عشية انقضاء مهلة ثانية وضعتها الحكومة المركزية أمام رئيس كتالونيا لتحديد موقفه من استقلال الإقليم، رئيس الوزراء الإسباني مريانو راخوي يطالب رئيس كتالونيا بوتشيمون بـ"اتخاذ قرار رشيد" يضمن "مصلحة للجميع".
إعلان
طالب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي اليوم الأربعاء (18 أكتوبر/تشرين الأول) رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون "باتخاذ قرار رشيد، وبأسلوب متوازن، ووضع مصلحة جميع المواطنين أولا".
ويأتي ذلك في ظل تطورات جديدة تعزز الانقسام السائد في إقليم كتالونيا بخروج الآلاف للمشاركة في مظاهرات تطالب بإطلاق صراح ناشطين من قادة استقلال الإقليم.
يذكر أن الحكومة الإسبانية منحت الاثنين مهلة جديدة لبوتشيمون تنقضي صباح الغد الخميس من أجل تقديم إجابة "واضحة وصريحة" حول ما اذا كان أعلن عمليا استقلال كتالونيا عن إسبانيا في خطابه قبل أكثر من أسبوع أمام برلمان الإقليم. وانقضت المهلة الأولى دون أن يدلي في أعقابها برد يوضح فيه الالتباس المحيط بالأمر.
يذكر أن شوارع مدينة برشلونة شهدت أمس الثلاثاء مظاهرات شارك فيه نحو 200 ألف شخص من سكان الإقليم للمطالبة بإطلاق سراح جوردي سانشيز وجوردي كوشارت، وهما من قادة الحركة الانفصالية للإقليم بعد أن صدر بحقهما قرار الإيقاف من قبل السلطات الإسبانية بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم حكومة كتالونيا الانفصالية أمس الثلاثاء إن "الاعتقالات أظهرت أن المؤسسات الإسبانية تتصرف بشكل أسوأ مما كانت عليه تحت حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو".
وألقي القبض على سانشيز، رئيس حركة "الجمعية الوطنية الكتالونية"، وكوشارت، رئيس حركة "أومنيوم" الثقافية المؤيدة لانفصال الإقليم، مع رفض الموافقة على الإفراج عنهما بكفالة مساء الاثنين بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم بعد استجوابهما من قبل قاضٍ في مدريد.
و.ب/ (رويترز، أ ف ب)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
الخلاف حول الاستفتاء بين الحكومة المركزية في مدريد وإقليم كاتالونيا وتاريخ طويل من العلاقات المضطربة بين الجانبين تحولا إلى أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
1932
بعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، تجري كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
2015
في انتخابات الإقليم حصلت القوى المؤيدة للانفصال عن إسبانيا على الأغلبية المطلقة في برلمان كاتالونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EFE/A. Dalmau
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.