رايتس ووتش: السعودية تمنع أقرباء داعية محتجز من السفر
٧ يناير ٢٠١٨
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش، المدافعة عن حقوق الإنسان، بقرار السعودية منع عدد من أقرباء الداعية السعودي المحتجز سلمان العودة، من السفر إلى خارج المملكة ودعت إلى احترام العدالة وسيادة القانون.
إعلان
ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، اليوم الأحد (7 كانون الثاني/ يناير)، أن السلطات السعودية تفرض حظرا على سفر 17 شخصا من أقرباء الداعية سلمان العودة المحتجز في المملكة منذ نحو أربعة أشهر. وأوضحت المنظمة في بيان نقلا عن أحد أفراد عائلة العودة أن أحد الأقرباء الممنوعين من السفر اكتشف الحظر عند محاولته مغادرة البلاد، موضحا أن "ضابط الجوازات أبلغ أحد أفراد أسرته أن القصر الملكي بنفسه فرض هذا الحظر لأسباب غير محددة".
وكان العودة أحد رجال الدين المعروفين الذين أوقفوا في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي ضمن حملة اعتقالات، قالت السلطات إنها موجهة ضد أشخاص يعملون "لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها".
اعتقلت السلطات السعودية11 أميراً تجمهروا بالرياض
02:01
وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات السعودية لم توجه حتى الآن أي تهمة إلى العودة، مضيفة أنه لم يسمح للعودة إلا بإجراء مكالمة هاتفية وحيدة استمرت 13 دقيقة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. واعتبرت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة أنه "ليس هناك أي مبرر لمعاقبة أقارب المحتجزين دون إظهار أدنى دليل أو اتهام يتعلق بارتكابهم تجاوزات".
ورأى محللون أن بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا في ما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ينظر بعضهم الآخر بريبة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان.
واتخذت السعودية سلسلة خطوات تعبّر عن انفتاح اجتماعي منذ توقيف رجال الدين، وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة، ورفع الحظر عن دخول العائلات إلى ملاعب كرة القدم وإعادة فتح دور السينما. وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أكد ولي العهد خلال مؤتمر استثماري في الرياض أنه يعمل على قيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة.
لكن ويتسن حذرت من أن جهود الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد والمجتمع في السعودية قد تفشل، "إذا كان نظام العدالة يحتقر سيادة القانون عبر الاعتقالات والعقوبات التعسفية".
ع.ج/ ف.ي (أ ف ب)
مسار السلطة الدينية في تاريخ السعودية
تأسست المملكة العربية السعودية على أساس السلطة الدينية، لكن تأثير هذه السلطة على السياسة السعودية مر بمراحل مختلفة. في ألبوم الصور هذا نتعرف على أهم هذه المراحل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Str
التأسيس الديني للسعودية
يعود التأثير الواضح للدين على السياسة في تاريخ السعودية إلى الدولة السعودية الأولى، حيث تحالف أمير الدرعية (التي كانت بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى) محمد آل سعود مع محمد بن عبدالوهاب، مؤسس "الوهابية"، لبسط السيطرة على الجزيرة العربية، حيث اتفقا معاً على نشر الدعوة سياسيا ودينيا.
صورة من: Getty Images/AFP
الدولة السعودية الثانية
بعد تدمير الدرعية بأوامر من العثمانيين، اجتمعت القبائل مرة أخرى حول الفكر الوهابي، واستطاع تركي بن عبدالله، حفيد محمد آل سعود، أن يؤسس إمارة نجد التي تسمى بـ"الدولة السعودية الثانية"، وذلك بعد أن عاد حفيد أبن عبد الوهاب من المنفى وهو (عبد الرحمن بن حسن آل شيخ) ليدعو القبائل إلى العودة إلى "الإسلام الأصيل".
صورة من: picture-alliance/dpa
الدولة السعودية الثالثة
بعد سقوط الدولة السعودية الثانية على أيدي العثمانيين، بقي الفكر الوهابي يجذب الكثيرين في الجزيرة العربية، حتى قامت الدولة السعودية الثالثة بعد ضعف الخلافة العثمانية. وكان ذلك نتيجة تحالف مؤسس المملكة الثالثة عبدالعزيز آل سعود مع الوهابيين.
صورة من: Saudi National Museum
تراجع للوهابيين أمام النفط
كان الملك عبدالعزيز يسعى لإقامة دولة قائمة على تحالفات دولية، لكن الوهابيين عارضوا إحدى اتفاقياته مع شركة أمريكية للتنقيب على النفط لأنها –بحسب رأيهم- ستؤدي إلى دخول غير المسلمين فواجههم الملك عسكرياً في معركة السبلة في 29 آذار/مارس عام 1929 فهزمهم وسجن قائدهم.
صورة من: Getty Images/Evans/Three Lions
تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
طاوع الملك عبدالعزيز الوهابيين حيث كان يخشى من قوتهم فأنشأ لهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعرف أيضاً باسم "المطاوعة"، حيث نشطت في تبليغ الدعوة الوهابية بأكثر من عشرة آلاف مركز ومئات آلاف الموظفين.
صورة من: picture alliance/dpa7AP Photo
جهيمان العتيبي
اقتحم جهيمان العتيبي الذي كان عضواً سابقاً في الحرس السعودي المسجد الحرام مع أتباعه وحاول السيطرة عليه، وفقاً للرواية السعودية الرسمية، لكنه استسلم بعد مقتل بعض أتباعه وأعدم بعد ذلك. يعتبر البعض أن حركة التطرف في السعودية بدأت بعد حركة جهيمان، كالمحلل السياسي السعودي عبدالمجيد الجلّال.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الخليج الثانية
أدى قدوم القوات الأمريكية لتحرير الكويت عام 1990 لإعادة تشكيل التيار السلفي في السعودية بسبب السخط على قدوم "قوات احتلال" غير مسلمة لبلد مسلم، فانضم آلاف السعوديين للجماعات الإسلامية وتأثروا بها، وساهم السعوديون الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان بتكوين نواة للجهاد السلفي في السعودية وفي المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الجيل الملكي
تعاقب أبناء الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، على استلام الحكم منذ عام 1953 واحداً تلو الآخر. لكن الملك سلمان قام بعد توليه السلطة بتغيير هذه المتوالية مانحاً ولاية العهد للجيل الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز، حيث استلمها الأمير محمد بن نايف، وبذلك فقد تم نقل ولاية العهد إلى الجيل التالي.
صورة من: Imago
"ثورة" الجيل الثالث
في حزيران 2017 حدث تغيير كبير في البيت السعودي بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه وتصعيد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ليحل محله، وتعهد بن سلمان بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saudi Press Agency
إصلاحات اقتصادية واعتقالات
وبموازاة الاصلاحات ضمن خطة "رؤية 2030" لتنويع الاقتصاد، يؤكد الامير محمد بن سلمان من خلال حملة اعتقالات أن القيادة الجديدة للمملكة لن تتسامح مع اي معارضة للمسار الحالي الذي تمضي به، حيث شهدت المملكة السعودية في أيلول/سبتمبر توقيف رجال دين بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، من دون أن توضح أسباب اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
القيادة الإصلاحية تسمح للمرأة بالقيادة
نتيجة الإصلاحات التي برزت مع صعود الأمير محمد ابن سلمان، حصلت المرأة السعودية وبموجب أمر ملكي على حقها في قيادة السيارة بعد نضال دام 27 عاماً.