يظل "كما كان أكبر خطر" على أمن ألمانيا، الأمر الذي تبينه العديد من الخطط الإرهابية التي تم إحباطها، كما أن الهجمات الإلكترونية والتجسس يمثلان أيضاً خطراً كبيراً، بحسب رأيه.
وأوضح هالدينفانغ أن هناك استعداداً عالياً للعنف داخل التيار اليميني كما كان الأمر من قبل، معقبا بالقول: "وهذا الأمر نأخذه بجدية ونراقب إمكانية تشكل هياكل إرهابية يمينية يرافق التطورات الديناميكية داخل التطرف اليميني".
وقام وزير الداخلية هورست زيهوفر اليوم الخميس (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018)، بتقديم توماس هالدينفانغ (58) في برلين بعد أن وافق مجلس الوزراء الاتحادي على تعيينه. وقال هالدينفانغ: "بعد الاضطرابات التي حدثت في الأسبوع الماضي يمكننا أن نركز ثانية اليوم وبصورة تامة على العمل الموضوعي للاستخبارات الداخلية"، مضيفاً القول: "ألمانيا دولة آمنة وحرة برغم كل التهديدات".
من جانبه، قال الوزير زيهوفر إنه سعيد بالعودة إلى "العمل الممنهج والذي يتسم بالثقة" من خلال تولي هالدينفانغ رئاسة الجهاز. وقال زيهوفر إنه مقتنع بقدراته الاجتماعية والفنية وجميع ما قام به.
وكان نزاع حول تصرفات سلفه غيورغ ماسن أدى إلى أزمة داخل الائتلاف الحاكم في برلين، حيث كان زيهوفر يدعمه في تصريحاته حول هجمات على الأجانب في كيمنيتس في بادئ الأمر، إلا أن القطيعة معه ظهرت بعد أن تم نشر مخطوط خطاب لماسن تكلم فيه أمام عدد من أجهزة الاستخبارات العالمية عن "قوى يسارية متطرفة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، تريد أن تسبب صدعاً داخل الائتلاف الحاكم بذريعة أحداث كيمنيتس.
ويشار إلى أن وزارة الداخلية الألمانية قد عينت، اليوم الخميس، نائب رئيس هيئة حماية الدستور، توماس هالدينفانغ رئيساً لها، خلفاً لهانز غيورغ ماسن الذي أحيل إلى التقاعد المؤقت خلال الأسبوع الماضي. ويعمل هالدينفانغ منذ 2009 بالجهاز الأمني الكبير، كما عمل من قبل ومنذ 1991 في مجالات متعددة داخل وزارة الداخلية الألمانية.
خ.س/ع.ج (د ب أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.