1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

راديو "أنا" – لبنة أولى لسوريا ديمقراطية بعد نظام الأسد

١٣ يوليو ٢٠١٢

تعمل مجموعة من الناشطين السوريين في العاصمة المصرية القاهرة على إطلاق راديو "أنا"، ليكون أول لبنة في إقامة دولة ديمقراطية بعد نظام الأسد من خلال توخي الموضوعية في تغطية الأحداث الجارية في سوريا.

Bilder zum Syrischen Radio. Das Copyright liegt bei Rami Jarrah, die Bilder dürfen für diesen Artikel umsonst verwendet werden. Zulieferer: Viktoria Kleber Bild 3 Die Macher von Radio Ana sind alles Aktivisten, Anonymus ist ihr Symbol
صورة من: Rami Jarrah

يأخذ رامي جراح رشفة من الويسكي، ويسأل المحيطين به:  هل وصل فيديو جديد؟" يصمت، ثم يضيف "لا يمكن تحمل مثل هذه الأخبار إلا بشرب الخمر". على التو استلم البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً فيديو من حمص، يعرض مشاهد عنف وقتلى جدد، فهو يحصل كل يوم في القاهرة على فيديوهات من حوالي 350 من أصدقائه المنتشرين في جميع أنحاء سوريا. وهؤلاء الأصدقاء الذين يقدمون عن كثب تقارير عن الاحتجاجات في سوريا، يطلقون على أنفسهم "مواطنون صحفيون".

قام رامي جراح وأربعة من زملائه في مقر عمله بالقاهرة حتى الآن بجمع أشرطة الفيديو وتوثيقها لرفع دعوى في يوم ما ضد الرئيس السوري بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وعملية التوثيق هذه لا تكفي لوحدها بالنسبة لرامي جراح، وإنما يريد إنشاء محطة إذاعة في القاهرة مع جزء من فريقه لتقديم تقارير عن سوريا.

من خلال هذه الإذاعة، التي سُيطلق عليها اسم "أنا"، يسعى رامي جراح إلى إعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم، إذ يقول: "في سوريا ليس لدينا أداة إعلامية تمثل جميع الأصوات"، مضيفاً: "نريد أن نعكس جميع وجهات النظر، من مؤيدين للنظام ومعارضين له وحتى من الأغلبية الصامتة من المواطنين."

رامي جراح من راديو "أنا"صورة من: Rami Jarrah

أنباء مستقلة عن سوريا

عن طريق الراديو يطمح رامي جراح وزملاؤه إلى تحقيق شيء واحد، مد الشعب السوري بأخبار مستقلة، على عكس وسائل الإعلام الرسمية، التي يستخدمها نظام الأسد بوقاً للدعاية الحكومية. أما وسائل الإعلام السورية الخاصة فتطرقها للسياسة يعتبر من المحرمات، ناهيك عن انتقاد الرئيس وعائلته. من ناحية أخرى يصعب التحقق من أشرطة الفيديو للمتمردين، كما أن نسبة قليلة فقط من السوريين يمكنها تحميل هذه الفيديوهات، فشبكة الإنترنت ليست متوفرة للجميع، إذ لا توجد تقريباً إلا في المناطق الحضرية وعليها رقابة صارمة.

الصحفيون الأجانب لا يعملون بحرية أيضاً في سوريا، فكل صحفي حصل على تأشيرة ودخل البلاد بطريقة شرعية لا يُسمح له إلا زيارة الأماكن التي يتم اختيارها من قبل الحكومة. ولا يوجد سوى عدد محدود من الصحفيين الذين يجرؤون على دخول البلاد بطريقة غير قانونية، وبالتالي تُسنح لهم الفرصة للتحدث مع المعارضين والمؤيدين على حد سواء.

التعلم من الثوار المصريين

هدف راديو "أنا" أيضاً هو خلق جو لمناقشات لا وجود لها في البلاد ووضع حجر الأساس قبل كل شيء لنظام ديمقراطي بعد حكم الأسد، فرامي جراح وزملاؤه يريدون التعلم من الأخطاء التي ارتكبت من قبل الثوار في دول أخرى بعد أن أُطيح برؤسائها. قال رامي جراح: "لاحظنا ذلك في مصر، فبعدما قررت وسائل الإعلام انتهاء الثورة، انتهت بالفعل". وعلى الرغم أن جزءا كبيراً من البلاد كان يريد الاستمرار في الثورة، لكن وسائل إعلام قررت نشر وجهة نظر اعتبرتها بمثابة وجهة نظر الجميع.

