رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ"الضغط" لإطلاق سراح ناشط مصري
١٦ فبراير ٢٠٢٥
تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ببذل جهود لإطلاق سراح علاء عبد الفتاح المسجون في مصر، في وقت تنفذ فيه والدته إضرابا عن الطعام، لأجل إطلاق سراح ابنها، الذي حصل مؤخرا على الجنسية البريطانية.
مظاهرة سابقة أمام مبنى الخارجية البريطانية في لندن للمطالبة بالضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن علاء عبد الفتاحصورة من: Leon Neal/Getty Images
إعلان
تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر الأحد بذل "كل ما في وسعي" لضمان إطلاق سراح الناشط البريطاني المصري، علاء عبد الفتاح، المسجون في مصر، الذي تنفذ والدته ليلى سويف إضرابا عن الطعام منذ 140 يوما احتجاجا على سجنه.
وقضى علاء عبدالفتاح وهو مواطن يحمل الجنسيتين البريطانية والمصرية، أكثر من خمسة أعوام في أحد السجون المصرية، بتهمة "نشر أخبار كاذبة" على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوقفت السلطات المصرية الناشط الحقوقي المؤيد للديموقراطية علاء عبد الفتاح في أيلول/سبتمبر 2019، وبعد عامين، صدر حكم بسجنه خمس سنوات بعد إدانته بـ"نشر أخبار كاذبة" عبر مشاركة منشور على فيسبوك عن التعذيب في السجون المصرية، وتحديدا مشاركته نصا كتبه شخص آخر يتهم فيه شرطيا بتعذيب أحد السجناء حتى الموت.
وقال ستارمر، الذي يتزعم حزب العمال البريطاني في بيان: "بعد لقائي ليلى سويف هذا الأسبوع، أصبحت رسالتي واضحة. سأفعل كل ما بوسعي لضمان إطلاق سراح ابنها علاء عبد الفتاح وجمعه مع عائلته"، مضيفاً "سنواصل إثارة قضيته في أعلى مستويات الحكومة المصرية والضغط من أجل إطلاق سراحه".
وعلى صعيد متصل، ذكر ممثل عن أسرة عبد الفتاح، أن الاجتماع عقد صباح أمس الأول الجمعة، داخل مكاتب رئيس الوزراء في داونينغ ستريت، وأن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الاثنان.
وكان عبد الفتاح البالغ 43 عاما من أبرز الشخصيات التي شاركت في انتفاضة 2011 التي أنهت ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك. وحصل على الجنسية البريطانية في 2022 من خلال سويف المولودة في المملكة المتحدة.
شخصيات فاعلة في ثورة 25 يناير.. أين انتهى بها المطاف؟
02:37
This browser does not support the video element.
وتعيش سويف (68 عاما) على القهوة والشاي والأكياس المخصصة لتعويض السوائل في الجسم منذ 29 أيلول/سبتمبر 2024، اليوم الذي أكمل فيه نجلها خمس سنوات في السجن مع احتساب الفترة التي قضاها معتقلا قبل المحاكمة.
وتتظاهر ليلى سويف يوميا أمام مكتب ستارمر في داونينغ ستريت. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الاثنين الماضي، دعت سويف ستارمر إلى ضمان حرية ابنها، محذرة "لم يعد لدي متسع من الوقت".
وتؤكد عائلة عبد الفتاح ونشطاء في مجال الدفاع عن حرية الصحافة بمن فيهم منظمة مراسلون بلا حدود، أنّه كان ينبغي إطلاق سراحه في نهاية أيلول/سبتمبر باحتساب العامين اللذين قضاهما من الحبس الاحتياطي، لكن السلطات المصرية رفضت أن تأخذهما في الاعتبار كما هي الحال عادة.
وكانت سويف قد التقت وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، الذي واجه استجوابا مطوّلا من أعضاء في البرلمان بشأن نهج الحكومة تجاه قضية علاء عبدالفتاح، وذلك في ظل افتراضات أنّها تعطي الأولوية للعلاقات التجارية والدبلوماسية.
وتعهّد لامي "الاستمرار في الضغط من أجله" مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية العلاقات بين لندن والقاهرة، في ضوء الصراع المستمر في الشرق الأوسط، وخصوصا في قطاع غزة.
وقال لامي إنّ رئيس الحكومة كير ستارمر أثار القضية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في آب/أغسطس، بينما تطرّق إليها مع نظيره المصري في وقت سابق هذا الأسبوع.
ع.ا/ص.ش (أ ف ب/ أ ب)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.