1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رامبو ـ زامبو".. ميرتس والطريق الطويل نحو منصب المستشار

٢٣ فبراير ٢٠٢٥

فوز الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات بنسبة لا تمكنه من تشكيل حكومة لوحده، ليس انتصارا بالنسبة لفريدريش ميرتس، الذي يضغط على حزبه وعلى منافسيه لإجراء مفاوضات ائتلافية سريعة. هل يمكن أن تصبح حدّة طباعه عقبة في طريقه؟

المرشح لمنصب المستشار فريدريش ميرتس
الفائز في الانتخابات: حصل المرشح لمنصب المستشار فريدريش ميرتس على 30 في المائة من الأصوات لحزبه المسيحي المحافظصورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images

أضواء كاشفة متوهجة.. هتافات.. تصفيق مستمر، في مقر الحزب الديمقراطي المسيحي ببرلين، احتفل أعضاء الحزب وأنصاره بنتائج الانتخابات، بحصوله على ما يقرب من 29% من الأصوات في  الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الأحد (23 شباط/ فبراير 2025). وسيصبح التحالف المسيحي أقوى كتلة في الدورة الحدية والعشرين من البرلمان الألماني "بوندستاغ".

لكن المرشح الرئيسي للتحالف المسيحي  فريدريش ميرتس  الذي يريد قيادة الحكومة الألمانية القادمة كمستشار، أصبح جادا بسرعة. الآن، الأمر يتعلق قبل كل شيء بـ "تشكيل حكومة قادرة على العمل في أسرع وقت ممكن، مع أغلبية برلمانية جيدة". لأن "العالم هناك في الخارج لا ينتظرنا". وهو لا ينتظر أيضا مفاوضات طويلة ومملة حول الائتلافات.

"احتفال صاخب"

ولكن، كما قال رئيس  الحزب المسيحي الديمقراطي، في هذه الليلة سيتم الاحتفال. كان مقر الحزب مكتظا بالمحتفلين كما لم يكن من قبل. وكان الشعار لهذا المساء قد أعلنه ميرتس بالفعل قبل يومين في التجمع الختامي لحملته الانتخابية في مدينة أوبرهاوزن بولاية شمال الراين-وستفاليا.

"رامبو-زامبو سيكون فقط مساء الأحد، أيها الصديقات والأصدقاء"، أعلن أمام أنصاره المبتهجين وأضاف: "عندها سنحتفل لفترة وجيزة. ثم سنرفع أكمامنا ونبدأ العمل". وأعاد ميرتس هذا الشعار بعد الانتخابات قائلًا: "الآن يُسمح لنا أيضًا بالقيام بـ 'رامبو-زامبو (بالاحتفال بصخب)".

مع ذلك، لم تكن نتائج الانتخابات البرلمانية سببا حقيقيا للابتهاج المفرط بالنسبة إلى ميرتس، حيث ستصبح كتلة التحالف المسيحي، المكونة من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه  الاجتماعي المسيحي البافاري، أكبر كتلة في البرلمان الجديد: البوندستاغ  الحادي والعشرين.

 

لكن النتيجة لا تتوافق مع التوقعات

مرارا وتكرارا، كان الحزب وميرتس نفسه يستهدفان تحقيق نتيجة تفوق تسبة الـ 30 بالمائة، لكن الآن، ستكون هذه ثاني أسوأ نتيجة منذ عام 1949 (إذا لم تتغير النتيجة النهائية خلال الساعات القادمة)، ولم يكن الأسوأ منها إلا نتيجة عام 2021، التي جاءت بعد حملة انتخابية مليئة بالأخطاء.

عند وصول قادة الحزب بعد الظهر من الولايات المختلفة، بقي معظمهم داخل سياراتهم الرسمية التي دخلت مباشرة إلى مرآب مقر الحزب. توماس شتروبل، وزير الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ، خرج من سيارته – وذلك قبل 30 دقيقة فقط من إغلاق مراكز الاقتراع – وعندما سئل عما إذا كان هذا يوما جميلا، أجاب بعبارة مقتضبة ذات مغزى: "حتى الآن، نعم". وبعد وقت قصير من إعلان التوقعات، عبر زعيم كتلة الاتحاد في البوندستاغ تورستن فراي، عن خيبة أمله بوضوح أمام كاميرا DW.

الطريق الطويل لفريدريش ميرتس

ومع ذلك، فإن هذه الليلة تمثل انتصارا متأخرا للسياسي فريدريش ميرتس، ففي عام 1994، دخل البرلمان لأول مرة كنجم صاعد وأمل كبير للحزب. وفي الكتلة البرلمانية، برز بسرعة كمتحدث بارع وحاد. ومنذ عام 2000، أصبح زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد في البوندستاغ، وبالتالي زعيم المعارضة.