عايش سوريو المنفى في القاهرة كفاح الثوار المصريين عن كثب ويأملون الآن ألا تأخذ السياسية السورية  بعد الإطاحة بنظام الأسد الاتجاه نفسه، الذي سلكته السياسة في مصر. هيئة تحرير إذاعة "أنا" متفقة على أن نظام الأسد إلى زوال، لكن يبقى السؤال الحاسم هو متى سيحصل ذلك، وإلى ذلك الحين يأمل راديو "أنا" أن يصبح محطة إذاعية معروفة.

قرر راديو "أنا" بدء موعد البث في غضون أسبوعين لكنه مازال يفتقد إلى عدد من المعدات وينتظر تسلمها. في البداية يريد القائمون عليه البث لمدة ساعتين يومياً عن طريق الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت ليصل صوت "أنا" للعالم بأسره. منظمات غير حكومية في هولندا والسويد في انتظار انطلاق البث، فمن هذين البلدين يأتي تمويل المشروع لإنتاج تقارير حول سوريا من القاهرة، كما يسعى الممولون إلى تدريب المراسلين في سوريا في خطوة قادمة. لكن حتى ذلك الوقت سيبقى راديو "أنا" ينتج برامجه من القاهرة.

هدف راديو "أنا" أيضاً هو خلق جو لمناقشات لا وجود لها في البلاد ووضع حجر الأساس قبل كل شيء لنظام ديمقراطي بعد حكم الأسدصورة من: Rami Jarrah

نشطاء سوريين هم أصحاب فكرة الراديو

قسم التحرير يتكون من خمسة سوريين هربوا أثناء الثورة وأسسوا راديو "أنا"، وهم رامي جراح وضياء دغمش ومحمد من درعا الذي كان يعمل سابقاً في وكالة للسفر وأُطلقت عليه النار في وجهه خلال إحدى المظاهرات. أما مجدي بانياس، المتخصص في الكمبيوتر، فقد هرب من سوريا عندما جاءه خبر يلزمه بالالتحاق بالجيش السوري. الشخص الخامس من مؤسسي راديو "أنا" هو يوسف من دمشق، وهو طالب تعرض للتعذيب في أحد السجون النظام.

الاستعدادات جارية على قدم وساق، ومؤسسي راديو "أنا" يتدربون بشغف في مكتب القاهرة. أما محمد الذي سيقوم بتقديم البرامج فيبدو مرتبكاً بعض الشيء، لكنه سعيد بالفعل بوظيفته الجديدة. "من الصعب بالنسبة لي أن أكون بعيداً عن بلدي، وأنا لا أعرف كيف هي حالة عائلتي وأصدقائي. عن طريق الراديو يمكنني أن أساعدهم بعض الشيء."

الموضوعية كتحد

أعضاء راديو "أنا" معارضين للنظام ولمسوا وحشيته عن كثب، كما أنهم يعرفون أن الجيش السوري الحر يقوم بجرائم قتل، لكن هذه الأخبار يجب ألا تأثر على مشاعرهم، إذ يدركون مع ذلك أن الحياد والموضوعية هي فرصتهم الوحيدة للوصول إلى جميع السوريين. سميرة نور، أستاذة الدراسات الإعلامية في جامعة القاهرة، ترى أن هؤلاء الصحفيين أمام مهمة صعبة. "عندما تكون مرتبطاً عاطفياً بأمر ما فإن من الصعب الحفاظ على الحيادية". وتشير إلى أنه من المفروض عليهم الآن التغلب على مشاعرهم والاعتماد بالأساس على الحقائق لإعطاء صورة واقعية لما يجري هناك.

تقارير موضوعية هو هدف مؤسسي راديو "أنا"، لذا يقررون استضافة ضيف مؤيد للنظام السوري في أول حلقة يتم بثها، ومذيع الراديو محمد لازال يبحث عن هذا الضيف. وروى محمد كذلك لعائلته في سوريا عن مشروعه وأنه يمكن سماع صوته في راديو "أنا" في وقت قريب: "خصوصاً والدتي سعيدة للغاية. على الأقل سأكون معها مرة أخرى في البيت من خلال الراديو".

فكتوريا كليبر/ اعمارا عبد الكريم

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW