رايتس ووتش: المجتمع الدولي "في حالة انكار" للفظائع في ميانمار
١ أغسطس ٢٠١٢قال تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء الأول من أغسطس/ آب 2012) إن قوات الأمن الحكومية فشلت في منع أفراد عرقية راخين البوذية من مهاجمة أفراد من أقلية الروهينجا المسلمة في حزيران/ يونيو الماضي في ولاية راخين الواقعة على الساحل الغربي من ميانمار، وشاركوا في بعض الأعمال الوحشية. وأضاف التقرير بشأن الأقلية العرقية عديمة الجنسية :"قوات الأمن مسؤولة عن قتل العديد من الروهينجا في حزيران/ يونيو".
واستند التقرير إلى مقابلات مع 57 شاهدا من الراخين والروهينجا على أعمال العنف الطائفية التي اندلعت بعد اتهام ثلاثة من الروهينجا باغتصاب وقتل امرأة من عرقية الراخين في 28 ايار/ مايو الماضي. وسعى التقرير إلى إلقاء الضوء على صراع كشف عن العداء الطائفي وعلى تعهدات الحكومة المدنية التي تولت السلطة في البلاد منذ عام 2011 بحماية حقوق الإنسان بعد عقود من الحكم العسكري الوحشي. وقال براد آدمز مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش "فشلت قوات الأمن في بورما في حماية الراخين والروهينجا من بعضهم البعض ثم أطلقت حملة عنف واعتقالات جماعية ضد الروهينجا المسلمة.
وأضاف "تزعم الحكومة أنها ملتزمة بإنهاء الصراع العرقي والانتهاكات إلا أن الأحداث الأخيرة في الولاية تظهر استمرار الاضطهاد والتمييز برعاية الدولة." ويذكر أن أعمال عنف طائفية شهدتها ميانمار منذ مجيء الرئيس ثين سين إلى السلطة في آذار/ مارس عام 2011، مبشرا بإصلاحات سياسية واقتصادية مما شجع الديمقراطيات الغربية على تخفيف القيود على الدولة التي كانت منبوذة سابقا وتشجيع الاستثمارات في البلاد التي تعرف أيضا ببورما. وقال فيل روبرتسون نائب مدير القسم الأسيوي بالمنظمة :" في ذروة أعمال العنف في منطقة اراكان (راخين) كان الرئيس باراك أوباما يعلن قواعد جديدة تخول الشركات الأمريكية الاستثمار في بورما".
وأضاف: "يبدو أن المجتمع الدولي أعمته الحكاية الرومانسية عن تغيير شامل في بورما، فقام بإبرام صفقات تجارية جديدة ورفع العقوبات حتى مع استمرار الأعمال الوحشية". ولقي ما لا يقل عن 77 شخصا حتفهم في أعمال العنف في راخين، بحسب مسؤولين حكوميين، ولكن هيومان رايتس ووتش قدرت حصيلة القتلى بنحو 90 شخصا. ونفت الحكومة الأسبوع الجاري ارتكاب السلطات أي انتهاكات في محاولة وقف القتال.
منظمة التعاون الإسلامي تعقد اجتماعا استثنائيا
وفي سياق متصل كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن المنظمة تعتزم عقد اجتماع استثنائي للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين الأحد القادم من أجل بحث قضية مسلمي ميانمار. وقالت المنظمة، التي تتخذ من جدة في السعودية مقرا لها في بيان يوم أمس، إن وقار الدين الرئيس العام لـ"اتحاد آراكان روهينجيا" الذي تأسس في أيار/مايو 2011 في مقر المنظمة ليجمع تحت مظلته 25 منظمة غير حكومية وجميعها تمثل أقلية الروهينجيا سيشارك في الاجتماع. وأوضح إحسان أوغلى، في مؤتمر أن المنظمة سوف تعقد كذلك اجتماعا تشاوريا في كوالالمبور بماليزيا لبحث التحديات التي تواجه تلك المنظمات، التي تحول دون وصول المساعدات إلى اللاجئين المسلمين الفارين من ميانمار.
وأضاف أن اجتماع كوالالمبور يهدف إلى وضع تصور واضح للوضع في ميانمار، بالإضافة للطرق اللازمة لإيصال المساعدات، وتحديد حجم الاحتياجات التي تستطيع المنظمة أن توفر متطلباتها. وأكد أن المنظمة سوف تطرح نتائج عملها في قضية مسلمي ميانمار، وبالأخص ما سوف يسفر عنه اجتماع المندوبين في جدة إلى قمة مكة المكرمة الاستثنائية في 14 و 15 آب/ أغسطس لتتم مناقشة القضية على أعلى مستوى في العالم الإسلامي.
(ح.ز/ رويترز/ د.ب.أ)
مراجعة: أحمد حسو