فريدريش ميرتس وأنغيلا ميركل، وكلاهما لا يزال في مزاج جيد في عام 2000صورة من: Michael Jung/dpa/picture alliance

ولكنه خسر هذا المنصب عام 2002 لصالح أنغيلا ميركل، التي كانت آنذاك رئيسة الحزب. أزاحته تماما، وبعد ثلاث سنوات، أصبحت مستشارة ألمانيا.

صعود ميركل كان يعني هبوط ميرتس وخروجه من السياسة. بقي ميرتس في البرلمان الألماني "بوندستاغ" حتى عام 2009 دون أن يكون له دور كبير، ثم لم يترشح مرة أخرى. لكن مغادرته السياسة كانت بداية لصعوده في عالم الأعمال، فمن 2005 إلى 2021، كان يعمل في مكتب محاماة دولي، كما شغل مناصب قيادية في العديد من المجالس الإدارية والرقابية.

من عام2016  إلى 2020، كان رئيس مجلس الإشراف على شركة "بلاك روك" في ألمانيا، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم. يُقال إن ميرتس مليونير متعدد الثروات، وهو يذهب أحيانا إلى مواعيده كقائد طائرة خاصة صغيرة يملكها.

من زاورلاند إلى برلين

عاد فريدريش ميرتس إلى البرلمان الألماني "بوندستاغ" عام 2021، وفي 2022، تولى قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي. السياسي القادم من ولاية شمال الراين-ويستفاليا، وتحديدا منطقة زاورلاند –  وهي منطقة جبلية متوسطة في غرب ألمانيا – هو محامٍ، مثل والده، وكاثوليكي، ومشجع لنادي بوروسيا دورتموند. حتى اليوم، لا يزال يعيش بالقرب من مسقط رأسه في زاورلاند.

على المسرح المؤقت في مقر الحزب المكتظ، كان يحيط بميرتس، كمرشح لمنصب المستشار، شركاؤه الأصغر سنا. وفي حال تسنمه المنصب، سيكون ميرتس، البالغ من العمر 69 عاما، أكبر مستشار ألماني عند توليه المنصب منذ كونراد أديناور، الذي كان أول مستشار لألمانيا من 1949 حتى 1963.

أعضاء من منظمة الشباب في الحزب الديمقراطي المسيحي "اتحاد الشباب" في ليلة الانتخاباتصورة من: Srecko Matic/DW

ميرتس يأمل في تشكيل ائتلاف قبل عطلة عيد الفصح منتصف نيسان/ أبريل المقبل، وقال في هذا السياق: "يجب أن نصبح قادرين على العمل بسرعة". من الواضح أنه يريد "تغييرا سياسيا في السياسة الاقتصادية والهجرة في ألمانيا. كما يخطط لإصلاح ضريبي وتقليل البيروقراطية من أجل تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.

ميرتس والسياسة الخارجية

في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، أظهر ميرتس توجهاته الخارجية بوضوح، فقد نأى بنفسه عن الخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث تبادل الحديث معه على هامش المؤتمر.

كما انتقد موقف ترامب بالتخلي عن دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية. وأكد دعمه المستمر لكييف، ودعا إلى توحيد الأوروبيين. وإذا أصبح مستشارا، فإنه يعتزم زيارة باريس ووارسو في أول يوم عمل له، لتأكيد العلاقة الخاصة بين الدول الثلاث وإعادة تقويتها.

تصريحات قاسية

ولكن، هل سيصبح ميرتس أخيرا مستشارا؟ حتى قبل يوم واحد من الانتخابات، أثار ميرتس الجدل بين شركاء الائتلاف المحتملين على اليسار.

بدأ ذلك في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما صوّت الحزب المسيحي الديمقراطي لصالح مشروع قانون بالبرلمان لأول مرة بدعم من  حزب البديل من أجل ألمانيا  اليميني الشعبوي والمصنف كحزب متطرف في بعض ولايات ألمانيا.

ثم، قبل يوم واحد من الانتخابات، وجّه ميرتس ضربة أخرى، ففي التجمع الختامي لحملته الانتخابية في ميونيخ، وصف المتظاهرين المناهضين لليمين المتطرف بأنهم "حمقى". ثم وصف من هم أولئك الذين يريد أن يصبح مستشارا لألمانيا من أجلهم: "للأغلبية التي ما يزال بإمكانها أن تفكر. وللذين ما زالوا يفكرون بعقلانية"، فضجت القاعة بالهتاف له بحماسة.

وبعد يوم من ذلك، بعد نحو 30 دقيقة من إغلاق مراكز الاقتراع، توجه ميرتس إلى "المنافسين السياسيين" بالقول: ""لقد خضنا حملة انتخابية شرسة للغاية.. وكان ذلك "ضروريًا لمناقشة القضايا بوضوح". وأضاف أن الوقت قد حان للتطلع إلى الأمام.

أعده للعربية: ع.غ

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW