"النظام السوري وروسيا يقصفان المعارضة بأسلحة محظورة"
٢٨ يوليو ٢٠١٦
ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الصادر الخميس أن النظام السوري وحليفه الروسي يستخدمان وعلى نطاق واسع القنابل العنقودية المحظورة دولياً في حملتهما الجوية على مواقع المعارضة منذ شهرين أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
إعلان
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر الخميس (28 تموز/يوليو 2016) إن الحملة الجوية التي تشنها الحكومة السورية المدعومة من روسيا على المعارضين تستخدم على نطاق واسع الذخيرة العنقودية التي تحظرها أكثر من مائة دولة.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إنها وثقت 47 هجوماً بذخيرة عنقودية قتل فيها عشرات المدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشهرين الماضيين. وقال أولي سولفانج، نائب مدير الطوارئ بالمنظمة: "منذ أن استأنفت روسيا وسوريا عملياتهما الجوية المشتركة شهدنا استخداماً قوياً للذخائر العنقودية ... ويتعين على الحكومة الروسية أن تضمن على الفور ألا تستخدم قواتها أو القوات السورية هذا السلاح ذا الطبيعة العشوائية".
وقالت المنظمة إن روسيا نفت استخدام ذخيرة عنقودية في سوريا. لكن الأدلة تزايدت على أن لديها مخزون من هذه الذخيرة وأنها إما استخدمتها أو شاركت في هجمات جرى استخدامها فيها. ولم يرد تعليق من مسؤولين روس على التقرير الأخير.
وأضافت المنظمة أن الذخيرة العنقودية استخدمت في هجوم وقع يوم الحادي عشر من تموز/ يوليو الجاري في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وقتل فيه عشرة أشخاص على الأقل. وأظهرت صورة التقطت قرب موقع الهجوم قنبلة يجري إسقاطها من طائرة "سوخوي-34"، وهي طائرة تقول المنظمة إن روسيا فقط هي التي تستخدمها.
وتابعت "هيومن رايتس ووتش" أن صوراً التقطت بعد هجوم آخر في الأسبوع التالي قرب معبر التنف في جنوب سوريا أظهرت آثار قنابل عنقودية ومنها قنابل صغيرة لم تنفجر. وقال مقاتلون معارضون والولايات المتحدة إن الهجوم نفذته طائرات روسية.
يذكر أن الذخيرة العنقودية هي وعاء ينفجر في الهواء لينشر قنابل أصغر حجماً تنتشر على مساحة كبيرة.
الجدير بالذكر أن روسيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 2008 التي تحظر استخدام الذخيرة العنقودية بسبب طبيعتها العشوائية وتهديدها للمدنيين جراء قذائف لم تنفجر تشكل تهديدا طويل الأمد. فيما قالت المنظمة إن القوات الحكومية السورية تستخدم منذ منتصف 2012 ذخيرة عنقودية تسقطها من طائرات أو تطلقها من البر.
ح.ع.ح/ ي.أ (رويترز/أ.ف.ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.